}

عن الأمل لِجِهة حسن نجمي والزُرقة لِجِهة قاسم حدّاد

طلعت قديح 3 يوليه 2025
يوميات عن الأمل لِجِهة حسن نجمي والزُرقة لِجِهة قاسم حدّاد
حسن نجمي وقاسم حداد
في تقديمه لكتاب "ما الأمل؟ نحو زرقة تصقل الحواسّ" (2020) يُبجِّل حسن نجمي الصداقة الحقيقية بينه وبين قاسم حدَّاد، وكلاهما شاعران، وإن اقتربتُ من قاسم حداد بشعره ونثره وسطوره، التي تصدر صوتًا مثقفًا متزنًا، وكاشفًا لشخصية تقبل القسمة على كثير، ولا تقبل الكسر والضرب لغيرها، فإن اقترابي من حسن نجمي، جاء عبر تردّد اسمه على صفحة صديقه الشاعر أحمد الشهاوي، فكان أن قرأت فكرة النهر وكتبت عنه.

هذا التمازج يذكّرني بحال الصداقة في الزمن الجميل، هذا الوصف الذي لا أعتقد أنه مقترن بزمن، بل بأنفاس البشر التي تغيَّرت وتبدَّلت، فهو كما أسميه "النفس الجميل" ولذكر محمد بنيس - الذي قرأت من جميل حرفه - وهج لنعلم اتجاه الإبداع ونكهة الجلوس..

كيف وهي نفحات من صلصال النوخذة شرقًا إلى سفوح المرابطين غربًا، يتأنَّى حسن نجمي في الحديث عن صديقه الشاعر قاسم حداد، فيبدأ كلامه بالإعجاب بشعره وصفائه وجرأته، ثم اعتراف بمحبةٍ متحركةٍ تشبه صوت الأمواج المتلاطمة في الخليج العربي.

وبعد؛ توالت أذوقة الحروف ونكهاتها ما بين المغرب بدارها وأصالتها، وطافت القاهرة ودبي ما بين الشاعرين، كما يعرضها المقُدِّم لزُرقة الأمل!

لكن أجمل اللقاءات تكون في بيوت أصحابها، لا على المقاهي والزقاقات، فالبيت ليس مجرد حوائط تستر حياة من بداخلها، هي أنفاس تتجلى، فلا تُظهر ما بها إلا لمن رافق حسن النفس النفس.

بين حداد ونجمي، بريق له لمعانه، ولا يتم إلا بإتقان الحرفة وليكن مفتاح الصداقة، إهداء كتاب "قبر قاسم" بالتفافة صادقة فاجأت حسن نجمي، حين رأى إهداء النسخة المتبقية لزوجة قاسم حدّاد، وآلت إليه، فكان الرد:

"عندي، منذ بداية حياتي الاجتماعية، يتسرب الصديق سريعا إلى تجاعيد العائلة، عائلتي. وكلما تعرفت على صديق جديد، ازدادت العائلة عضوا جديدا جديرا بالترحاب والاحتفاء. ولحسن حظي، إن هذا شعور أسرتي كلها. وربما تعلمت هذا من أسرتي". يومها عرف حسن نجمي أنه صديق مقرب لقاسم حداد.

التقديم لكتاب لا يعني كيل المديح للاسم لقربه ولا تبيانا لجهد كاتبه فقط. فأنا أعتبر التقديم نصًّا موازيًا يُطلق أجنحته بجميع اتجاهات التحليق، ومصباحًا مرشدًا راشدًا لنافذةٍ تطلُّ أو عتبةٌ يبتدئ منها الولوج.

وأحسب أن قاسم حداد من الشعراء المنظَّمين في عملهم، فكل حدثٍ كتابيٍّ له مكانه، وله شهادة ميلادٍ حال نشره وتناقله بين أيدي القرّاء والمهتمِّين والمتصيدين.

واضحُ الحرف عند حسن نجمي إحاطته بالتَّأصيل للتَّقديم، فلا يعدُّ ديكورًا أو برستيجًا لمجرد التَّباهي بالتَّقديم لكاتبٍ كبيرٍ هو من عليةِ الحرف، فالتَّقديم استراقٌ نخبويٌّ من أثر قراءاتٍ متعددةٍ للكاتب ولا تخص كتابًا بعينه، وإنني كقارئٍ لقاسم حدّاد وجدتُ أن مجموع الكتب التي أصدرها هي محصلة منظومةٍ متكاملةٍ للشِّعر، ومنها خرجت الكثير من تنويعات الرُّؤى الكتابية والفنية، حتى كأن الكتب بمختلف موضوعاتها تشدُّ بعضها بعضًا كبنيانٍ مرصوصٍ.

