}

"أدونيادا".. أسئلة الوجود وغيبة اليقين والعودة المستحيلة للمكان الأول

صقر أبو فخر صقر أبو فخر 26 أغسطس 2022

 

أدونيس هو الشاعر العربي الأكثر حضورًا في بلاد العالم قاطبة، من الصين شرقًا حتى المكسيك غربًا؛ شاعر خالق للمعاني والصور المدهشة. تأتي الكلمات إليه منتشية فينثني إلى ملاعبة الحروف المتراقصة، ثم يصنع منها عالمًا جديدًا. هوذا الشاعر يُجرّح العالم، يشقّه ويجعله رحمًا، ثم يولده كلمات وعبارات هي، من بابها إلى محرابها، سُلاف الكلام. وليس لدى أدونيس لغة مزخرفة أو مرصّعة بالزخارف، بل لغة صافية صفاء الألماس النقي حيث لا شوارد فيها ولا شوائب. وها هو اليوم يُصدر الديوان السادس والعشرين في رحلته الشعرية المتألقة. وقد وَسَم هذا الديوان بعنوان أدونيادا (بيروت: دار الساقي، 2022، 431 صفحة، لوحة الغلاف بريشة أصابعه).

كل ديوان جديد لأدونيس هو ذروة جديدة في الشعر. وهذا الديوان نهر فاض بالمعاني وبالصور والمجاز، فيُقرأ كله حرفًا حرفًا، لأن من المحال إيجازه أو اختصاره أو طي بعض صفحاته أو القفز من فصل إلى فصل؛ إنه ملحمة، بل معبد للجمال والشعر والابداع. ولا ريب لدي أن مَن يقرأ أدونيادا ستغمره النشوة بلا سكر، وستوقظه الكلمات وتتسع حدقتا عينيه؛ فلا وسن ولا كرى ولا هجوع أو رقاد، بل يقظة مثل يقظة الظمآن الذي يشتفّ الماء من الغدير. وشعر أدونيس يسمو دائمًا فوق اليومي والسياسي المباشر، ويعرض عن المفردات المجانية وعن المعاني المطروحة في كل درب، وعن العبارات السائبة. أَليس هو القائل في ديوانه مفرد بصيغة جمع: "أنا الصارية ولا شيء يعلوني"؟ ومن تلك الصارية يأمر هذا الربان مراكبه فتُبحر نحو الضياء ليقيم احتفالًا وثنيًا في العراء، ويتعمد بأملاح المحيطات، أو ليوقد الشموع لعذارى المعابد القديمة، ويهدي إليهن كحلًا من حوران ومسكًا جاويًا ووشومًا من قفار جلعاد. والشعر لدى أدونيس فضاء لا نهائي تتلاقى فيه الأزمنة والأمكنة وأحوال الكائن وتحولاته والرموز والإشارات. وجوهر الشعر عنده لا يكمن في أن يكتشف الشاعر ما لا يعرف، أو يقول ما يعرف، بل أن يقول ما يتعذر قوله. وأدونيس، بهذا المعنى، لا ينتمي إلى أي مسلك غير الشعر ببهائه العظيم: "أنتمي للضياء. أيها الضوء، يا شاعر اللانهاية، خذني إليك" (ص 109 و 289).





الإله المتجدد وأساطير البدايات

أدونيس الأسطورة هو إله القيامة الذي ينبعث دومًا في ولادات متجددة. وأدونيس الشاعر قديس ونبي مطرود وحكيم معزول ووحيد ومعذّب. يصرخ أدونيس من الأعماق ضد القتل والموت والخراب وبشاعة العالم وانحطاط الانسان وتدمير الطبيعة، ويتساءل عن المصير وعن الطريق وعلاماته ونهايته؛ عن البدايات والأبدية، والخلق والتكوين والوجود ومعنى الوجود. وفي خضم هذه المكابدة تبقى الحرية لديه أساس الكينونة. وتثير عباراته القشعريرة في كثير من الصفحات: "رجال يصرخون ويستصرخون: العروش لنا كلها. نحن شعب واحد ولنا قائد واحد هو الخالق. وعلى نارِنا سوف تُشوى أيها المارق" ... "أنتم أيها الطغاة، كم رأسًا شككتم اليوم في حرابكم؟ كم ثديًا بترتم"... "آه زارا، إنه الكونُ يُطمس بالجثث الأبدية" (ص 16 و 61 و93).

