Print
نديم جرجوره

ريم صالح: "الجمعية" يلتقط فعل التضامن الإنساني بين الفقراء

2 نوفمبر 2018
سينما

تقوم فكرة الجمعية على جمع المال من أناس عديدين، على أن يُمنح المبلغ لواحد منهم في كلّ مرة، كي يتدبّر أمور عيشه اليوميّ. فكرة رائجة في مدن يسود فيها الفقر، ما يؤدّي بفقراء كثيرين إلى التضامن الجماعي، كي لا يتعرّضوا للمهانة ويُعانوا الذلّ. والجمعية، كفكرة وأناس وتفاصيل ومسارات ومصائر وأحوال فردية وجماعية، عنوان فيلم وثائقي للّبنانية ريم صالح، يحمل عنوان "الجمعية" (2018، 79 دقيقة، إنتاج لبناني مصري يوناني قطري سلوفاني مشترك)، ويُعرض للمرة الأولى دوليًا في برنامج "بانوراما"، في الدورة الـ68 (15 ـ 25 فبراير/ شباط 2018) لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي"، قبل عرضه في الدورة الثانية (20 ـ 28 سبتمبر/ أيلول 2018) لـ"مهرجان الجونة السينمائي" في مصر، والدورة الـ8 (5 ـ 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2018) لـ"مهرجان مالمو للسينما العربية" في السويد.

مع 5 شخصيات أساسية، تدور الكاميرا (مدير التصوير لطفي حفني) في أنحاء بيئة جغرافية (روض الفرج) يعيش ناسها في حالة فقر قاسٍ، لكنهم يتمتّعون بروح مرحة ويعيشون الحياة برغبة في تحدّي المخاطر، رغم أن لديهم مشاكل ومآزق، فإذا بهم يحتالون عليها، أو يحاولون الاحتيال عليها، كي يُكمِلوا حياتهم، متضامنين معًا لمواجهة الشقاء، ولغلبته إن يتمكّنون من ذلك.

والتوغّل في أعماق تلك البيئة، وفي أرواح ناسها ونفوسهم وأهوائهم وهواجسهم ومسالكهم اليومية، منزّه عن كلّ حُكم مسبق أو لاحق، فـ"الجمعية" انعكاسٌ لما يعيشونه ويشعرون به، ولكيفية تصرّفاتهم اليومية وفقًا لثقافة مستمدة من تربية ووعي وتراكمات.

 

(*) لماذا "روض الفرج" تحديدًا؟ أعرف أن لوالدتك علاقة بها. لكن، أهذا هو السبب فقط، أم أن هناك سببًا آخر لتوغّلك الوثائقي في ذلك المكان؟

ـ أوصتني والدتي أن أدفنها في مصر، وهذا حاصل بين نهاية عام 2009 وبداية العام التالي له. حينها، زرتُ "روض الفرج" مرّتين أو 3 مرات. ثم أقمت فترة من الوقت فيها، التقيتُ خلالها أناسًا كثيرين يعرفون والدتي ويتذكّرونها. ربما هذا نوعٌ من حِدادٍ أعيشه في زيارتي المنطقة، والبقاء فيها ولو قليلاً.

من بين هؤلاء الذين التقيتهم، هناك سيّدة تُدعى عطيّات، تعرف والدتي جيّدًا. لها ابنتان، إحداهما مريضة، والمال الذي في حوزتها بالكاد يكفي لشراء حقن ضرورية. في زياراتي المتكرّرة لها، كنتُ ألتقي ناس الحارة جميعهم عندها: مَن أتى بأكلٍ لها ولابنتيها، ومَن جمع مالاً لشراء الأدوية، ومَن جاء لتسليتها لأن لا قدرة له على منح شيء. انتبهتُ إلى أمرٍ مهم للغاية: "روض الفرج" منطقة فيها فقر كثيرٍ جدًا ومعاناة كبيرة جدًا، ورغم هذا فإنّ من لديه بعض المال أو بعض الأشياء المفيدة، وقادرٌ على المساعدة، يُساعد من دون تردّد أو تفكير.