2

 ما الأمل

والأمل مفردةٌ ترتقي إلى التَّحقق، فأنا شخصيًّا لا أحب أن أكتب لأحد ما: "أتمنَّى أن تكون بخير"، وأستبدلها بـ: "آمل أن تكون بخير"، فالتَّمني تلويحةٌ ما تلبث أن تخبو، كالحلم مثلًا، حيث يظلُّ في خانة عدم التَّحقُّق، وما أكثر أحلامنا، كالحلم العربي الذي مات، كفكرةٍ لم تر النور إلا بين ثلَّةٍ من الفنَّانين فقط.

الأمل درسٌ أولي لما بعده، يتعين علينا أن نبادر إلى تأطيره لمسارات البوح الذي يقطر كرذاذ، ففي كل بوحٍ شيءٌ من نبعٍ، وربما يحتاج إلى معالجة أكبر من مجرد تصدير كتاب.

ويُفعِّل حسن نجمي إشكالية الشعر والنثر لرعيل تأسَّس في كينونته على الشعر ثم مال إلى النثر، وهنا ينقل عن محمود درويش في رسائله لسميح القاسم: "فقد تتحقق الشاعرية في النَّثر أكثر من تحقُّقها في القصيدة المشروطة بشكلٍ قد يكبح جماح الجنون، هناك دائما فائض شعوري ينبجس من مكان آخر. المهم هو ألا نؤجل هذا الانبجاس، فليس من الصواب أن ندخر الشعر إلى أن تأتي قصيدته التي قد لا تأتي...".

وهذا يأخذنا إلى نقطة مفصلية - وهو رأي حسن نجمي-: "جوهر الكتابة الأدبية".

أجمل ما في تقديم كتاب "ما الأمل؟" أنه يعرض الكتاب والكاتب والمكتوب، ويفتح آفاقًا تصل لنقاشاتٍ فعَّالة للكتابة وكينونتها بمختلف المشارب، فالكتابة فعل مقاومة عابر للأزمنة والأمكنة والأفكار، بغرض التأثير في التاريخ، بل الكتابة هي من أوجدت التاريخ الإنساني من خلال توثيقه.

هذا التوليف المنهجي جعل كتَّابًا أمثال الفيلسوف الفرنسي رولان بارت والفيلسوف الفرنسي جاك دريدا وآخرين يسهمون عبر أطروحاتهم الفكرية لإنتاج علم دارس للكتابة، وبتشكيل منهج قياسي متعدد الإحاطة بالتشكيلات والإشكاليات الناتجة منها وبها.

وقد يكون وجه الكتابة لدى كل من قاسم حداد وحسن نجمي لامعًا بالفكرة والطريقة والتأسيس، ربما هذا التَّفاوض الشقي مع الحرف، يأخذ الكاتب وخصوصًا الشاعر في مرحلة من الشَّقاء الناعم، كما يقول الشاعر التشيكي فاتسلاف شولك: "وهبني القدر هذا الشقاء الناعم أن أكون شاعرًا...".

يكتب قاسم حداد برحابة منقطعة، هو يريح عن كاهله العبء المتبقي منذ 80 عامًا، وهو يُسابق الزَّمن كي يُبقي ما يمكن أن يُبقيه من عقله ووجدانه. يكتب بحب ويرسم صورًا في أفقه المجهول، لكنه وفي الوقت نفسه لا يلتفت لعقارب السَّاعة، ربما يقيس حياته بمقياس ما أنجز، لا ما تبقَّى.

أكتب هذا الحديث وأنا أطرق باب الخمسين، لكنني أحسب أن العمر ليس مجرد رقم كما يُقال؛ هو توحش الوقت للنهاية، وفي سابق الزَّمن كنت حين أحادث نفسي: يمكن الوصول لسقف ستين عامًا، يااااه عمر طويل، تبًّا هل سأنتظر كل هذا العمر! إلا أن العمر بات يركض بشيء من العبث بعد 2006 ثم ألحقته نكبة 2007، وأصبح اقتطاع الوقت رويدًا رويدا من قوت قهوتنا التي فقدناها جميعًا في ترصُّد وسبقٍ لابتلاع لا يؤدي إلى شبع.



3

الكتابة مجرد فعل مبتكر أم نفاذ مؤثر للتاريخ؟ يقول الفيلسوف الفرنسي موريس بلانشو: "إن الكلام الذي يخلق نفسه في الكتابة، يعد صاحبه بنوع من الخلود، يربط الكاتب بما يقهر الموت، فهو لا يعرف المؤقت، وهو صديق النفوس وإنسان الأرواح وضامن الخلود. لا زال كثير من النقاد حتى اليوم يعتقدون اعتقادا صادقا أن مهمة الفن والأدب تخليد الإنسان".

