Print

قطر والمغرب: جسور سينمائية تعزّز التبادل الثقافي

3 أكتوبر 2024
سينما

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثقافية بين قطر والمغرب، تشهد الساحة السينمائية حراكًا لافتًا هذا العام. فقد أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن مؤسسة الدوحة للأفلام شاركت بشكل فعال في مهرجان مراكش للفيلم القصير، والذي عقد في الفترة من 27 أيلول/ سبتمبر إلى 2 تشرين الأول/ أكتوبر.

وتأتي هذه المشاركة في إطار اختيار قطر كـ "البلد الضيف" لهذه الدورة من المهرجان، وهو ما يندرج ضمن فعاليات "العام الثقافي قطر- المغرب 2024". وفي هذا السياق، ستقدم مؤسسة الدوحة للأفلام برنامجًا خاصًا يحمل عنوان "صنع في قطر"، يضم عشرة أفلام قطرية متنوعة تعكس ثراء الثقافة القطرية وتقاليدها، إضافة إلى إبراز الأصوات الجديدة في صناعة السينما القطرية.

ومن بين الأفلام المعروضة في هذا البرنامج "كنوز لوّل" و"ومن ثم سيحرقون البحر" و"حضارة المساواة"، وهو فيلم رسوم متحركة موسيقي قصير يسلط الضوء على جمال المساواة. كما تشمل القائمة أفلامًا أخرى مثل "سند" و"المرض ما بقتل" و"طلب زواج" و"المسحر" و"القرابة" و"عليان" و"شهاب".

وفي المقابل، أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام عن عرض أربعة أفلام مغربية معاصرة في متحف الفن الإسلامي بالدوحة خلال الفترة من 10 إلى 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، ضمن برنامج بعنوان "فسيفساء من المغرب". وتشمل هذه العروض أفلامًا لمخرجين مغاربة بارزين مثل "منزل وسط الحقول" لتالا حديد، و"ميكا" لإسماعيل فروخي، و"شظايا السماء" لعدنان بركة، و"انقسام" لليلى كيلاني.

وتعليقًا على هذه المبادرات، صرحت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، قائلة: "الفيلم وسيلة مؤثرة تعزّز الحوار الثقافي وأطر التفاهم العالمي. ويشكل اختيار قطر البلد الضيف في المهرجان محلّ فخر واعتزاز لبلدنا". وأضافت أن هذه العروض والمناقشات تعكس العلاقة القوية بين قطر والمغرب، وتربط بين صناع الأفلام الموهوبين والمحترفين من كلا البلدين لتبادل الأفكار الجديدة وإلهام التعاون في المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن التعاون السينمائي بين قطر والمغرب لا يقتصر على هذه الفعاليات فحسب. فقد أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام أيضًا عن تخصيص برنامج خاص للأفلام القصيرة المغربية تحت عنوان "صنع في المغرب" ضمن فعاليات مهرجان أجيال السينمائي، المقرر إقامته في الدوحة خلال الفترة من 16 إلى 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.

ويأتي هذا التبادل الثقافي في وقت تشهد فيه صناعة السينما في كل من قطر والمغرب تطورًا ملحوظًا. فقد شهدت السنوات الأخيرة إنتاج العديد من الأفلام القطرية والمغربية التي حققت نجاحًا على المستويين الإقليمي والدولي، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالسينما كوسيلة للتعبير الثقافي والفني في كلا البلدين.

ومن المتوقع أن يسهم هذا التعاون السينمائي في تعزيز التبادل الثقافي بين قطر والمغرب، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجال صناعة الأفلام. كما أنه يوفر فرصة ثمينة لصناع الأفلام الشباب في كلا البلدين للتعرف على تجارب بعضهم البعض والاستفادة منها، مما قد يؤدي إلى إنتاج أعمال سينمائية مشتركة في المستقبل.