أعرف موضوع "الجمعية". للمصريين تجربة كبيرة في هذا المجال. أخبرت صديقًا لي عن الموضوع، محاولة إثارة حماسته لإنجاز وثائقي عنه، فهو موضوع حميم جدًا، ويمتلك حسًّا كبيرًا بالتضامن الجماعي. لم يتمكّن الصديق من فعل هذا لانشغالاته المختلفة، فقرّرت خوض المغامرة. اخترتُ "روض الفرج" لأني أعرفها ولي علاقة بأهلها، وهذا يسمح لي بالدخول إليها. الجمعية بوابة للدخول إلى هذا المجتمع من منطلق إنساني اجتماعي.

 

(*) إذًا، يكمن الدافع في علاقتك الشخصية بوالدتك وبالمنطقة.

ـ المسألتان شخصيتان، لكنّي لم أكن أريد فيلمًا عن والدتي أو عنّي أنا. كثيرون اقترحوا أن أشتغل على وضع اليوم. ما أردته هو موضوع محدّد: كيف يتدبّر الناس أمورهم وهم يواجهون وضعًا صعبًا ويعيشون تحت خط الفقر بكثير، ورغم هذا، هم قادرون على الوقوف على أقدامهم، ويهتمّون بتفاصيل الحياة، كالفرح والعيش. هم في بيئةٍ تتعامل مع الحياة والاحتفال بها بالطريقة نفسها التي يتعاملون فيها مع الموت مثلاً.

 

(*) الجمعية أساس الفكرة ومنطلق المشروع، لكنها اختفت من الفيلم لاحقًا.

ـ الموضوع ليس الجمعية فقط، بل الجمعية وكلّ ما له علاقة بالتضامن بين الناس. هذا لم أتخلّ عنه أبدًا. الأفراد الذين أذهب إليهم عبر الجمعية، ثم ألاحقهم من أول الفيلم إلى آخره، وأتعرّف إليهم، وأدخل بيوتهم فيقدّمون لي صورة أوضح عن الحياة اليومية بحلوّها ومُرّها: هذا هو جوهر الفيلم وأساسه ومضمونه.

بالنسبة إليّ، أنا لم أخرج على الموضوع. الخط الدرامي الذي مشيت عليه من البداية إلى النهاية كنتُ أعود إليه دائمًا: الجمعية. وإذا لم تحضر الجمعية بشكل مباشر، فإني أتابع سلوك التضامن الحاصل بينهم، كالزكاة في رمضان مثلاً. لا يُمكنك الدخول إلى عالم الجمعية وتفاصيلها وآليات اشتغالها بشكل سطحي، كما أنه لا يُمكنك أن تعرف ما يفعله الناس بالمال بشكل عابر. عليك أن تعرف هؤلاء الناس، أن تعرف كيف يعيشون وكيف يصنعون التضامن ويمارسونه فيما بينهم. الجمعية فكرة رائعة والتضامن مسألة مهمّة للغاية. لكن، وفي الوقت نفسه، لهؤلاء الناس مشاكلهم وتجاربهم المختلفة.

أردتُ الاهتمام بموضوع الفقر عند دخولي إلى "روض الفرج". لكن شرطي الأساسيّ هو ألا تكون النظرة فوقية أو تحليلية، بل محاولة فهم كيف يعيشون. أي أن نتفهّم من دون أحكام مسبقة أو أحكام تُطلق بعد انتهاء الفيلم. هذا مهم جدًا لي. طوال أعوام التصوير، هكذا كنتُ أفكّر، وكنتُ متمسكة بما أفكّر به. هناك قصص ربما تكون مهمّة لآخرين كثيرين، وربما تأخذ الفيلم إلى مكانٍ آخر أقوى مما أنجزته أنا، لكنه سيكون فيلمًا آخر كلّيًا، وسيكون "فيلمَ أحكامٍ" وأنا لا أريد أحكامًا البتّة. أضف إلى ذلك أن هناك نوعًا من الإلهام: أحدهم بالكاد يستطيع أن يعيش، لكنه يُدخِل البهجة إلى منزله. أناس راضون على وضعهم، لكنهم يحاولون تحسينه. الفقر ليس عيبًا ولا جميلاً في الوقت نفسه. الجميل أن تتمكّن من أن تتخطّاه وتعيش. هذا فعليًا كان المحرّك الأساسي للفيلم.