من البدهي أن الأسطورة والدين والفلسفة والعلم والتراجيديا والخرافات والرؤى والسحر كلها أبعاد منفصلة ومتصلة في التجربة الإنسانية، لكنها في شعر أدونيس متجاورة ومتفاعلة ومشتعلة وفائرة. وعندما يحدق أدونيس في هذا الكون، وفي تاريخ البشر، يأتي نصّه مفعمًا بالأساطير التي هي أغنى من التاريخ في الرمز والإيحاء، وأرحب في الآفاق التي يفتحها، وأكثر تحررًا من قيود الزمن، وأكثر إدهاشًا حتى من السحر، فهي كانت دائمًا أبهى من الحقيقة. لكن الأساطير عند أدونيس مجروحة منذ البدايات: "أنا لستُ إلا دمًا يتدفق منها" (ص 5). وملحمة أدونيادا إنما هي سَفَر بين السموات والأرض، ورحلة في الجحيم والنعيم، وارتحال بين الرحمن والشيطان؛ إنها معراج وتعريج: معراج نحو الألوهة وتعريج نحو الجحيم. ولا تشبه هذه الملحمة الكوميديا الإلهية لدانتي، أو رسالة الغفران لأبو العلاء المعري، أو الفردوس المفقود لجون ميلتون، بل لعلها أرحب وأرشق. إنها اختبار مدهش للحواس في تحفزها وانغمارها بالانفعال والدهشة والخيالات والرؤى والأرض والسماء والطبيعة والكواكب والشمس والحقول والشجر والريح وأغنيات الليل الساحرة وأشباحه الراعبة والتأمل في الخلق والله والبدايات القاتلة والدم والقربان والتاريخ الهمجي... إنها شلّال من الصور والمجاز: "كل شيء مجاز... الحياة مجاز" (ص364 و 365). والمجاز هنا كالحلم الذي يبعثر الكلمات، ويجعل الصور لا ترسم ما هو مرسوم، بل تترسم الطريق إلى ما ليس موجودًا في الواقع. الشعر العظيم وحده هو الذي يستطيع أن يلملم الكلمات المبعثرة والصور المتناثرة ويمنحها قوامًا، ويجعلها طريقًا نحو الغيب، أو شعاعًا يومض بالألوهة، أو هاوية نحو الغياب: "لستُ أول مَن قال: بيني وبين الألوهة جرحٌ لا شفاءَ منه. لستُ أولَ من قال: جسم الشرائع لا روح فيه، وشكل الخرابِ الحديث قديم"... "لا ألوهة إلا إذا ذاب في الكثرة الواحد"... "مُرّة حاجتي إلى الغيب. مُرّ بحثيَ الآن عن صورة يتجسد فيها، والمجازُ علوًّا، هبوطًا، ترابًا، شررْ؛ المجاز بأحواله كلها يهيئ للأبجدية، للكائنات الخفية أن تكتسي بالصورْ" (ص 48 و 181 و298) . الألوهة هنا مثل الصفر: كل شيء ولا شيء في الوقت نفسه، لأن الصفر منفردًا هو الفراغ بالمعنى الفلسفي. لكن الصفر إذا ذاب في الكثرة يصبح مثل العدد بالمعنى الرياضي، ممتدًا إلى اللانهاية.





