شهد المعرض الوطني في لندن حادثة غير مألوفة عندما قام ناشطان من مجموعة "المقاومة المدنية" البريطانية بوضع صورة لأم وطفل من غزة على لوحة "الأمومة" الشهيرة للفنان العالمي بابلو بيكاسو. وهدف هذا العمل الاحتجاجي إلى لفت الانتباه إلى مبيعات الأسلحة البريطانية لدولة الاحتلال الإباديّة وتأثيرها على المدنيين في غزة.
وفقًا لما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية، تم إلقاء القبض على الناشطيْن فورًا من قبل الشرطة، وتم التحفظ على الصورة التي وضعوها. وأكد متحدث باسم المعرض الوطني أنه لم يحدث أي ضرر للوحة بيكاسو الأصلية، مضيفًا أن الغرفة التي تحتوي على اللوحة أعيد فتحها للجمهور بعد ساعات قليلة من الحادث.
وذكرت وكالة رويترز أن الصورة التي استخدمها الناشطان تم التقاطها من قبل الصحافي الفلسطيني علي جاد الله في مستشفى الشفاء بغزة في مارس/ آذار الماضي. وقام الناشطان أيضًا بسكب طلاء أحمر على الأرض أمام اللوحة، في إشارة رمزية إلى الدماء المسفوكة في النزاع.
صرح أحد الناشطين المعتقلين، جاي هالاي، في مقطع فيديو قائلًا: "حكومتنا تسلح إسرائيل لتنفيذ الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين والقتل بدون كبح في لبنان، وحظر الأسلحة هو أقل ما يمكن أن تفعله بريطانيا لوقف النزوح والدمار والموت". وأضاف زميله ملاخي روزنفيلد، وهو من أصول يهودية: "قمت بذلك لأنني كيهودي أشعر أنه من واجبي أن أطالب بوقف الإبادة الجماعية التي تُرتكب في غزة".
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن الحكومة البريطانية قد علقت حوالي 30 من أصل 350 رخصة لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل في أيلول/ سبتمبر الماضي، مستشهدة بوجود "مخاطرة واضحة" لاستخدامها في انتهاك القانون الإنساني الدولي. ومع ذلك، استبعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فرض حظر شامل على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، مدعيًا أن مثل هذا الحظر قد يشمل أيضًا الأسلحة المستخدمة لأغراض دفاعية.
يأتي هذا الحدث في وقت يشهد فيه العالم جدلًا متزايدًا حول دور الفن في التعبير عن القضايا السياسية والإنسانية الملحة. وقد أثار هذا العمل الاحتجاجي نقاشًا واسعًا في الأوساط الفنية والسياسية البريطانية حول حدود حرية التعبير والعلاقة بين الفن والسياسة في عصرنا الحالي.