Print
ضفة ثالثة

المسرح العُماني: تعزيز الهوية في عصر العولمة

22 يوليه 2024
مسرح


يلعب المسرح العماني دورًا محوريًا في ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية، وسط تحديات العولمة المتزايدة. وفي هذا السياق، يسلط خبراء الضوء على أهمية المسرح في الحفاظ على التراث العماني، وتقديمه بصورة معاصرة.
وتشير الدكتورة عزة بنت حمود القصابية، الباحثة في شؤون المسرح العماني، إلى أن المسرح العماني بدأ كجزء من النشاط الثقافي والتراثي في المؤسسات التربوية. وتوضح أن المسرح شهد نقلة نوعية في ثمانينيات القرن الماضي مع بدء ترجمة الأعمال المسرحية العالمية، وتعمين (جعلها عُمانية) بعض المسرحيات العربية.
وتؤكد القصابية أن الهوية الثقافية العمانية برزت من خلال العروض المسرحية، خاصة تلك المستوحاة من التراث والتاريخ العماني. وتشدد على أهمية معالجة القضايا المحلية، والتفاعل مع الشارع العماني في ترسيخ هذه الهوية.
من جانبه، يتحدث المسرحي بدر بن سيف النبهاني عن دور المسرح المدرسي في تجسير الهوية العمانية والتواصل الثقافي بين الأجيال. ويشير إلى التحديات التي تفرضها العولمة على الهوية الثقافية، مؤكدًا على ضرورة إيجاد وسائل فعالة لتعزيز الاعتزاز بالهوية العمانية لدى النشء.
ويرى النبهاني أن المسرح المدرسي أداة قوية لتحقيق هذا الهدف، نظرًا لقدرته على التأثير في الطلاب. ويقترح تقديم نماذج من التاريخ والتراث العماني بصورة عصرية تتناسب مع عقلية الجيل الجديد. ويؤكد على أهمية تكامل الفنون المختلفة في المسرح لتعزيز الهوية العمانية، مشيرًا إلى إمكانية تطوير الموروث الثقافي بما يتناسب مع روح العصر، من دون المساس بجوهره.
ويشدد النبهاني على أن تقديم الهوية بروح عصرية من خلال المسرح المدرسي يضمن قبول النشء لها وتمثلهم إياها، مشيرًا إلى أن المسرح، بصفته فنًا جامعًا للفنون الأخرى، يمكن أن يكون أداة فعالة لتحقيق الوعي المنشود بالقضايا المصيرية للإنسان في أي مجتمع.
ويخلص النبهاني إلى أن الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيزها في ظل التحديات المعاصرة هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر جهود مختلف المؤسسات الثقافية والتربوية. ويشدّد على أن المسرح، وخاصة المسرح المدرسي، يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في هذا السياق، إذا ما تم تقديم الموروث الثقافي بصورة عصرية تتناسب مع عقلية الجيل الجديد.
في الختام، يؤكد الخبراء على أن المسرح العماني، سواء من خلال العروض الجماهيرية، أو المسرح المدرسي، يمكن أن يكون أداة فعالة في ترسيخ الهوية الثقافية العمانية. ويدعون إلى تبني نهج متوازن يجمع بين الأصالة والمعاصرة في تقديم التراث والهوية العمانية، مع الاستفادة من قدرة المسرح على الجمع بين مختلف الفنون للتأثير في الجمهور الشاب.