أسئلة الوجود وغيبة اليقين

أدمن أدونيس إيقاد نيران التفكر وإشعال حرائق الأسئلة حتى بات الشعر لديه ريحًا تحرّك أسئلة الوجود؛ وكل ريح لا تحرك الشجر لا يُعتد بها: "فليس للريح سرير أبهى من ذلك الذي يمده لها جسم الشجرة" (ص 165). ويسأل أدونيس، ويلوذ بسؤاله متحرقًا للجواب: أما كان قبل هذا الوجود وجود؟ وهل سيكون هناك وجود بعد هذا الوجود؟ كيف بدأنا؟ وإلى أين نمضي؟ لقد أضناه التفتيش عن سر الوجود. لكن، لا الإيمان يشفي، ولا الآلهة تنير الدروب؛ فالعالم، على ما يبدو، "سِرّه أن يظل سؤالًا وسِرًّا، والبداهة ليست سوى نقرة على بابه" (ص 120). وفي معمعان هذه المكابدة ينغمر الشاعر في فيض عجيب من التأمل والتفكر والرؤى والحدوس والقلق والتساؤل عن المعنى والحجاب والأسرار: "أَتساءل عن طيش هذا الوجود (...). أَتُرانا نجيئ ونمضي لكي يتواصل سحر الوجود؟" (ص 7 و 9).

حيّره الليس والأيس، أي العدم والوجود، وأعرض عن تقوّلات الفقهاء ومبتكري الكلام ومخدراتهم المنوّمة. ولعله تذكر صاحبه محيي الدين بن عربي في الفتوحات المكية، فنام على زنده وراح يردد معه: "عدم العدم هو الوجود، والعالم ظهر من وجود عدمي إلى وجود عيني". أو لعله عاد إلى أرنست بلوخ وكتابه فلسفة عصر النهضة حين قال إن الله خلق العالم من العدم مثلما يصنع النجار الكرسي من الخشب. فالعدم هنا إذًا مادة، والعالَم وجود وعدم في آن، بينما الله وجود بلا عدم. كثيرون مالوا إلى القول أمام هلع الولادة: "ربِّ زدني فيك تحيرًا". لكن غيبة اليقين عند أدونيس حررته من حيرته. ومع ذلك، لم يجد موئلًا لوجيف قلبه، بل كان يجد دومًا طرقًا متعاكسة إلى اللامكان، فعاش أيامه متسربلًا بالظمأ والنشيج والغبار، ومغمورًا بالفجيعة والمجد معًا، مثل صديقه المتنبي: "على قلق كأن الريح تحته".

يحاول أدونيس في ديوانه أدونيادا بناء العالم المهدم فوق خرائب الروح، لعله ينجو من هلع العيش في ذلك العالم الخَرِب. وفي خضم محاولته الدائبة لسرقة النار الأبدية، لا تهمد جمرات روحه المتوثبة، ولا ينطفىء شرر السؤال، ولا شيء عنده ينتهي إلى ختام، لأن "سارق النار يُشعل جمر الحقيقة في ظلمات الأبد" (ص 46)، ولأن "لا نهاية، لا راحة، لا وصولَ غير هذا الترحل، هذي المسافات، بلا أول ولا آخر" (ص 68)؛ الطريق جحيم (ص 60)، لكن أين الطريق؟ ومن أين تبدأ؟ شيّختُ، عمر المحيطات عمري وما زلتُ أبحثُ، ما زلت أسأل: أين الطريق؟ (ص 356)، ثم "تصدح الريح: يا أيها الغريب المغرّب في فوات الكلام – الجحيم، الطريق انتهى، غير أن المسار ابتدأ" (ص 369). لنتتبع خطوَ أدونيس لعلنا نعثر على تفصيلات هذه التجربة الشعرية الساحرة في ارتياد المجهول واكتشاف الغيب واستكشاف القداسة.