 

(*) حسنًا. ماذا عن الشخصيات الـ5 الظاهرة في الفيلم: أم غريب وعادل ونجوى وأم طارق ودنيا. كيف اخترتهم؟

 ـ أول اتصال لي كان مع عادل، فهو الأقرب إليّ. ساعدني في مسائل متعلّقة بدفن والدتي. عندما أصل إلى القاهرة يكون هو أوّل من أتصل به. في "روض الفرج"، أزور الناس معه. ذات مرة، سألته أن يُخبرني عن موعد انعقاد جمعية كبيرة. بعد وقتٍ قليل، دعاني إلى لقاء مع جمعية كبيرة تضمّ 10 أشخاص. أردتُ أن أعرف كم عدد الأشخاص الذين سيحصلون على المال، وماذا سيفعلون به. منذ البداية، كنتُ منتبهة إلى أن 10 أشخاص عددٌ كبير بالنسبة إلى فيلم وثائقي. شيئًا فشيئًا، توضّحت الأمور أمامي: هناك من يتفاعل أكثر، ومن يُصرّ أكثر. هناك من يريد أن يُشاركني بما يفعله في الجمعية.

دنيا الطفلة جاءت صدفةً. كنتُ أصوّر جمعية للأطفال، لأني رغبتُ في معرفة كيف يجتمعون وما الذي يفعلونه أثناء الاجتماع. دنيا شخصية قوية لا يمكنك عدم التنبّه إليها. قادرة على التلاعب، فهي تعرف تمامًا ماذا تريد. بدأت أكترث بها، لكنّي لم أكن في وارد إدخال الأطفال لأن الموضوع حسّاس. هم محفّزون للحياة، ولا يمكن تجاوزهم أحيانًا. التعامل مع دنيا صعبٌ جدًا. هي طفلة ذكية جدًا وقوية جدًا ومتلاعبة جدًا. الصعوبة كامنةٌ في محاولة إظهارها بشكل عفوي. المَشَاهد التي أبقيتها في الفيلم هي التي تظهر فيها عفوية، عندما لا تستطيع حتّى أن تفكّر في التلاعب.

كنتُ أريد معرفة ماذا تنوي دنيا أن تفعل بالمال. لم تُخبرني عن نيّتها بدخول الجمعية. موضوع الختان مفاجأة لنا جميعًا. قبل سفري بيومٍ واحد، زرتها وعائلتها لوداعهم. طلبَتْ مني العودة نهاية الشهر التالي، لأنها تريد أن "تتطهّر" (كما يقولون عن الختان). رفضتُ وأخبرتها أني سأتحدّث إلى والديها. أنا أصوّر وثائقيًا بعينٍ مُراقِبَة، لكني لا أستطيع  السماح بحدوث أمر كهذا. هذا موضوع أخلاقي. فتاة صغيرة ستتطهّر من دون أن أفعل شيئًا؟ النقاش مع الأهل حادٌّ. لم ترضخ والدتها لفكرة عدم ختان ابنتها إطلاقًا. هذا أمر ثابت بالنسبة إليها، ويجب أن يحصل. والدها أشدّ إصرارًا، لكني تمكّنت لاحقًا من إقناعه بعدم الموافقة على الختان. جئتُ بشيخٍ من المنطقة لإثبات أن هذا الموضوع غير موجود في الدين الإسلاميّ ولا يُمارسه أحدٌ في دول إسلامية أخرى. اقتنع الأب، ووعد أن لا ختان لدنيا. لذا، سافرت وضميري مرتاح. المفاجأة الكبيرة أن دنيا أخذت المال واتفقت مع مجموعة نساء من دون معرفة والدها، وصار الذي صار.

