Print
كارلوفي فاري ــ محمد هاشم عبد السلام

كارلوفي فاري السينمائي: مهرجان يُحافظ على تَفَرُّدِه

27 يونيو 2024
سينما

 

تنطلق يوم غد الجمعة (28 يونيو/ حزيران) وحتى 6 يوليو/ تموز المُقبل فعاليات الدورة الـ58 لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي" (Karlovy Vary International Film Festival)، على مسرح فندق "تيرمال" العريق، مقر انعقاد الجزء الأكبر والأهم في فعاليات المهرجان الذي يُعتبر أحد أهم وأكبر وأعرق المهرجانات السينمائية العالمية، والأوروبية، خاصة في وسط وشرق أوروبا. ينعقد المهرجان في نفس التوقيت تقريبًا من كل عام، نهاية يونيو/ حزيران وحتى أوائل يوليو/ تموز، ويحضره العديد من نجوم العالم، سواء للمُشاركة بأعمالهم أو للتكريم أو لحضور فعالياته المُختلفة. ويُعد المهرجان من المهرجانات المفتوحة للحضور الجماهيري. ولذا، يحضره الآلاف سنويًا، وتزيد مبيعات تذاكره عن 125 ألف تذكرة.

المدينة

مدينة كارلوفي فاري أو "حمَّامَات كارل" التي أسَّسَها الملك كارل الرابع، ملك بوهيميا، في القرن الـ14، تحديدًا عام 1349، تبعُد عن العاصمة التشيكية براغ 106 كلم تقريبًا، أي، قُرابة الساعة ونصف الساعة. تلك المدينة الصغيرة الساحرة، بعدد سكان أقل من خمسين ألف نسمة، تزدحم بمقدار ضعفي عدد سكانها أو أكثر وقت انعقاد المهرجان. إذ يمكن بالكاد التجول بسهولة في الشوارع من فرط تدفق عشاق السينما من مُختلف المُدن التشيكية أو البلاد المُجاورة، سيما أثناء عطلة نهاية الأسبوع. ما يضطر المهرجان إلى نصب الخيام في الحدائق والمُتنزهات للتأجير بأسعار رمزية، بخلاف تخصيص فصول مدرستين كبيرتين لمن لا يفضلون النوم في الخيام أو العراء، وبأسعار شبه مجانية فعلا، خاصة للطلبة. إضافة إلى تسهيلات أخرى تُساعد الحضور على القدوم للمهرجان وتلافي محدودية الطاقة الاستيعابية للفنادق، ومنها توفير أكبر قدر من الأماكن في الحافلات أو القطارات من وإلى براغ والبلدات المُجاورة لكارلوفي فاري، خاصة في أيام العُطلة الأسبوعية، مع افتتاح وختام المهرجان، لتجنب الزحام الجنوني والإقبال الشديد، خاصة من الشباب وهواة وطلاب السينما.

من ناحية أخرى، على امتداد أغلب فصول العام، خاصة في الصيف، يزور المدينة العديد من السائحين والمرضى من أنحاء العالم، وحتى مُدننا العربية أيضًا، للتردد على مَصَحَّات العلاج الطبيعي والمُنتجعات الصحية وأماكن الاستشفاء الشهيرة، حيث تُعتبر المدينة جنة الينابيع الحارة، المُتدفقة طبيعيًا من باطن الأرض. وبخلاف الينابيع الحارة، وهي 13 ينبوعًا رئيسيًا و300 فرعية، تتفاوت كلها في درجات حرارتها المُرتفعة جدًا لدرجة حارقة وطعمها المالح واللاذع والصديدي، تشتهر كارلوفي فاري، أيضًا، بكونها مدينة الكريستال أو البلور التشيكي المعروف عالميًا. وتُعرف المدينة منذ عقود طويلة، إضافة إلى ينابيعها ونهري "تيبلا" و"أوري"، بكونها واحدة من أهم المُدن الأوروبية المُتميزة في صناعة الكريستال، بمُختلف أشكاله وأحجامه وألوانه.


