كل حجر في هذه الأرض يحكي قصة كفاح، وكل شجرة يزرعها الفلسطيني تشهد على إرادته الحية. وكأن الأرض ذاتها تتنفس مقاومة، لتكون شاهدة على أن الإنسان، في هذه البقعة من العالم، يظل قادرًا على الرفض، وعلى الحياة، وعلى كتابة تاريخ جديد، بمداد الصبر والدم، رغم كل محاولات الاقتلاع والإلغاء.
فلسطين كذلك هي المجال الحي الذي يختبر فيه التاريخ مفاهيم النصر والهزيمة، بعيدًا عن التعريفات التقليدية المقيدة بموازين القوى الظاهرة. هنا، على أرض تحمل عبء التاريخ وترزح تحت وطأة الاستعمار، لا يمكن للمعايير السطحية أن تنجح في قراءة مراحل مسيرتها النضالية منذ نكبتها عام 1948. وغزة اليوم، ليست مجرد جغرافيا ممزقة، أو شاهدًا على الدمار، بل حكاية الإنسان حين يتحدى ذاته والآخر النقيض، ليكتب بالتضحيات تاريخًا/ عهدًا جديدًا.
وطالما مثلت غزة القلب النابض لمعركة الوجود الفلسطينية، ومختبرًا حيًا للمواجهة. ومع وقف العدوان ودخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أطل سؤال الانتصار والهزيمة من جديد. لكنه، في السياق الفلسطيني، لا يحضر كسؤال بسيط، بل كانعكاس لصراع وجودي أعمق، يتجاوز حدود الجغرافيا وزمن المعركة.
لفلسطين معاييرها