 

(*) موضوع الختان مُتجذّر في وعي جماهيري كبير في مصر.

ـ إنه مترسّخ في أعماق الثقافة الشعبية. الجميع يتحدّثون عنه. هو موضوع بديهي بالنسبة إليهم، وصدمة بالنسبة إلينا. يُمكننا تناوله أيامًا وليالي مديدة، لكنه باقٍ فيهم.

عندما عرفتُ بموضوع ختان دنيا، طلبْتُ إخباري بكل شيء. أنا مهتمّة بدنيا قبل تلك اللحظة، وكنتُ ألاحقها رغبةً مني في معرفة ما الذي ستفعله بمال الجمعية. بعد الختان، أردتُ أن أعرف من أين هي قادمة، وكيف حصل هذا. لا أحقّق فيلمًا وثائقيًا من وجهة نظري أنا، لذا كان ضروريًا إظهار وجهة نظر المنطقة، ومن دون أحكام أبدًا.

 

(*) غالبًا ما يمارس المختارون للظهور في فيلم وثائقي ازدواجية سلوك في التعاون مع المخرج. قبل التصوير، عندما تنشأ ثقة ما بينهم وبين السينمائي الوثائقي، يتحدّثون بطريقة ستختلف كلّيًا أمام الكاميرا. وثائقيون عديدون يعانون نتائج مسألة كهذه. بالنسبة إليك، كيف كانت علاقتك بالشخصيات الـ5؟ هل كان العمل معهم مُتعبًا؟

ـ في البداية، كانوا متحمّسين. أتاحوا لي إمكانية الدخول إلى عالمهم. أمضيتُ وقتًا طويلاً معهم، من دون الكاميرا ومعها، نحو 8 أشهر. بعدها، شعرتُ أن القصص باتت تُروى بمصداقية أكبر. في البداية، كانوا يتعاملون معي ومع الفيلم كأنهم هم الذين يصنعوه. كانوا يعطوني ما يظنّون هم أني أريده. بعد الأشهر الثمانية تلك، تبدّل الحال فهم اعتادوا عليّ وعلى فريق العمل وعلى الكاميرا، لذا باتت الأمور شفّافة أكثر والقصص مروية بصدق أكبر.

التقيتُ كلّ واحد منهم على حدة مرّات عديدة لبناء تلك الثقة معه، عبر التعرّف إليه ومعرفة يوميات عيشه، وأيضًا كي تصبح الكاميرا جزءًا منه.

ما صدمني إيجابيًا، عند النساء تحديدًا، أنهنّ تحمّسن وأردن أن أصوِّر أشياء أقسى وأقوى، كأنهنّ ينتظرن فرصة للتعبير عن أنفسهنّ. هذا جيدٌ لكنه خطر، لأنه يُمكنه أخذ المشروع إلى أماكن أخرى. لذا، كنتُ أصرّ دائمًا على العودة إلى الجمعية وما يفعلونه بالمال. أم غريب قالت لي: "إنتِ قوّيتيني". هناك أمور لا أريد تصويرها. الفيلم ليس عن "روض الفرج" ومشاكله ومشاكل الناس فيه، بل عن أفراد وعن حياتهم اليومية. إذا فتحتُ بابًا على "روض الفرج"، سيكون الفيلم فيلمًا آخر تمامًا. أم غريب قالت في حوار مع جمهور "مهرجان الجونة السينمائي" مؤخّرًا: "ما شاهدتموه هو ربع ما نعيشه. الواقع أصعب بكثير". هذا لا يعني أن ما شاهدناه ليس حقيقيًا، لكن الواقع أصعب وأقسى. هذا ليس سهلاً لعيش حياة يومية.

هنّ أردن تصوير "روض الفرج"، وأنا أردتُ التقاط نبض التضامن بين فقراء يملكون القليل للعيش، لكنهم يعيشون ويُصرّون على الحياة والاحتفال بها.

