Print

بعد الاعتداءات والتحريض.. "المستودع" برام الله يغلق أبوابه بصمت

5 أغسطس 2022
أجندة

 

تحت عنوان "هذًا ليس وداعًا؛ إنّما رسالة امتنان"، أصدر "المستودع" في مدينة رام الله بيانًا نشره على حسابه في الإنستغرام هذا الأسبوع، يعلن فيه إغلاق مساحة "المستودع" بعد حملة التحريض وخطاب الكراهيّة والاعتداء الذي تعرّض له خلال الأسابيع الماضية.

تعود القصّة إلى يوم 17 حزيران/ يونيو 2022، وكان يفترض فيه أن يستضيف "المستودع" ـ وهو مساحة فنيّة ثقافيّة في مدينة رام الله ـ عرضًا مفتوحًا للفنان الموسيقي الفلسطيني بشار مراد، قبل أن يُلغى بعد أن هاجمت مجموعة من الشبان "المستودع" وهددت العاملين بإلغاء العرض كون الفنان "شاذًّا"، بحسب ما ظهر من كلام المعتدين في فيديو انتشر على مواقع التواصل حينها.

وبحسب بيان "المستودع" قامت "مجموعة من حوالي 40 شابًا بالدخول إلى المكان والمطالبة بنبرة تهديديّة بإلغاء العرض فورًا، وفي سبيل الحفاظ على أمن الحاضرين بمن فيهم الفنان نفسه وطاقم المكان، بادرنا بإلغاء العرض. وفيما انتظرت مجموعة الشبان خارجًا، أمام المستودع وفي محيطه، هممنا نحن أيضًا بإخلاء المكان".

وأضاف البيان: "للأسف، لم يكن ذلك كافيًا بالنسبة لهم، فسرعان ما اعتدوا على المكان بالحجارة والبلاط المكسور، بينما احتمى 20 شخصًا من الحاضرين في الداخل خوفًا على سلامتهم. استمر الاعتداء حوالي 30 دقيقة، مما أدّى لإصابة شخصين بجروح وبتدمير واجهة المستودع بأكملها. لكن أكوام الزجاج المحطم والسيارات المهشّمة كانت مجرد البداية. في أعقاب الاعتداء، استهدفتنا حملة تحريضيّة مبنيّة على رواية مزيّفة للأحداث ومشوّهة لطبيعة المكان، انخرط فيها حوالي 200 ألف من مستخدمي منصّات التواصل الاجتماعي، تاركين فيها آلاف التعليقات المحمّلة بالكراهية والتحريض على القتل، ما شكل تهديدًا على جميع الحاضرين، وكأن القتل والعنف صار مقبولًا".

وأشار البيان إلى أن طاقم "المستودع"، وبعد استشارة خبراء في العلاقات العامة وإدارة الأزمات، قرر التزام الصمت تفاديًا لأي تصعيد يهدد السلامة، إلّا أن الصمت لم يمنع التحريض إذ "لم يتوقف الاستفزاز في الأيام التالية. تعرّضنا لمضايقات وشتائم من بعض السيارات والمارّة في الشارع المقابل للمستودع، وألقى بعضهم الحجارة والنفايات على المكان. وحتّى اليم وقد مرّ شهر على الحادثة ما زلنا نتعرض لأشكال مختلفة من المضايقات".

وتابع البيان "عملنا بجدّ لإصلاح ما دمّره المعتدون في المستودع، وأوشكت الإصلاحات على أن تنتهي. وددنا لو نعود بأسرع ما يمكن لنقف على أرجلنا مجددًا ونثبت أن اعتداءً بالحجارة والتكسير لن ينهي الفكرة التي نؤمن بها، أو يشتت شمل أصدقاء المستودع وروّاده والمستفيدين منه. لكن تدريجيًا ومع مرور الزمن، أدركنا الأبعاد الحقيقيّة لحملة التحريض وتبعاتها".

وأكد البيان عدم إمكانية استمرار "المستودع" بالعمل في ظل هذه الاعتداءات المستمرة قائلًا "في هذه اللحظة الصعبة، ندرك عدم الأمان الذي أصبحت عليه مساحتنا، بعد أن عملنا لسنتين دون كلل حتّى يكون المستودع مساحة آمنة للإبداع. وسط خشية شديدة، اتّخذنا قرارًا عصيبًا: سيغلق المستودع أبوابه حتى إشعار آخر. لا نعرف لمتى ستطول غيبتنا، لكننا واثقون أن هذا أسلم ما يمكننا عمله في الظروف والتوقيت الحاليين".

وخلص البيان إلى القول "نحن ممتنون جدًا لروّاد المستودع ومحبيه؛ بوجودهم نجحت الفكرة واكتملت. استضفنا فنانين وفنانات، وصنّاع وصانعات أفلام، ومصممين ومصممات، معلمين ومعلمات، موسيقيين وكتّابًا، مبدعين في كل الحقول. قدّمنا نموذجًا غير مألوف لما يمكن أن يكون عليه المركز الثقافي. بفضلهم وفضلهنّ صار المستودع اسمًا حاضرًا في الوسط الثقافي الفلسطيني خلال فترة وجيزة. لكلّ من آمن بفكرتنا، وعمل لنصل إلى ما وصلنا إليه: هذا ليس وداعًا، إنّما رسالة امتنان، ووعد أن الفكرة لم تنته بعد".

في سياق متصل، أعلن القائمون على مهرجان فلسطين لموسيقى الهيب هوب (بووم بوكس) وموسيقي الديجي (ديجام) تأجيل المهرجان حتى إشعار آخر "بسبب تحريضات ومخاطر أمنيّة ضد المهرجان وزائريه ومنظميه"، وفق ما ورد في إعلان القائمين على المهرجان الذي كان مقررًا تنظيمه في مدينة بيت ساحور يوم الجمعة الماضي.

يذكر أيضًا أن مسيرة فنيّة للأطفال من تنظيم مسرح عشتار في رام الله تعرضت، خلال عيد الأضحى، لاعتداء من قبل مجموعة من الشبان بحجة أن ألوان دمية في المسيرة تحمل نفس ألوان علم قوس قزح المعروف بأنه علم المثليين.