على رسلك يا عازف الناي
تعجن صبر الليالي، تطعمه بلابل الروابي
على رسلك هناك غيمة تنشطر
هاوية الأيام
عصف يهاجم قطط الخمارة البنية
يسقي هسيسه الشائك فجر الغضب
فجر الأرض
على رسلك يا غصن البان، غض إهاب الثمرة
لين غشاء الفكرة لها معاني الامتاع
مؤانسة رقص على أسلاك العمر
على رسلك وأنت تكور سلالة البياض
ترشق بدايات العاصفة كمن يلهب دربا لرؤى العودة
بمزق من هشيم الغياب
بإمارات الهجر/ النسيان... غياب الحناجر، حناجر الأبجدية
ونسيان لأبراج الوقت
على رسلك يا عازف الناي
تحطم سنابل الوقت
بلهب الرمل
بطيش في صناج اللغة
وأنت تشهد ضياء الحكمة تنبعث من دكاكين الوطن
وطن للألفة
وطن للسمر
كاشفًا عن ساق الموت المتعب لرايات الذاكرة
كانسًا أثر الموج... زبد الوقت
كخيط بهلول مهمل بسمرة الزمن المأسور بخبز الأسرار
على رسلك أيها الصدق اللاهث جنب الحلي
حلي الهياكل المؤججة لنار الترحال
إنك من عبث الشك
المهاجر إلى مواطن الضمأ
في حمام النبائل رسمت خريطة على تربة الدهشة
لدماء الصيف
قبور تؤاسي حر الأحشاء
مرعف ضمير المرحلة، أزحت تراتيل السهول المكتنزة
ببساتين الذكرى
ثم شطرت للوقت مواعيد مع مرآة المجاري
هجرت جثة الرغبة
لأمضي بدموع العهد الى هندباء الأقاصي
صافحت عصير العبث، نبت موز الحلم مجدفًا بالقرب من زيتون الأمس كمن يفصل بين لجج التاريخ وكنانة الكشف عن مهر الغابات// فعلى رسلك أصد قهقهة المهاوي لتنجب من عصر النخل المنطفئ جيلًا من الشطآن لا يخون رمل المتاه.
*شاعر جزائري.