كتب الشاعر السوري القديم أرابيوس عبارة جعلها نقشًا على قبره يقول فيها: "أيها المارّ من هنا، كما أنتَ الآن كنتُ أنا. وكما أنا الآن ستكون أنتَ؟ فتمتع بالحياة لأنك فانٍ"  



الجسد وعناق الطبيعة

يحتفي أدونيس، بطل أدونيادا، بالطبيعة وطبائعها وظواهرها ومظاهرها ولغتها: إنها لغة الأرض ولغة الماء ولغة الفصول ولغة الغيم ولغة الريح ولغة الحب ولغة البراءة ولغة الشهوة معًا. وبهذه اللغة تنقف الأزاهير من بين كلماته كالدهشة، فتوقظ الشعرَ المتواريَ في كل واحد منا. إنها براءة الكلمات التي تولد في صورة كائنات حية تتقافز من بين ضفادع النهر، أو تتدلى من غصون الشجر، أو تسرح في الدروب الترابية، أو تتعشق جُدُر البيوت القديمة، وتنثر رحيقها في الليالي الصيفية. وها إننا أمام صور ترغمنا على استكشاف الحياة بألوانها العجيبة، وعلى الاستغراق في نشوة التأمل وثمالته، وعلى الانتباه إلى ما يثيره الجمال من الأحاسيس التي بَثَقَتْها عناصر الطبيعة كالشجر والزهر والطير والنهر والغيوم والدروب وبواكير الدوالي وأعشاش العصافير والمحراث والحرّاثين والرعاة والزيزان المضيئة في الليالي التي تسهر على عواء بنات آوى، وتستفيق على أشطان الشمس وهي توقظ الأرض من نومها. والكائن مثل الشجرة تمامًا، "فالشجرة تاريخ: تولد، تنمو، تشيخ، تموت، تتحلل. وموت الشجرة كمثل حياتها، شعر تكتبه الطبيعة بحبر الأزمنة والأمكنة" (ص 165). والطبيعة إنما تمارس المحو والعري ببداهة الولادة: "شجر يتعرى في الحديقة. يترك أوراقه غطاء لآثار أقدامنا" (ص 175)، و "العشب شيخوخة المطر. والمطر فتوة الغيم" (ص 338). قاسية هي الطبيعة وبريئة في الوقت نفسه مثل غضب أدونيس وبراءته: "كيف يمكن أن نغسل الأرض من وحلها إذا لم نقل: ها هم المجرمون؟" (ص 351)، أما حكمته اللاهثة فهي: "ليس في دفتر الأبدية إلا ما يقول الجسد"... و "الخطيئة أبهى محيط للسباحة في حوض حب" (ص33 و42). الطبيعة في هذا الميدان مرتبطة، في بعض وجوهها، بالذاكرة وبالمكان الذي اكتشف أدونيس فيه جرح البدايات وطفولته وجسده: "للعين في القرية التي جئتُ منها أنّةٌ وحنين. أصغي إلى الماء يبكي ينابيعه. لا رجاء له" (ص 424)... "كانت القرية التي جئتُ منها طفلةً وتحب التشرد بين الحقول. مشينا، قمر فوقنا كان يصغي إلى وقع أقدامنا، وإلى ما نقول. رغبنا أن يكون لأسرارنا سرير" (ص 363)... و "في الطريق إلى العين، أكثر من تينة، جذعها سُلّم لطيور تتخاصم في حبها" (ص 359)... "يا لهب الزلزلة، لا طريق سوى نارِنا. عجّل أيها الغيم واهطل. أنا اليوم إبن الحقول ويتيم الشجر" (ص 178).

العودة إلى المكان الأول محال

كتب الشاعر السوري القديم أرابيوس عبارة جعلها نقشًا على قبره يقول فيها: "أيها المارّ من هنا، كما أنتَ الآن كنتُ أنا. وكما أنا الآن ستكون أنتَ؟ فتمتع بالحياة لأنك فانٍ". هل يمكن التمتع حقًا بالحياة وقد أفسدها الموت الذي يجري في النفس جريان الشمس في النهار؟ يكتب أدونيس: "كأني رحيل حيث لا شيء غير الهباء؛ إنه الليل، يحضن الكون من بدئه، والنهاية مثل البداية ليل؛ ما مضى حاضر، وما سيجيء اجترار لما  كان" (ص 39 و 40 و 85). ها هو إينياس السوري يعلن عذابه الأبدي: "أُحس كأن الحياة ردائي البهي، رداء يتقطع خيطًا فخيطًا... يا محيط النهايات ماذا تخبئ؟" (ص 12 و 285).





