رَنين
إنْ لم تكن للأفق أجراس
فَمِن أين هذا الرّنين
الذي أسمعه في الأعالي
وأنا في هذه الأرض المُقفرة
لقد كنتُ البارحةَ في بيت
شفتاي الآن مزمومتان
رنين وصخب يَصلانني من فوق
غرفتي نَثَرتْ أحجارَ جدرانها فيما حولها
لقد كانت دافئة بالأمس
هنالك أيضًا أناس مُمَدّدُون بقربي
وأعمدة ملتوية وأحجار
الظّلال وحدها تتحرّك
زهرة منسيّة على صخرة
تقول في سِرّها: أنا لا أخاف
نحن الآن في هذا القفر
بالأمس كنّا موجودين.
أَيُّ حكاية
أَيّ حكاية
يهمس لي بها هذا البهلوان
المُطِلّ من نافذتي؟
وَلِماذا يموت أطفال كثيرون
في نهايتها؟
لِماذا يَمُور زَبَد
في أحشاء هذه السّاعة؟
هل تَغمرني الآن مياهُ البَحر
وأنا جالس في غرفتي
فيما قِطّي العجيب
يُثلج من عينيه؟
أَطلال
نتمشَّى بين أطلال
نستعمل مناظيرَ نُلوِّح لأطياف
في هذي الرّسوم الدّارسة عاش قديمًا أناس
لقد تركوا في أفنيةٍ بين أرواحِ كَوانين
أصواتًا وضحكًا وصيحات
لا تُسمَع إلّا من شبه جزيرة
يُمكننا الوصول إليها عبر نَهر مسموع الزّفير
نتمشّى الآن صامتِين
نرى بقايا سروج وأشباحَ خيول
نَحن من عصر آخر
نركب سيّارات ونرتاد قاعات السّينما
وكثيرًا ما نصعد سلالم القَلَق
ونستريح على سطوح مِن زَبد
أحيانًا نصنع أبوابًا من أخشاب الصّباح
ننفذ منها مُجدّدًا إلى أطلال
عاش فيها قديمًا أُناس...
*شاعر من المغرب.