Print

"العابرة" لإبراهيم عبد المجيد

19 فبراير 2020
صدر حديثا
صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط -إيطاليا، روايةٌ جديدة للكاتب المصري إبراهيم عبد المجيد، بعنوان: "العابرة". وهي روايةٌ تضعنا في مواجهةِ السؤال التالي: كيف (تحوَّل - تحوَّلـت) «لمياء» إلى «حمزة»؟
لا يتردَّدُ الروائيّ المصريّ إبراهيم عبد المجيد، في خوضِ المغامرةِ الأدبية مع كلِّ نصٍّ سردي والتجديد في الكتابةِ شكلاً وموضوعاً، بطريقةٍ تُحوِّلُ كلَّ ما كان مُحرِجاً في البداية، إلى حالةٍ إنسانية تحتاجُ إلى التأمُّل، من خلال موضوعةٍ استثنائية، نغرقُ في تفاصيلها عبر حياتيْن لبطلةِ/بطلِ الرواية، حيثُ نتعرف على لمياء في القسم الأوَّل من الكتاب، والتي تتحوَّل إلى حمزة في القسم الثاني.
هي رحلة كائن بشري منه إليه، رحلة بين البشر والأحداث الحقيقية والافتراضية ومخافر البوليس والمحاكمات والرؤى الأسطورية التي تُغلِّف الحكي والسَّردَ المتدفِّق، كنهرِ النِّيلِ، عابراً الواقع والحياة والأمل والجنون.
جاء الكتاب في 360 صفحة من القطع الوسط.

من الرواية
لفت نظرَها مجلدٌ ضخمٌ بالإنكليزية، عليه صورة فاتنة لامرأة يونانية أشبه بالآلهات، صدرها عارٍ، وذراعاها عاريان، وزيّها الأبيض يعكس بدناً طازجاً، وتتَّكئ على آلة وترية موسيقية، قيثارة، فيها أوتار كثيرة، وتحتها ما يشير إلى أن الكتاب عن الشاعرة اليونانية سافو.
وجدتْ إلى جواره أيضاً مجلَّداً بالفرنسية، وآخر بالألمانية عن نفس الشاعرة، لكنْ، عليهما صور أخرى.
رأتْ أن الكُتُب عن سافو تشغل رفَّاً كاملاً من الدولاب الذي تجاوره دواليب أخرى. أمسكتْ بالكتاب الكبير الثقيل الذي هو باللغة الإنكليزية، وراحتْ تُقلِّب فيه.
غريب أنها في كلِّ ما درستْ، لم يقابْلها اسم سافو غير مرَّة واحدة، باعتبارها شاعرة يونانية قديمة، لكنها لم تعرف أنها هامَّة إلى هذا الحدِّ الذي يجعل الكتاب به عشرات الصور المرسومة لها.
في بعضها عارية الصدر، يتقدَّمها نهداها الجميلان، وفي بعضها مع فتاة أخرى جميلة. عرفتْ بسرعة أنها اخترعت هذ القيثارة التي جعلتْ لها واحداً وعشرين وتراً، وأنها كانتْ سحاقية، تعشق مَنْ معها في بعض الصور مثل التي اسمها "آتيس" وغيرها من بنات صغيرات.

كانتْ شاردة تفكِّر لماذا وقعتْ عيناها على ما يقال عن سافو من أنها كانتْ سحاقية؟!

*****

إبراهيم عبد المجيد، كاتب وروائي من مواليد الإسكندرية. خرِّيج كُلِّيَّة الآداب، قسم الفلسفة، بجامعة الإسكندرية. يعيش في القاهرة منذُ عام 1975.
كتب ونشر قصصه القصيرة في مجلَّات عربية، بالإضافة إلى نشر مقالاته في أهمِّ الصحف العربية والمصرية. حاز على جوائز مصرية وعربية هامَّة، منها في مجال الرواية: جائزة نجيب محفوظ في الرواية عن روايته "البلدة الأخرى"، 1996. جائزة ساويرس في الرواية لكبار الكُتَّاب عن رواية "في كل أسبوع يوم جمعة"، 2011. وجائزة كتارا عن رواية "آداجيو"، 2015.
أصدر إبراهيم عبد المجيد تسع عشرة رواية. وأصدر كذلك سبع مجموعات قصصية، جُمعت ستُّ منها في مجلَّد واحدٍ بعنوان: أشجار السّراب، عدا مجموعة: حكايات ساعة الإفطار. وله كُتُب متنوِّعة أخرى في المسرح وأدب الرحلة والفلسفة والمقالة.
تُرجمت العديدُ من أعماله إلى لغات أجنبية كالإنكليزية والإيطالية والفرنسية والألمانية.