مهرجان مُتفرد

مُقارنة بغيره من المهرجانات الدولية الكُبرى يُعتبر كارلوفي فاري الأيسر والأسهل والأبسط والأدق تنظيميًا، وأيضًا، من حيث الجُهد والحضور والتنقل وحتى الاستمتاع. إذ تنتفي القيود والضوابط الأمنية أو التفتيشية المُزعجة. لا وجود لشرطة أو حتى أمن خاص، سواء في الشوارع العامة أو الطرقات أو في مُحيط انعقاد المهرجان أو حتى أروقته. ليس ثمة من يسألك إلى أين تذهب أو من أين أتيت؟ أو يُطالبك بإبراز هويتك وتفتيش حقائبك. فقط، بطاقة دخول العرض السينمائي أو هويتك الصحافية فحسب في حال حضورك لفيلم ما.

الدورة الماضية، أثناء حضوري لعرض مع الجمهور في الصالة الكبرى، فوجئت بتصفيق حار، على غير العادة، فور إعلان الشابة مُقدمة الفيلم عن أمر لم أفهمه إلا بعدما قامت بترجمته، ليتضح لي أن الترحيب كان برئيس جمهورية التشيك وزوجته. وكانا يجلسان بيننا، في انتظار الفيلم، من دون أن تنتبه أو تشعر بهما الغالبية. إذ ليس ثمة مقاعد مُميزة، ولا حراسة خاصة، ولا ملابس رسمية. وقفا لتحية الجمهور ثم جلسا بسرعة، ولم يُزعجهما أي مخلوق بالتقاط الصور أو غيره. بعد الفيلم، خرجت مُسرعًا لتفقد الشوارع والطرقات المُحيطة، وبالطبع مداخل ومخارج القاعة، فخاب ظني تمامًا. ما من أثر لحراسات خاصة، ولا سيارات شرطة، ولا إغلاق طرقات أو كلاب بوليسية أو طائرات هليكوبتر، ولا أي شيء بالمرة يدل على أن رئيس الجمهورية داخل القاعة يحضر فيلمًا، وفي سبيله للخروج والعودة إلى فندقه أو ربما إلى براغ مُباشرة.

أمور كهذه، وهي ليست المرة الأولى، تُجَسِّدُ تمامًا طبيعة وهوية وتمُّيز المهرجان، والذي رغم مرور أوروبا بحوادث أمنية وإرهابية خطيرة، وحرب أوكرانية روسية في الجوار، وجائحة كورونا، وتضخم وبطالة... إلخ، إلا أن هذا كله لم يُؤثر على طبيعة المهرجان أو التدابير الأمنية والإجرائية المُتبعة أو الحضور الجماهيري. وهذا كله بصرف النظر عن طقس المدينة المُتقلب جدًا، بين الحرارة المُرتفعة، والرطوبة الكثيفة، وانتشار البعوض أحيانًا. وفي نفس الوقت، وربما ذات الساعة، البرودة القارسة، والأمطار الرعدية العاصفة. والغريب في السنوات الأخيرة أن هطول الأمطار الرعدية مُتزامنة ويوم افتتاح المهرجان، ومُهددة بإفساد الأجواء، ومُسببة لمشاكل جمة على السجادة الحمراء، وحتى احتمالية إلغاء حفل الافتتاح الموسيقي المجاني الساهر المُعتاد إقامته بعد فيلم الافتتاح في الهواء الطلق، وصعوبة إطلاق الألعاب النارية عند مُنتصف الليل. إلا أن الأمور عادة ما تمر بسلام ويتم تداركها باحترافية.