هذه الحرقة ما برحت مشتعلة لدى أدونيس منذ الانفصال عن النسغ الأول، عن الأرض والمكان وموطن البدايات. خرج إينياس بطل إنياذة فرجيل من طروادة ليتشرد في البلاد، وراح يخوّض في الأنهار والسهوب، ويخوض المعارك بحثًا عن وطن. وخرج أوديسيوس (أوليس) بطل إلياذة هوميروس ليعارك أقداره، لكنه، في النهاية، عاد إلى وطنه إيثاكا سالمًا بعد أن شاخ وشاخت حبيبته بينيلوب في الانتظار. أدونيس السوري هل هو إينياس الروماني أو أوديسيوس الإغريقي؟ أَليس هو القائل: "ليس بيني وبين المكان الذي جئتُ منه سوى الرمل" (ص 382)؟ ويكتب أدونيس: "ذلك الظل في القرية التي جئت منها، كيف لي أن أعود إليه" (ص 172)، ثم يستنجد بظله قائلًا: "قل لي يا طريقي إلى لا مكان: هل أعود إلى ذلك التراب، وأوقظ ما تركته الطفولة فيّ؟ ربما ينبغي كي أعود إليها؛ إلى القرية التي جئتُ منها، أن أرى كيف تخرج من سُرّة البحر أمواجه لتموت على صخرة، أو تضم حطامًا" (ص 306 و 363).

إينياس وأوديسيوس بطلان تراجيديان أفنى كل واحد منهما عمره وهو يبحث عن الخلاص. وربما تراءى لهما أن الخلاص لن يتحقق إلا بالعودة إلى المكان الأول. لكن، هيهات لهما العودة؛ فقد اكتشف كل واحد منهما أن ما مضى قد مضى، ولن يعود الماضي أبدًا حتى لو عاد الكائن إلى موطن شبابه. واكتشفت بينيلوب أيضًا، بعدما كبرت في انتظار حبيبها، أن الإخلاص لا قيمة له، وأن "لا شواطئ للذكريات سوى موتها" (ص 302)، وأن العودة إلى المكان الأول تعني نهاية الكائن والموت في مكان الولادة. وأدونيس هنا، في ملحمته الساحرة أدونيادا، ليس هو الإله الفاتن الذي عشقته عشتار وقتله الخنزير، وليس هو إينياس الروماني أو أوديسيوس الإغريقي؛ إنه العطر الذائب للثلاثة معًا، الذي جعله شاعرًا فريدًا ومتفردًا ومفردًا بصيغة الجمع. إنه، بهذا المعنى، تموز وأوزيريس وإينياس وأوديسيوس وبروميثيوس وسيزيف والمتنبي وأبو العلاء المعري والنفري ومحيي الدين بن عربي الذي خاطب علي أحمد سعيد مرة عن سرّ قتامة الوجود قائلًا:

نفنى ثم نفنى ثم نفنى

كما يفنى الفناءُ بلا فناءِ

ونبقى ثم نبقى ثم نبقى

كي يبقى البقاءُ بلا بقاءِ

الدخول

سجل عن طريق

هل نسيت كلمة المرور؟

أدخل عنوان بريدك الإلكتروني المستخدم للتسجيل معنا و سنقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على رابط لإعادة ضبط كلمة المرور.

شكرا

الرجاء مراجعة بريدك الالكتروني. تمّ إرسال بريد إلكتروني يوضّح الخطوات اللّازمة لإنشاء كلمة المرور الجديدة.