تنعقد فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم في مدينة طنجة (المغرب) بين 27 أكتوبر/ تشرين الأول، و04 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. وستعلن لجان التحكيم النتائج التي توافقت عليها في حفل الاختتام. وبالنظر إلى ما تلا الدورات السابقة، فإن التجربة بينت أنه بعد ختام كل دورة كان يندلع جدل واحتجاجات شديدة على النتائج التي تعلنها لجان التحكيم.
إنه جدل مشتت، وتباك، واتهامات بالكولسة والمحسوبية... لأن هذا الجدل لا ينطلق من معايير فنية واضحة مكشوفة من طرف المحكمين.
لكي لا يتكرر التباكي على النتائج، ينبغي على عضوات وأعضاء لجان تحكيم المهرجان الوطني للفيلم كشف منهج عملهم تعزيزًا لمصداقية قراراتهم.
هيا اعقدوا ندوة صحافية واكشفوا قبل انطلاق المسابقة: ما هي معاييركم وحججكم الفنية والسينمائية؟ كيف تحكمون وتصطَفون صفوة الأفلام؟ بأية معايير ستناقشون الأفلام، وستقررون جوائز التمثيل والإخراج والسيناريو والموسيقى والمونتاج؟
لتكن الندوة الصحافية معيارًا عادلًا لعدم الانحياز، معيارًا فاصلًا يوجه ذلك النقاش الذي يتلو الحفل الختامي. وليقرأ عضو من لجنة التحكيم تقريرًا تفسيريًا لاستحقاق كل جائزة.
إن الوضوح سيد الجمال.
يصنف المركز السينمائي المغربي مهرجاني طنجة ومراكش السينمائيين ضمن الفئة الأولى، بالنظر إلى الميزانية، والأثر الفني. وفي مراكش، تعقد لجنة التحكيم ندوة صحافية قبل عرض أفلام المسابقة. ليكن المستوى مرتفعًا في طنجة أيضًا.
عادة، تحتضن قاعة السفراء في قصر المؤتمرات في مراكش، صبيحة السبت الأول، ندوة صحافية للجنة تحكيم كل دورة لكشف قواعد التنافس الفني.
وقد كان السؤال الرئيس الذي يطرحه الصحافيون على المحكمين هو: ما معاييركم؟ وهل تشاهدون الأعمال السينمائية المعروضة فرديًا أم جماعيًا؟ هل تناقشون كل فيلم على حدة، أم تناقشون الأفلام مجتمعة لتقرروا الجوائز؟ ما هي معاييركم التي تناقشون بها؟
أجاب أحد الأعضاء: نشاهد جماعيًا لا فرديًا. ثم نناقش الأفلام كلها في ما بعد.
في دورة مهرجان مراكش 2021، تحدث متدخل عن دور اللغة السينمائية، فطالب الممثل جون مالكوفيتش بأفلام تقدم قصصًا تستحق أن تروى.
وفي بداية دورة مهرجان مراكش 2013، تلقى مارتن سكورسيزي السؤال: ما معاييرك؟ أجاب في الندوة الصحافية: لا بد في الفيلم المختار من لغة سينمائية. التواصل بالصور مهم جدًا. هل هذه الصورة تعني؟ ما دلالتها؟ لا بد أن يعكس الفيلم النظرة الشخصية للمخرج. أن يكون للمخرج صوت متميز. أن يتفاعل الفيلم مع ثقافات العالم. تتحدد قيمة الفيلم بجودة السيناريو، وبسرعة دخول الممثلين في أدوارهم.
في دورة مهرجان مراكش 2019، أجابت الممثلة تيلدا توينسون أنه لا يمكن حصر عمل لجنة التحكيم في خلق منافسة في اللغة السينمائية للأفلام، بل في خلق تقاسم وتشارك أحاسيس وقيم حول الأفلام.
هذه أمثلة عن أعضاء لجان تحكيم لهم أعمال سينمائية معلومة تصلح معيارًا، فكيف بمحكمين أعمالهم نادرة وغير مشهورة؟
قياسًا على هذا، ليكن المستوى مرتفعًا في طنجة أيضًا، بل في كل مهرجان مغربي، لكي يرفع كشف المعايير من مصداقية النتائج.
لابد لكل مهرجان سينمائي من ندوة قبيل عرض أفلام المسابقة.
ثم، إذا صورت هذه الندوة، ثم صور الحفل الختامي وفيه قراءة تقرير تفسير الاستحقاق من طرف عضو لجنة التحكيم، فإن هذه المادة المصورة والمبثوثة ستصير مرجعًا موثقًا للمقارنة السينمائية، ومادة بحثية لطلبة السينما.