في سؤال لقاسم حدّاد: "هل سيعرف الكاتب كيف يكتب؟"، وللإجابة على هذا السؤال يمكننا أن نُبحر في ماهية الكاتب بالمعنى الإبداعي، لا أتحدث عن الكاتب الهاوي الذي يجرُّ سطوره كي يُلملم موضوعه، يكاد يختنق قبل نهايته! وقد يكون هذا الشعور ملازمًا إلى الآن لكتَّاب كبار قيمة وعمرًا، إلا أنني أعني الكاتب الصَّريح في إبداعه، وفي هذا يقول الفيلسوف التشيكي جون باتوكا: "الفن هو في الأساس كتابة"، فلا يكون فنًّا إلا إذا كان هناك مسار معروف الوجهة، مأمول الهدف.

لكننا إزاء المعنى العام الذي لم يحدّد نوعية ووظيفة الكاتب والكتابة، يمكن أن نتطرق إلى أن هناك نوعًا يتسم بالإخباري التَّوجيهي، متَّصلًا بوظيفة الجرائد والتقارير ومرادفاتها الكتابية، ونوع يكوُّن الوعي، ويكون فيه الوعي مسارًا لإضاءة فكر القارئ بإلمام معرفي كالعلوم المختلفة والفلسفة ومرادفاتها، وهناك نوع يغوص في ماهية الحياة، وهذا النوع يمنح القارئ أولوية المتعة المعرفية، تأملًا وإحاطة تكوينيَّة، وهذا يختلف من كاتب لآخر، ومن قارئ لغيره، بحسب الجهد الفكري المبذول في التأمل والإحاطة.

وفيما أُتبع من قراءة لمحتوى الكتاب؛ عُلم قصد التَّناول بشقِّه الأدبي، وخاصة الشِّعر، وهنا نطرح سؤالًا في ذات الاتجاه: ما نقول عن دارسي التَّوجهات العلمية للحصول على مراتب علمية في الجامعات بنطاقها الأدبي مثلًا، فيذهب الباحث المُنجز إلى طباعة رسالته في كتاب!

وباتجاه آخر؛ فالروائي الذي تسير كتابته مدة زمنية طويلة، ثم يعود إليها، كونه اختزل مشروع روايته في نقاط توضيحية للفكرة والطريقة وعليها، ينتج رواية حسب رؤيته ومقاس الوضوح.

إن هناك نصوصًا تمثِّل في الحدث الكتابي صفة ملتبسة بالمعنى المجازي والاستعاري، أشبه بما يمكن أن نسميه "الوعي الشَّقي" خلال عملية الكتابة، وهذا الوعي لا يكون بالضرورة ملازمًا طيلة عملية الكتابة العامة، بل يمكن اعتبارها تجلِّيًا استثنائيًّا للكاتب تشبه تلك النفحات الصُّوفية المنسابة شآبيبها بإحساس بمنح متعة قلَّما يُحسن كاتب وصفها بشكل متطابق مع الشعور الدَّاخلي الحقيقي. ولا يمكن فصل عمل الكاتب عن محيطه القرائي. فالكاتب أثناء إنتاجه يقيم علاقات متعددة؛ علاقة ناتجة عن فكره الخاص وكيفية إفراغه التوثيقي التعبيري في الكتابة، وعلاقة أخرى داخلية تبلور هذا الفكر داخليًّا بتكوُّن يُرسخ قناعة تهيّئ له تبنّي ذلك بقوة. وهناك علاقة تراكمية بين الكاتب المنتِج والكاتب القارئ في ذاته الواحدة، فالكاتب بعد انتهائه من منتجه الكتابي يقوم بقراءته متأنيًّا في صيرورة مغايرة لكونه الكاتب مانحة له الرؤية من ناحية أخرى، ولا ننسى أن هناك العلاقة المرئية، وهي بين الكاتب والقارئ، وهي علاقة تختلف باختلاف الطرفين، فهناك الكاتب المستقل الذي لا يطمح إلى استرضاء أو إرضاء القارئ بما يقترب من مثالية الطرح، ناظرًا قبل الكتابة إلى عدم الاقتراب من التابوهات الثلاثة مثلًا، وهناك نوع محاور للقارئ، فإما أن يكون متماشيًا مع مفهوم "ما يطلبه المشاهدون" والذي يقترب من المنتج السينمائي صاحب "أفلام المقاولات"، وإما أن يكون الحوار بين الكاتب والقارئ آخذًا لصفة العصف الفكري، وهذا يكون الكاتب الحواري المشتبك.

وفي قراءتنا بتتابع للكتاب نعلم مقصد قاسم حدّاد بتلك الكتابة المتَّصلة "بالنثر والحوار والسرد والشعر والمسرح، وغير ذلك فما يمكن للكاتب أن يجد في لحظته الإبداعية ما يستدعي الاستغراق في تموّجه".

