Print

"سرابٌ بريّ" رواية السجن لـ عبدالرحمن مطر

1 يونيو 2017
صدر حديثا

صدرت في بيروت مؤخراً،  رواية " سرابٌ بريّ " للكاتب السوري عبدالرحمن مطر، عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع. وهي العمل الروائي الأول الذي يصدر للمؤلف الذي كتبه داخل السجن السياسي، وتعتبر عملاً  يضاف إلى أدب السجون في المكتبة العربية.

تتناول الرواية حياة السجن، بكل ما فيها من مكابدات ومعاناة. وتركز على أربع مسائل أساسية هي: "التعذيب – القهر – الحرمان – انتهاك حقوق الإنسان وحرياته". وذلك عبر تقسيم النص إلى زمنين: من الاعتقال إلى الحكم، والثاني فترة السجن المؤبد، في جزأين و38 فصلا.

كما تتناول بعض لمحات من أحداث الربيع العربي، الذي مزّق سطوة الطغاة، رغم فداحة الخراب وعظمة التضحيات.

تدور أحداث الرواية، في مكان محدد هو السجن، وإن تعددت أماكن الاعتقال. دون أن تغفل التداعيات المتصلة بالحياة العامة، والمجتمع الذي تتناوله.

عامر عبدالله، كاتب وصحافي، يتم اعتقاله من الشارع، وسط النهار، لأسباب سياسية، ليتعرض بعدها لشتى أنواع التعذيب والقهر، على يد المحققين، ثم يخضع لمحاكمة صورية غير عادلة، ليجد نفسه وسط المجرمين الجنائيين كعقوبة مضاعفة، يقضيها في عذابات الحرمان من الحرية والأسرة والعدالة.. وغيرها. إضافة إلى أساليب القهر المادية والمعنوية، التي يستخدمها السجان، مثل الانتهاكات البشعة لآدمية السجين، وحالات القهر والاغتصاب والجنون، التي يتعرضون لها في المعتقلات والسجون.

يظل عامر عبدالله الشخصية المحورية، وفي كل فصل ثمة شخصيات يضيفها إلى الحدث الروائي، لتسرد صورة من الحياة المرّة والمهينة التي يعيشها السجين، في ظل القهر والاستبداد من جهة، والجهل والمرض والرذيلة من جهة ثانية.

يرى المؤلف هذا العمل، شهادة حية على تجربة عاشها خلف القضبان، كتبها داخل الأسوار، ونجح في تهريبها ورقة.. ورقة. وهو أيضاً شهادة تفضح القمع والاستبداد الذي تمارسه الأنظمة الديكتاتورية خاصة سورية وليبيا.

يقع الكتاب في 304 صفحات، من القطع الكبير، والغلاف لـ محمد ج.ابراهيم.

يذكر أن المؤلف كاتب وشاعر سوري، ينشر كتاباته في الصحف العربية والمواقع السورية، جاهرَ بمعارضته للنظام السوري منذ أواخر السبعينيات، فدفع ثمن ذلك فاتورة باهظة من الملاحقة والاعتقال والسجن والتشرد.

صدرت له عدة كتب منها: أوراق المطر/ نصوص شعرية 1998- دمشق الرباط. وردة المساء/ نصوص شعرية 2000 – دمشق/ الرباط ( بالتعاون مع دار تانيت للنشر ).