لذا، هل سيقدم أعضاء لجان التحكيم على عقد ندوة صحافية لإعلان معايير التحكيم التي ستسمح بتوجيه النقاش بعد إعلان النتائج؟
لقد خصص نقاد الشعر جهودًا جبارة لوضع معايير هي مرجع الشعراء والنقاد. الشعر هو سيد الفنون القديمة والسينما هي سيدة الفن الحديث.
لقد اشترط الجرجاني والمرزوقي في القصيدة الحقيقية:
1 ـ جزالة اللفظ. 2 ـ استقامة اللفظ. 3 ـ مشاكلة اللفظ المعنى. 4 ـ شرف المعنى. 5 ـ صحة المعنى. 6 ـ الإصابة في الوصف. 7 ـ المقاربة في التشبيه. 8 ـ مناسبة المستعار للمستعار له. 9 ـ حسن التخلص والاستطراد. 10 ـ هيكل القصيدة، المقدمة الغزلية ووصف الرحلة ثم الغرض الرئيسي...
وهذه المعايير ملزمة للشعراء والتحكيم والوساطة بينهم، كما فعل القاضي الجرجاني في مرافعته من أجل فن المتنبي في "الوساطة بين المتنبي وخصومه".
هذا نهج نقاد الشعر ومحكميه، فماذا عن محكمي المهرجانات السينمائية؟ ألا يلزمهم القياس بكشف معاييرهم؟
سيسمح ذلك بإثراء النقاش واندلاع الأسئلة: ما هي معايير نجاح فيلم؟ هل يمكن أن يحكم على مخرج من فيلم واحد؟ ما معايير إبداعية فيلم لم يجد موزعًا، ولم يخرج للقاعات، أو خرج وشاهده 500 شخص؟ ما هي معايير نجاح فيلم؟ المهرجانات؟ التغطية الإعلامية؟ شباك التذاكر؟ هل فيلم لا يسترد حتى ربع ميزانيته هو فيلم ناجح؟
يجب على لجان تحكيم المهرجانات السينمائية كشف معاييرها الفنية في بداية كل مهرجان لتصير مرجعًا ومعيارًا ووسيلة لتعليل قراراتها. وهذا التعليل الفني سيزيد من مصداقية الجوائز الممنوحة. وسيكون قويًا أن يكون تعليل الاختيار علنيًا في تقرير تفسير الاستحقاق الذي يقدمه رئيس لجنة التحكيم في لحظة إعلان الجوائز.
إنه جدل مشتت، وتباك، واتهامات بالكولسة والمحسوبية... لأن هذا الجدل لا ينطلق من معايير فنية واضحة مكشوفة من طرف المحكمين.
لكي لا يتكرر التباكي على النتائج، ينبغي على عضوات وأعضاء لجان تحكيم المهرجان الوطني للفيلم كشف منهج عملهم تعزيزًا لمصداقية قراراتهم.
هيا اعقدوا ندوة صحافية واكشفوا قبل انطلاق المسابقة: ما هي معاييركم وحججكم الفنية والسينمائية؟ كيف تحكمون وتصطَفون صفوة الأفلام؟ بأية معايير ستناقشون الأفلام، وستقررون جوائز التمثيل والإخراج والسيناريو والموسيقى والمونتاج؟
لتكن الندوة الصحافية معيارًا عادلًا لعدم الانحياز، معيارًا فاصلًا يوجه ذلك النقاش الذي يتلو الحفل الختامي. وليقرأ عضو من لجنة التحكيم تقريرًا تفسيريًا لاستحقاق كل جائزة.
إن الوضوح سيد الجمال.
يصنف المركز السينمائي المغربي مهرجاني طنجة ومراكش السينمائيين ضمن الفئة الأولى، بالنظر إلى الميزانية، والأثر الفني. وفي مراكش، تعقد لجنة التحكيم ندوة صحافية قبل عرض أفلام المسابقة. ليكن المستوى مرتفعًا في طنجة أيضًا.
عادة، تحتضن قاعة السفراء في قصر المؤتمرات في مراكش، صبيحة السبت الأول، ندوة صحافية للجنة تحكيم كل دورة لكشف قواعد التنافس الفني.
وقد كان السؤال الرئيس الذي يطرحه الصحافيون على المحكمين هو: ما معاييركم؟ وهل تشاهدون الأعمال السينمائية المعروضة فرديًا أم جماعيًا؟ هل تناقشون كل فيلم على حدة، أم تناقشون الأفلام مجتمعة لتقرروا الجوائز؟ ما هي معاييركم التي تناقشون بها؟
أجاب أحد الأعضاء: نشاهد جماعيًا لا فرديًا. ثم نناقش الأفلام كلها في ما بعد.