في كتابه "ما الأمل؟" يفتح قاسم حدّاد صمامات تنفث فكرًا للقارئ الحصيف، ممهِّدًا له رؤية تستحق التَّبني، ومن جهة أخرى تأملًا يرشح ناحية إيقاع يُداعب بسطوره الشعر وما هو بشعر، ونثر وما هو بنثر؛ أراد به قطفًا من حديقته الخاصة في مكان أنيق "الأمل".

4

ومن الصدق أن نقول إن قاسم حدًاد يصيب عديد أحجار بتصويبة واحدة، فهو يكتب النقد من دون أن يصيبنا بصداع المصطلحات الجامدة "المُجعلكة"، فهو حين يثير كمثال موضوع "الكتابة، شخص الآلة" نجد فيه نقطة تفاعلية باتت حاضرة في المشهد الكتابي، وهي كما يقول: "الآن، أعتقد أن تمسكنا بالقلم والورق كان وهمًا، يضاهي وهم الكاتب المدمن على التدخين، معتقدًا بعدم قدرته أن يكتب حرفًا بدون السيجارة. كل تلك عادات نرثها وتفرضها علينا تقاليد نخضع لها بلا تبصّر. لكن ما إن نتعرض للتجربة الجديدة حتى نكتشف للتجربة الجديدة حتى نكتشف الجهل والأوهام التي نكابر بها.... الآن، أعتقد أن الكثير من الكتّاب أخذوا يعتادون، بولع، على الكتابة مباشرة على الكمبيوتر. وفي هذا ما يسهم في تحرير الكائن الإبداعي من أوهام التقاليد والتقليد".

لكننا وبالمنطق نفسه؛ سنرى بروز استحداث ضمن هذا المنظور والمنظَّر له بانتهاء إقامة معارض الكتاب، وما ينتجُ عنها من اختفاء مهنة طباعة الكتب، وما يكون من اقترانات معها بإقامة الكثير من الفعاليات المختلفة، فنستبدل الكتاب الورقي بما يكون من مشقة الوصول له والتكلفة وما يتبع ذلك؛ لنلجأ إلى بسيط فعل لضغطة زر لمواقع الكترونية مجانية أو ذات تكلفة رمزية، وينتهي الأمر!

وبهذا الفهم لن تقام مهرجانات ثقافية وفكرية وأدبية.... إلخ، ويستعاض عنها - طبقًا لفكرة قاسم حدّاد- بإقامة مهرجان ما عبر تطبيق زوم أو سكاي بي وغيرها، ولن يتكلَّف الأمر سوى إيصال الكمبيوتر بشبكة إنترنت! ويُمكن أن ينضمَّ كاتب ما وقت مداخلته فقط، وبثياب عادية حتى يمكنه لبس قميص ظاهر للشاشة، وقطعة داخلية لا تُرى!

أرى أن التكوين النفسي بين الكاتب والورق والقلم ليس نتاجًا تراثيًّا فقط أو نتاجًا يمكن أن يندثر مع التقدم العلمي؛ هو شيء يشبه حاجة الكاتب لتمرين عقله وجسده على الاحتفاظ بأصول ضرورية، واحتفاء بالنمط الكتابي المتعدد، هو علاقة مستمدة من تفاعل لقانون غير مكتوب بين تحرُّك اليد وولادة حبر يتصل بتلافيف عقل وعاطفة إنسان، هو إرث أشبه بالقيمة التي كلَّما عتقت زاد تمسكنا بها، كاحترام من هو أكبر منك عمرًا وإن أخطأ، في طريقة لا تجرح إحساسه بأن هناك من هو أصغر منه أصاب! هو التفكير في داخلنا بأن إزاحة كل ما هو قديم، سيجعلنا أمام أنفسنا عرايا!

يمكن أن نحتفظ بتاريخ في حجم الكتروني كعقلة إصبع، لكننا حتما سنفقده بضغطة زر خاطئة!

يقول حسن نجمي في انتهاء تقديمه للكتاب: "كخلاصة أخيرة، معنى هذا الكتاب يكمن في معنى الجملة، ومعنى الجملة هو الوقع الشامل لإيقاعها ولتداعياتها في نفوس القراء، وفي الوجدان العام. والدرس الأساس، وهو هبة هذا الكتاب في تقديري، هو أن الأهم بالنسبة للشاعر في نثره ليس أن يعبر فقط عن موقفه أو فكره أو نظره وإنما كيف يكتبه. وقد فعل قاسم حدَّاد ذلك، بروح شاعر كبير قلق وبأخلاق المسؤولية الشعرية. طوبى لقلقه".

حسب قاسم حدّاد أنه أجاد توصيف زرقة تصقل الحواس ليس صقلًا بالسِّكين أو بآلة حادة، بل بالقطن! قطن قاسم حدّاد، ملامسًا للأمل، أمل قاسم حدّاد. 

 

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.