أمضى الجزائري زهر الدين زعرور 23 عامًا في التعامل مع فنون الزجاج المصنفر، أي الزجاج المعالج بضخ الرمل على سطحه، لإعطاء طبقات من الألوان والتعابير أكثر مما يتيحه الزجاج العادي.
وهذه التجربة الممتدة قدم منها الفنان 28 لوحة في معرضه الذي افتتح بالأمس في الحي الثقافي "كتارا" في العاصمة القطرية الدوحة، وتضمنت مواضيع منها الطبيعة الصامتة ومفردات من التراث العربي من الصقور والخيول والمها، وملامح من الدوحة مثل سوق واقف.
تخصص زعرور في المنمنمات في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، لكنه بحسب ما يقول لـ"ضفة ثالثة" وجد نفسه منجذبًا إلى عالم الزجاج، الذي لا يقطع مع المنمنمات المشهورة في بلاده.
ولقارئ هذه الأعمال الثمانية والعشرين، أن يلاحظ أمرين: قدرة في معالجة السطوح الزجاجية، بما يمكن إحالته على خبرة حرفية في نقل الصور إلى قطع مشغولة باليد وأدوات تقنية، من أنابيب التحديد ورشّ الرمل ثم التلوين، والأمر الثاني تقديم لوحات يريد صاحب المعرض أن يرى ويقول شيئًا ذاتيًا، يجعل من اللوحة فنًا.
وعليه، يقول زعرور إن الحرفة هي من يفتح المجال للتعبير الفني. وهنا يشير إلى أعمال من الخط العربي تبدو أثيرة إلى قلبه، وهي مختلفة عن لوحات أخرى بالخط العربي تظهر كاملة، فهي هنا مشظّاة كأنها سقطت من معلّقة على أرض رملية.
يهـدف المعـرض، كما يفيد بيان "كتارا"، إلى التعريف بالفن التشـكيلي على الزجاج المصـنفر، والذي يعتـبر فريـدًا مـن نوعـه فـي دولـة قطـر، "وهـي فرصـة لاكتشاف جماليـة هـذا الفـن بطريقـة مميـزة مـن خلال تنـوع المواضيـع بمختلـف الأحجام والقياسات".
يستمر معرض "أناقة الزجاج بالألوان" في المبنى 18 قاعة 2، حتى التاسع من يوليو/ تموز المقبل.
[تصوير- العربي الجديد]