يُذكر، أيضًا، أنه من بين الجوانب الحميدة في المهرجان، على الأقل حتى الآن، عدم التخلص من كل ما هو مطبوع، تحت أية مزاعم أو ذرائع كانت. فجداول العروض، والكتالوغات، والنشرات اليومية، والصحف، والتذاكر المطبوعة، وكل ما يتعلق بما هو ورقي لا يزال يصدر، كالعادة، من دون تغيير. هذا، على عكس كافة المهرجانات الدولية الكبرى، وآخرها مهرجان "كانّ"، التي تخلصت من المطبوعات بنسبة تقترب من 95 بالمئة، بل وأمعنت في التخلص حتى من الحقائب المُخصصة للصحافة، وقد صارت من الماضي الآن، بعدما كان كل مهرجان يتفنن سنويًا في تصميم وصناعة حقائب ضيوفه على نحو جذاب ومُبهر أحيانًا، وفي نفس الوقت، عملي ومُفيد ونافع. إذ عادة ما كانت تحتوي الحقيبة بجانب مطبوعات المهرجان، وجداول العروض، على دفاتر أو أقلام دعائية، كلها من رُعاة المهرجان. كان بوسع الحقيبة استيعاب اللابتوب أو الآيباد والشواحن أو الأكواب الحرارية أو غيرها من الأغراض البسيطة. على النقيض، ورغم ميزانيته غير الضخمة، لا يزال كارلوفي فاري يُحافظ على تقليده العريق، وحقيبته الكبيرة المتينة المُميزة جدًا والمطبوع عليها شعار الدورة، والمُزودة بما لذ وطاب من هدايا رُعاة المهرجان. بعضها نافع، مثل واقي المطر أو عوينات شمسية أو أقلام ودفاتر، أو غريب مثل الجوارب أو المناشف المُزركشة بشعار المهرجان أو المدينة. إضافة إلى المُقرمشات، وما تشتهر به المدينة والتشيك عامة من حلوى وبسكويت ومياه غازية طبيعية، وغيرها. إضافة، بالطبع، إلى المطبوعات السياحية والدعائية، وأخيرًا، تلك الخاصة بالمهرجان وعروضه وأفلامه.

كما لم يتخل المهرجان، حتى الآن، عن توفيره لخدمة الدراجات الهوائية، كوسيلة انتقال مجانية خلال فترة انعقاده، شريطة استلام الدراجة وتسليمها في أماكن بعينها، قريبة من أروقة وفعاليات المهرجان. ودائمًا ما تكون الساعة الأولى من الاستخدام مجانية بالكامل. وهذا للقضاء على الازدحام، وسهولة الانتقالات، وبالطبع، الحفاظ على البيئة، قولا وفعلا. وليس مُجرد الاقتصار على إجبار الضيوف على دفع ضريبة مالية تتجاوز الـ20 يورو، مُخصصة لهذا الغرض وإلا لن تصدر بطاقتك الصحافية، كما في مهرجان "كانّ" مُؤخرًا. أو الامتناع عن استخدام الأكواب الورقية والبلاستيكية وتجريمها كما في مهرجان "برلين"، والتنبيه علينا بضرورة إحضار الأكواب الحرارية أو غيرها. وكلها من الأمور الشكلية، مثل "الكيس البلاستيكي" الخاص بالصحافيين في مهرجان "فينيسيا"، غير الضروري ولا المُفيد بالمرة، ومع هذا يتم التنبيه على أنه صُنِعَ من مواد مُعاد تدويرها، وأيضًا يُمكن إعادة تدويره حفاظًا على البيئة. 