في دورة مهرجان مراكش 2021، تحدث متدخل عن دور اللغة السينمائية، فطالب الممثل جون مالكوفيتش بأفلام تقدم قصصًا تستحق أن تروى.
وفي بداية دورة مهرجان مراكش 2013، تلقى مارتن سكورسيزي السؤال: ما معاييرك؟ أجاب في الندوة الصحافية: لا بد في الفيلم المختار من لغة سينمائية. التواصل بالصور مهم جدًا. هل هذه الصورة تعني؟ ما دلالتها؟ لا بد أن يعكس الفيلم النظرة الشخصية للمخرج. أن يكون للمخرج صوت متميز. أن يتفاعل الفيلم مع ثقافات العالم. تتحدد قيمة الفيلم بجودة السيناريو، وبسرعة دخول الممثلين في أدوارهم.
في دورة مهرجان مراكش 2019، أجابت الممثلة تيلدا توينسون أنه لا يمكن حصر عمل لجنة التحكيم في خلق منافسة في اللغة السينمائية للأفلام، بل في خلق تقاسم وتشارك أحاسيس وقيم حول الأفلام.
هذه أمثلة عن أعضاء لجان تحكيم لهم أعمال سينمائية معلومة تصلح معيارًا، فكيف بمحكمين أعمالهم نادرة وغير مشهورة؟
قياسًا على هذا، ليكن المستوى مرتفعًا في طنجة أيضًا، بل في كل مهرجان مغربي، لكي يرفع كشف المعايير من مصداقية النتائج.
لابد لكل مهرجان سينمائي من ندوة قبيل عرض أفلام المسابقة.
ثم، إذا صورت هذه الندوة، ثم صور الحفل الختامي وفيه قراءة تقرير تفسير الاستحقاق من طرف عضو لجنة التحكيم، فإن هذه المادة المصورة والمبثوثة ستصير مرجعًا موثقًا للمقارنة السينمائية، ومادة بحثية لطلبة السينما.
لذا، هل سيقدم أعضاء لجان التحكيم على عقد ندوة صحافية لإعلان معايير التحكيم التي ستسمح بتوجيه النقاش بعد إعلان النتائج؟
لقد خصص نقاد الشعر جهودًا جبارة لوضع معايير هي مرجع الشعراء والنقاد. الشعر هو سيد الفنون القديمة والسينما هي سيدة الفن الحديث.
لقد اشترط الجرجاني والمرزوقي في القصيدة الحقيقية:
1 ـ جزالة اللفظ. 2 ـ استقامة اللفظ. 3 ـ مشاكلة اللفظ المعنى. 4 ـ شرف المعنى. 5 ـ صحة المعنى. 6 ـ الإصابة في الوصف. 7 ـ المقاربة في التشبيه. 8 ـ مناسبة المستعار للمستعار له. 9 ـ حسن التخلص والاستطراد. 10 ـ هيكل القصيدة، المقدمة الغزلية ووصف الرحلة ثم الغرض الرئيسي...
وهذه المعايير ملزمة للشعراء والتحكيم والوساطة بينهم، كما فعل القاضي الجرجاني في مرافعته من أجل فن المتنبي في "الوساطة بين المتنبي وخصومه".
هذا نهج نقاد الشعر ومحكميه، فماذا عن محكمي المهرجانات السينمائية؟ ألا يلزمهم القياس بكشف معاييرهم؟
سيسمح ذلك بإثراء النقاش واندلاع الأسئلة: ما هي معايير نجاح فيلم؟ هل يمكن أن يحكم على مخرج من فيلم واحد؟ ما معايير إبداعية فيلم لم يجد موزعًا، ولم يخرج للقاعات، أو خرج وشاهده 500 شخص؟ ما هي معايير نجاح فيلم؟ المهرجانات؟ التغطية الإعلامية؟ شباك التذاكر؟ هل فيلم لا يسترد حتى ربع ميزانيته هو فيلم ناجح؟
يجب على لجان تحكيم المهرجانات السينمائية كشف معاييرها الفنية في بداية كل مهرجان لتصير مرجعًا ومعيارًا ووسيلة لتعليل قراراتها. وهذا التعليل الفني سيزيد من مصداقية الجوائز الممنوحة. وسيكون قويًا أن يكون تعليل الاختيار علنيًا في تقرير تفسير الاستحقاق الذي يقدمه رئيس لجنة التحكيم في لحظة إعلان الجوائز.