Print

معرض تشكيلي ببيروت لموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة

3 أغسطس 2022
أجندة

 

افتُتح مؤخرًا في غاليري أوبرا بوسط بيروت معرض يضمّ أعمالًا تشكيلية لموهوبين من ذوي الاحتياجات الخاصة، يُقبِل أصحاب المجموعات على شرائها "لقيمتها الفنية"، على ما يؤكد المنظمون، ولما يجدونه فيها من أمل يحتاج إليه اللبنانيون في خضمّ أزماتهم. وبين الفنانين التسعة المشاركين في معرض "فايبرانت سولز"، والذين تتراوح أعمارهم بين 11 و48 عامًا، ستة يعانون التوحد والاضطرابات السلوكية، في حين أن النحاتين الثلاثة من المكفوفين الذين يبرعون في اللمس. ويتيح المعرض فرصة لاكتشاف إبداعات ومواهب هؤلاء، وجميعهم يعرضون أعمالهم للمرة الأولى، ولإبراز مواهبهم كفنانين تشكيليين لتأخذ حقها من "التقدير اجتماعيا واقتصاديا"، بحسب منصة "كرييتيف كول" التي تنظّم المعرض وبالتعاون معها. وينطلق المعرض من اقتناع الجهتين المنظمتين بأن "الفن يبعث الأمل (...) ويبني الجسور بين الناس ويوفر علاجًا ويعزز تقدير الذات"، على ما رأت في مقال تمهيدي لكتيّب عن المعرض مديرة "كرييتيف كول" ألين كرم وصاحبة "أوبرا غاليري بيروت" سلوى شلهوب.

وتوضح كرم لوكالة فرانس برس أن المنصة "لا تهدف إلى توفير العلاج بالفن بمفهومه الطبي، بل تسعى لتطوير قدرات الفنانين الموهوبين ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال ورشات عمل بإشراف أساتذة وفنانين معروفين، وإلى تمكينهم من إبراز أعمالهم الفنية ومن الاندماج في المجتمع كأشخاص أولًا وكذلك كفنانين".

لارا الحسين وعملها في المعرض



وتقدم "كرييتيف كول" المواد والتدريب للفنانين ذوي الاحتياجات الخاصة، بالتعاون مع جمعيات تعنى بهم، وتتولى بيع أعمالهم من خلال منصتها أو عبر إقامة معارض، أولّها "فايبرانت سولز". وتذهب عائدات هذا المعرض وتلك التي ستليه مستقبلًا إلى الفنانين المشاركين وإلى الجمعيات التي ترعاهم.

وتقول مديرة "أوبرا غاليري" نوميس بركات لوكالة فرانس برس "ما يؤكد القيمة الفنية للأعمال المعروضة أننا بعناها كلها تقريبًا حتى الآن". وتضيف "أهم أصحاب المجموعات الفنية لم يشتروا الأعمال المعروضة لتشجيع المبادرة، بل سمعناهم يقولون مثلًا: سنضع هذه اللوحة هنا ونحتاج الى لوحة أخرى متناسقة معها، ونستنتج تاليًا أنهم وجدوا شيئًا في هذه اللوحات. لقد وجدوا فيها حياةً وأملًا بعد ثلاثة أعوام قاسية اجتازها لبنان".

وتلاحظ بركات أن "ما يلفت الأنظار عند دخول صالة العرض هي الألوان" التي تحفل بها اللوحات. وتضيف "نحن نحتاج إلى الأمل والألوان في الوقت الراهن، والزبائن متعطشون إليها".

وإضافة إلى اللوحات، ثمة في المعرض منحوتات مصنوعة بأيدي ثلاثة فنانين مكفوفين هم سليم سليمان وسعاد يوسف ومحمد حمود، "تعكس مشاعر الفنانين المتناقضة وتجاربهم التي تتراوح ما بين الألم والفرح"، بحسب المنظمين.

محمد حمود وعمله الفني

 

جواد مطر أمام عمله