اللافت، كذلك، كونه من بين المهرجانات التي لا تزال صامدة في وجه النظام العقيم والسخيف والمُزعج والمُبتدع مُؤخرًا والمُشترط ضرورة حجز بطاقات عروض الأفلام إلكترونيًا، من الموقع الخاص بالمهرجان في ساعات الصباح الباكر، وإلا فلا معنى لحضورك للمهرجان. أمر تُصاحبه مشاكل كثيرة، تقنية بالأساس، ناهيك بالتعطيل وعدم الحصول السهل والسريع على البطاقات أو نفادها بينما المقاعد متوفرة، وغيرها من الأمور المُزعجة في حال عدم الحصول على بطاقة أو نسيان إلغاء حجز بطاقة أو الاستيقاظ المُبكر يوميًا ودخول الآلاف في نفس التوقيت لذات الموقع لحجز البطاقات. لكن، السؤال الحقيقي، هل سيصمد المهرجان كثيرًا أمام زحف التكنولوجيا وهوس الغرب الدائم بالجديد وولعه بالتجديد أم أن التحديث سيطاوله قريبًا؟ سيما وأنه، للمرة الأولى هذا العام، يتم إلغاء مكتبة الأفلام التي اعتدنا لسنوات طويلة على حجز مواعيدها، على امتداد اليوم، لمُشاهدة ما فاتنا من أفلام أو إعادة مُشاهدة ما نرومه على شاشات تلفزيونية كبيرة ومُريحة وبمكان مُخصص ومعزول للصحافة. وذلك بعدما صارت المكتبة مُتاحة الآن على شبكة الإنترنت فقط، عبر كود خاص. ما يعني إمكانية مُشاهدة الأفلام في أي وقت كان، حتى في غرفة الفندق، لكن تبقى مُشكلة الضغط على شبكة الإنترنت، وهي مُشكلة تتكرر كل عام تقريبًا بسبب ضغط الاستخدام. كيف سيكون الأمر هذا العام في ظل إتاحة الأفلام على الشبكة، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة؟

من الأمور الجديدة المُفاجئة جدًا في دورة هذا العام، وجرى الإعلان عنها، على نحو غير مُتوقع، بواسطة إدارة المهرجان مُمثلة في رئيسها يري بارتوشكا والمدير الفني كاريل أوخ والمدير التنفيذي كريشتوف موخا، خلال المؤتمر الصحافي الأخير المُنعقد قبل أيام، إقدام المهرجان، بعد 24 عامًا، على تغيير النِسَب الخاصة بالتمثال المُميز والفريد الذي يمنحه المهرجان للفائزين بجوائزه. فقد صار التمثال الكريستالي في نُسخته الجديدة، وهو عبارة عن فتاة شابة رشيقة مُتطلعة إلى السماء وهي تحمل بين ذراعيها كرة بلورية ضخمة، أصغر حجمًا وأقل وزنًا مما كان عليه. وكان التمثال، لسنوات عديدة، محل دُعابات ونِكات وسُخرية أحيانًا بسبب وزنه الثقيل، وكان 4.5 كغم، وارتفاعه 42 سم. وبات الآن، وفقًا للنِسَب الجديدة 2.6 كغم، وارتفاعه 34.5 سم.

من النجوم المكرّمين في المهرجان، من اليمين: كلايف أوين، دانييل بروهل، وفيغو مورتنسن


برنامج حافل وتكريمات لافتة

يُشارك في مسابقة المهرجان الرئيسية، "الكرة البلورية"، 12 فيلمًا من آسيا وأوروبا، مع غياب ملحوظ للسينما الإيرانية والتركية والأميركية، على غير العادة. من أبرز الأفلام المُتنافسة الوثائقي "لمحة مُفاجئة لأشياء أعمق" للبريطاني مارك كازنز. و"أضواء صغيرة" للمخرجة بياتا باركانوفا، الفائزة قبل عامين عن فيلمها "الكلمة" بجائزة "أحسن إخراج" و"أحسن ممثل". وفيلم "إكسوفتكس" للمخرج نواز ديني، وتدور أحداثه في مُخيم يوناني للاجئين السوريين.

