Print

"مِثولوجيا شام" للباحث العراقي خزعل الماجدي

5 يونيو 2020
صدر حديثا
صدر حديثًا للباحث العراقي، خزعل الماجدي، المتخصص في تاريخ الأديان والحضارات القديمة، كتاب بعنوان "مِثولوجيا شام"، ضمن منشورات دار الرافدين – بيروت، ودار تكوين- الكويت.
وكتاب "مِثولوجيا شام" عبارة عن دراسة علمية مفصّلة وعميقة في الأساطير الكنعانية والأوغاريتية والفينيقية والبونية، والتي يرى الباحث الماجدي أنها تشكّل أساطير شام. وهو يضع، لأول مرة، شجرة آلهة وارفة ومتسلسلة عبر سبعة أجيال وطبقات، ويحصي رموزها ويشرحها ويحللها بالتفصيل مع أساطيرها، بل ويحدد أركيتايبات الأعماق الشامية، التي ترسخت، من خلال الآلهة وأساطيرها، ومن خلال رموزها، في اللاشعور الجمعي لأهل الشام عبر العصور وحتى يومنا الحاضر.
يتناول الكتاب الأساطير الكنعانية والأوغاريتية، أولًا، باعتبارها الجذور الأولى لأساطير شام في العصر البرونزي، ثم يتناول الأساطير الفينيقية بتجاذبٍ وتنافرٍ مع جذورها الكنعانية لكي يستنطق فرادتها، حيث الخصوصية النادرة للبنان وصور وصيدا وبقية مدنه، وطغيان اسم الفينيقيين منذ بداية العصر الحديدي وحتى نهاية العصر الهيلنستي، ودورها في نشوء المثولوجيا الإغريقية والرومانية. ثم يتناول الأساطير والآلهة البونية، باعتبارها تنويعًا جديدًا في بيئة جديدة شمال أفريقية ومتوسطية خاصة، ثم يقيم الصلة بين كل الجذور الكنعانية والوسائط الفينيقية والبونية والنهايات المسيحية لها. ويمضي في الكشف عن المثولوجيات الحضارية والباطنية والمنهجية، وهي تنويعات جديدة على التناول التقليدي للمثولوجيا، التي ضمت المثولوجيات الجغرافية والتأريخية والثقافية والاقتصادية والعلمية واللغوية وغيرها، ثم  مثولوجيا الأسرار المسارية والهرمسية والغنوصية وأساطير العود الأبدي ورموزه وأساطير المكان والزمان عند الشاميين، وأساطير الانتظار والخلاص والرؤيا والأسرار.
يكاد هذا الكتاب يشكّل أكبر موسوعة للأساطير الكنعانية، بكل أطيافها وتحليلها العلمي الدقيق، فهو يتقصّى أبعد أغوارها وحكاياتها ليضعها في عقد واحد ثمين على رقبة الشرق الأدنى القديم. هناك من التفاصيل لا حصر لها تضعنا في قلب العالم القديم كلّه من خلال المثولوجيا الشامية المتنوعة، في تدرجاتها التأريخية، وكيميائها العجيبة المتنوعة المتفاعلة مع ذاتها القلقة، ومع ما يحيط بها من مثولوجيات شعوب عريقة يزخر بها العالم المتوسطيّ الذي يشكل قلب العالم الروحي والأسطوريّ.