 

(*) تستعينين بالقطار في لقطاتٍ قليلة، أراها محاولة سينمائية لتخفيف بعض الضغط على المُشاهدين. أعتقد أن "الجمعية" محتاجٌ إلى مساحة أوسع للتنفّس.

ـ القطار شخصية كبقية الشخصيات الـ5، وهذا ليس لسببٍ فلسفي بل عملي. هو موجود طوال الوقت في حياتهم. المنطقة مُقامة تحت سكّة القطار. صوته حاضرٌ بكثرة. له تأثير مباشر على الحياة اليومية. لهذا، فإنّ وجوده في الفيلم ضروريٌ. فكرتُ كثيرًا بموضوع القطار، وبكيفية الاستعانة به من دون منحه تعبيرًا فلسفيًا أو جماليًا أو أسلوبيًا.

نحن في مكان ضيّق، والأشخاص معتادون على القطار بهذا الشكل. هو لهم مَخرجٌ، لكنهم لا يلجأون إليه. والدتي من القلائل جدًا الذين استخدموه للخروج من المنطقة بهدف صنع حياة مختلفة لهم. القطار هو أمي بمعنى ما. بفضله، خرجت من المنطقة. لكن الآخرين لا يُخاطرون بتحقيق هذا الخروج.

 

(*) لكن ماذا عن الإيقاع؟ أعتقد أن زيادة عدد اللقطات المُساهِمة في إراحة المُشاهدين مهمّة.

ـ ما يهمّني كثيرًا كامنٌ في نقل إيقاع الحياة اليومية في منطقة "روض الفرج" إلى الفيلم. الإيقاع سريع جدًا، وينتقل من حالة إلى حالة بشكل غريب. التحدّي كبير. أردتُ نقل ما يعيشه هؤلاء الأشخاص يوميًا. أردتُ التقاط إيقاعهم في هذا المكان كما هو. فهم يعيشون هكذا: وتيرة سريعة ومتنقّلة وحيوية. عندما تلحق شخصًا معينًا لا تستطيع أن تمنحه ما لا يعيشه. هؤلاء يعيشون من دون توقّف، أي بإيقاع سريع ومتوتر. أردتُ التقاط الواقع كما هو، بإيقاعه ومناخه وحضوره. الإيقاع اليومي للناس هناك سريع. لذا، كان عليّ التقاط هذا النبض السريع والإيقاع السريع في حياتهم اليومية.

 

(*) فكرة الجمعية حاضرةٌ في مجتمعات مختلفة كما أظنّ. أتذكّر أن الأهل والجيران  ـ المقيمين في حيّ شعبيّ في الضاحية الشمالية لبيروت ـ كانوا، أثناء البدايات الأولى للحرب الأهلية اللبنانية (1975 ـ 1990)، يلتقون في جمعية كتلك التي تحصل في "روض الفرج"، كمحاولة تعاون وتعاضد بينهم، أو كحالة تضامن، وهي المفردة التي تقولين بها دائمًا.

ـ فكرة الجمعية نوع من أنواع حفظ الكرامة، تُقام كي لا يُضطر المرء إلى أن "يشحد"، أو أن يمدّ يده إلى الآخرين، وكي لا يُذلّ. أنت تحاول العثور على طريقة لتحافظ بها على كرامتك، وفي الوقت نفسه تسمح لك أن تعيش. هذه فكرة عبقرية. الجمعية موجودة في الاتحاد اليوغوسلافي مثلاً، لكن على نطاق الدولة. كلّ واحد يضع بعض المال من جيبه الخاص في صندوق للدولة، وعندما يأتي دور أحدهم يأخذ المال ويصرفه كما يريد لتحقيق ما يبغيه. الجمعية موجودة أيضًا في الهند والبرازيل وغيرهما. هي موجودة في الدول الفقيرة.

 

(*) ناقد سينمائي من أسرة "العربي الجديد"