Print

"تفاصيل": مختارات قصصية لجمعة شنب

17 مايو 2021
صدر حديثا
صدرت حديثًا عن دار العائدون للنشر والتوزيع في عمان مختارات قصصية للقاصّ جمعة شنب بعنوان "تفاصيل"، وذلك ضمن سلسلة "مختارات العائدون الإبداعية ـ قصص"، التي تصدرها الدار، ويحررها الزميل الشاعر عمر شبانة.

وتتضمن المختارات (105) قصص منتخبة من خمس مجموعات هي نتاج تجربة شنب في القصة القصيرة والقصيرة جدًّا، إضافة إلى قصص تُنشر للمرّة الأولى.
بدأت تجربة جمعة شنب مع القصة القصيرة منذ كان طالبًا في الجامعة، فأصدر مجموعته "الرسالة الأخيرة" (1982)، ثم صدرت له مجموعة "موت مَلاك صغير" (1984)، وتوقّف بعدها فترة من الزمن، قبل أن تصدرَ مجموعته "قهوة رديئة" (2015)، وتتبعها مجموعته "بنت الحرام" (2017)، وأخيرًا كانت مجموعته "رجل غير مهم بالمرّة" (2018)، وهي قصص تقع كل منها في أقلّ من مئة كلمة. وفي هذه المختارات بعض قصص غير منشورة كتبها شنب خلال العام (2020)، عامَ كورونا الكئيب.
وجاء في كلمة الناشر: بدا جمعة شنب، منذ بداياته، حتى أحدث كتاباته، كاتبًا "مختلفًا" وعلى غير صعيد، بدءًا من اختيار فكرته وموضوعه وتفاصيله، مرورًا بأسلوب معالجته وبنائه المتميّز، وصولًا إلى التأثير الذي تتركه قصصه في المتلقّي. فهو يكتب واقعه وإحساسه بهذا الواقع كما "يراه" هو، وكما يشعر به من خلال معايشته ووعيه هو، لا كما يراه أو يريده الآخرون. ويستطيع قارئ هذه "المختارات" أن يشكّل صورة "بانورامية" موسّعة ودقيقة إلى حد كبير عن تجربة جمعة شنب، فهي، من جهة، تشتمل على ما يمكن اعتباره نظرة شاملة لما قدّمه خلال ما يقارب أربعين عامًا، وهي من جهة ثانية، تقدّم صورة للتحوّلات و"التطوّرات"، وربّما أيضًا "التعديلات" التي طرأت في هذه التجربة وعليها، لجهة توسيع مدى النظر ودقّة التحديق في الحياة والعالم والوجود.
وتتميز قصص شنب، كما تظهرها هذه المختارات، بنظرتها إلى الحياة تلك النظرة الحادّة والصارخة، ويمكن إضافة النظرة السوداويّة الواقعيّة.. لقد شهدت تجربة شنب، تحوّلات واضحة، من عالَم المخيّم وصولًا إلى عالَم الجريمة البشعة غير المبرّرة، لكنه عالَم البشر بكلّ ما يمتازون به من صفات وسِمات. عالَم تلتقي فيه وتمتزج طينتان من الناس، الضّعيف الفقير المتخاذِل الصّامت المهزوم والمُهمّش، مقابلَ عالَم القويّ المتسلّط الثريّ الهمجيّ.. يتواجَه الطَّرَفان في زاوية ضيّقة من الحياة، ويبطش الثاني بالأوّل بشدّة.
قصص جمعة شنب، هنا، خصبة بالخراب والدمار، لكنّها تجسّد قراءته التشريحيّة الإبداعيّة للواقع في أبعاده الاجتماعيّة والسياسيّة... إلخ. ومن يقرأ هذه القصص لن يعود هو نفسه. سوف يعيش الكوابيس بكلّ ما تنطوي عليه من رعب، ويشعر أنه يعيش الواقع ذاته الذي تعيشه شخوص القصص هنا، وهذا لشدة التصاق الكاتب بما يرى وما يكتب. لكنّه لا بدّ أن يقرأ بين السطور تلك الأضواء والعلامات ذات "الأفق" وحبّ الحياة والحريّة والكرامة.
ويقول المحرّر الأوّل لسلسلة المختارات: "لعلّ هذه المُختارات تفتح الباب واسعًا على عالَم واحد ممتدٍّ ومتعدّد، منذ البدايات حتّى اليوم، فيقرأ من يريد "تفاصيل" هذه التجربة، بعناصرها الأساسيّة، وسِماتها الأبرز، فاجتماع هذا العدد وهذا التعدّد يتيحُ قراءة لا تتيحُها قراءة المجموعات منفردةً، بل يبرز هنا المؤتلف والمختلف، الواقعيّ والفانتازيّ، السوداويّ مقابل بعض ثقوب الأمل وبوّاباته ربّما".
ويختم "إنها قصص مدهشة بتفاصيلها ولغتها التي تقترب من لغة الشعر. وليست هذه سوى ملامح من عالَم جمعة شنب الثريّ والعجيب، هنا، والآن!".