}

خوذة الشيطان

شعر خوذة الشيطان
أمين بوجوير مصطفى، المغرب

ليس هذا خطأ التحديق 

فالزهرة لاحت في فم الغابة ضوءًا 

لترد العابر الضليل أعمى إلى حيث يرى بتلاتها

مأوى له من لوعة الذكرى

كما يأخذه الوهم إلى ناحية في حتفه. 

 

يا لها تفتن ما أجملها  

كم كأسها بالعسل القاتل

تغري العاشق مأخوذًا بما يقطر من زوادة الشهوة فيها 

وفتون العطر منها. 

 

يا لها تقتل ما أطيبها 

يا لعنة المرأة تستلقي 

على كرسيها الهزاز 

يسعى حولها عشاقها صرعى

كما لو أنها مبتدأ ليس له آخر

كل شيء قابل للخوض فيه عادة 

إلا سؤال الزهرة الساحرة

 

أَوهكذا قال الفيلسوف الهرطقي 

وهو يموت. 

 

ليس هذا خطأ في حاسة الشم 

أو رائحة مغشوشة الأصل 

كمن في خدعة الظل بكفيه

يغطي رأسه من لهب الحر

ويستسلم للبهجة طوعًا

وجلًا يجتاز رجفاته 

ثملًا يرقي حواس الروح فيه 

خدرًا يهوي على ركبتيه ميتًا. 

 

هي نوارة دهياء الدهام. 

 

[‏ليس للوردة قلب، متدفقة من أخيلتها، متخففة من رتابة النبض، تصَّاعد متخففة من سطوة المكان، غير عابئة بمشاعرها تلهو بشوارد الهواء فتوقظ كائنات البهجة وتحرر العصافير من سماء قديمة. تلك الشهقة المخفية في تداعيات عطر غامض يأخذ بيد الأعمى عبر ممر في قلب الليل؛ تلك هي الوردة]. 

 

كان لا يعرفها

يمشي إليها دائخًا 

يجذبه ملمسها الناعم 

يغويه البيزنطي الأرجواني 

ورْقها في زخرف غض رهيف 

غامض يسحبه نحو مهاوي في يديه 

كان يكفي أن يمس اللون كي يسقط مغشيًا عليه. 

 

طعمها أحلى من السكر 

وأروع من الحلم ممزوجًا بقطرات الندى 

أشهى من الكرز المعجون في ريق الحبيبات 

بقبلات اللقاء

عذبة في طعمها ليس هذا خطأ الذوق 

وهي الحنظل القاتل، سُمٌّ نسغها. 

 

*شاعر وروائي من تونس.

 

قصائد اخرى للشاعر

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.