أما مُسابقة "بروكسيما"، التالية في الأهمية للمسابقة الرئيسية، وهي مفتوحة للأفلام الطويلة من أنحاء العالم، ومُخصصة للأعمال والتجارب الجديدة والتجريبية والجريئة للمخرجين الشباب، فيُعرض فيها 12 فيلمًا. يُلاحظ غياب السينما الإيرانية، على غير العادة، بعد احتفاء لافت بها دورة العام الماضي. وحضور السينما التركية بفيلم للمخرج بوراك تشيفيك "لا شيء في مكانه"، وهو دراما سياسية جريئة. كما تحضر السينما العربية بفيلم للمغربي عبد الله الطايع، بعنوان "كابو نيرجرو". كما يُشارك في لجنة تحكيم المُسابقة المخرج السوداني محمد كردفاني، صاحب الفيلم المتميز "وداعًا جوليا".

سنويًا، يمنح المهرجان أكثر من جائزة تكريمية لأبرز الشخصيات السينمائية حول العالم، لدورها في إثراء السينما عبر مسيرتها المِهنية. وضمن هذا الإطار يمنح المهرجان "جائزة رئيس المهرجان الشرفية"، التي تقرر منحها للمُمثل الدانماركي والمُخرج فيغو مورتنسن، خلال حفل الافتتاح. وبعد تسلم الجائزة سيقوم المُمثل الذي اشتهر بدور "أراغورن" في سلسلة "سيد الخواتم"، والبالغ 65 عامًا، بتقديم فيلم الافتتاح، "الموتى لا يُؤذون"، من إخراجه وبطولته.

كما سيحصل على الجائزة، أيضًا، المُمثل والمُخرج الألماني دانييل بروهِل، المعروف بأدواره اللافتة، خاصة في فيلمي "إنغلوريوس باسترز" و"راش". بهذه المُناسبة، سيُقدم بروهِل فيلمه الأول كمُخرج "الباب المجاور" الذي عُرض لأول مرة في مهرجان "برلين" عام 2021. كما سيحصل عليها المُمثل التشيكي المرموق والمخضرم، يان ترويان، أحد أهم الشخصيات الحاضرة دائمًا في الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التشيكية والأوروبية لأكثر من ربع قرن والمُواظب دائمًا على حضور فعاليات المهرجان والترويج للأعمال الخيرية. ومن بين الكبار الآخرين المُكرمين بالجائزة هذا العام، نجم فيلمي "كلوسر" و"سين سيتي"، المُمثل البريطاني كلايف أوين، وسيعرض المهرجان الفيلم الدرامي "كلوزر" إخراج مايك نيكولز عام 2004، والذي رشح عنه أوين لجائزة "أوسكار".

المُلاحظ، وبقوة في سياق تكريمات هذا العام، ونهج المهرجان بصفة عامة، أن المهرجان حتى الآن لم يتأثر بدعوات الصوابية السياسية، والنسوية، و"مي تو"، وتواجد المرأة مُناصفة في كافة مُسابقات وفعاليات وجنبات المهرجان، على النقيض من أجندة أغلب المهرجانات الكبرى حاليًا. أمر قد يؤخذ بالطبع ضد إدارته، لكن يبدو فعلا أن الإدارة غير مُكترثة إلا بما هو فني بالأساس، بصرف النظر عن أية حسابات أخرى.

ومن بين المخرجين المُهمين سيتواجد المكسيكي ميشيل فرانكو، والأوكراني سيرجي لوزنيتسا، والإيطالي دانيلي لوكيتي، الذين سيُقدمون أحدث أفلامهم للجمهور. كما سيحضر الأميركي ستيفن سوديربيرغ لتقديم فيلمين له: "كافكا" (1991)، و"السيد كنيف" (2024)، وتدور أحداثهما في العاصمة التشيكية براغ، حيث وُلِدَ الكاتب فرانز كافكا. وهما معروضان ضمن البرنامج الاستعادي الهائل، والذي يضم 22 فيلمًا مُستوحاة من أعمال كافكا، ويحمل عنوان "أمنية أن تكون هنديًا أحمر: كافكا والسينما"، بمُناسبة مرور 100 عام على رحيله.