Print
بهاء إيعالي

فان غوغ منتحرٌ بسبب المجتمع ولأجله

23 مايو 2021
عروض
ليست بالظاهرة الجديدة على الإطلاق، فلطالما اعتُبر المجتمع هو داء المبدع المزمن، وعدّوه الأوّل، وثمّة شرخٌ دائمٌ في العلاقة بين الطرفين، هذا الشرخ الذي يضع له د. زياد عبد القادر نجم، في مقاله "جدل الاتّصال والانفصال بين المبدع والمجتمع"، أسبابًا عدة تؤدي إلى هذه العلاقة المتوتّرة بين مجتمعٍ ذي نظمٍ وملامح محدّدةٍ تعدُّ بمثابة "مسلّماتٍ" بالنسبة لأفراده، وبين مبدعٍ، أكان كاتبًا، أو رسّامًا، أو موسيقيًا، أو غير ذلك، يحمل في داخله أفكارًا ومعتقداتٍ جديدةً تعيد بماهيّتها النظر في أعراف المجتمع وتحاربها. ومن هذه الأسباب نظرة المبدع تجاه الأشياء والواقع المغايرة لنظرة المجتمع ككل، تقابلها حالةٌ من الجمود والاستكانة المصحوبة بالاستغراب والاستنكار من قبل المجتمع تجاهه؛ كما أنّ تباين المعرفة والثقافة بين الجانبين، كذلك المناخ المحيط، وأثر المسلّمات والموروثات في النفوس، وعلى تراتبيّة الحياة المجتمعيّة، كل ذلك يؤدّي إلى خصامٍ وقطيعةٍ بين المبدع ومجتمعه، ليتطوّر ذلك إلى فعل مواجهة بينهما.

"فان غوغ منتحرَ المجتمع" بنسختيه الفرنسية والعربية


في كتابه "فان غوغ منتحرَ المجتمع" (ترجمة وتقديم عيسى مخلوف ـ دار الرافدين 2021)، يقدّم الشاعر والكاتب الفرنسي، أنطونان أرتو، مقالًا نقديًّا انطباعيًّا عن فان غوغ، كتبه بمناسبة زيارته للمعرض الفنّي التشكيلي المقام في متحف "أورانجري" في باريس بين كانون الثاني/ يناير، وآذار/ مارس من عام 1947، والذي كان مخصّصًا وقتها لأعمال الفنان التشكيلي الهولندي الذي شرم أذنه. أمّا سبب تحفّز رائد "مسرح القسوة" لكتابة هذا المقال فهو صدور كتاب الطبيب فرانسوا ـ خواكيم بير المعنون Du Demon de Van Gogh، وفيه يلقي الأخير اتهامًا على الفنّان التشكيلي يقول فيه إن فان غوغ "عانى من اضطراباتٍ نفسيّةٍ ازدادت حدّةً مع مرور الوقت"، مما حدا بأرتو إلى تقديم رؤيةٍ مغايرةٍ ودقيقةٍ عن سيرته ونتاجه الفنّي.



أرتو مهاجمًا الطبّ النفسي
في نص المقال، شكك أرتو في اختلال عقل فان غوغ، وأشاد بعمله الفنّي التصويري بأسلوبٍ ينحو تجاه النقد الذاتي الشخصاني. فبالنسبة له، لم يكن الفنّان مصابًا بمرضٍ عقلي، كما زعم مجتمعه المعاصر على الإطلاق، بل يرى في شخصيّته أنّه امتلك شفافيّةً غير اعتيادية في تبصّر الأمور، مما مكّنه من رؤية العالم بصورةٍ مغايرةٍ لرؤية المجتمع له، وكذلك ضرب يقينيّاته ومسلّماته في صميمها.



دأب الشاعر على فضح الأساليب المتّبعة من قبل المجتمع في محاولاته الحثيثة لإخراس أولئك المبدعين الذين يهزّون أركانه، ويصدّعونها، بدأبهم على كشف عيوبه ومساوئه، وفي هذا السياق استشهد بتجربة الكاتب الفرنسي جيرار دو نِرفال، الذي نُعِت بالمجنون عندما تهيأ للإفصاح عن حقائق مرتبطة بمسائل أساسيّة في مجتمعه، قبل أن يتعرّض للضرب على رأسه ليفقد ذاكرة تلك الحقائق، وتسوء حالته وينتهي الأمر به إلى الانتحار شنقًا عام 1855 (يذهب أرسين هوساي إلى اعتبار أنّ نرفال لم ينتحر، بل جرى اغتياله). الأمر نفسه في حالة فان غوغ، فهو يفصح عن حقائق لا تُحتمل، لا سيّما تعريف الطبّ النفسيّ للمجنون، وقد هاجم أرتو هذا التعريف من خلال مهاجمته لطبيب فان غوغ النفسي المدعو غاشّيه، والأخير كان يكره فنسان الفنان المبدع والخلاق، ولطالما لجأ للتآمر عليه رفقة شقيقه تيو لتخليصه من أفكاره السوداء كما يراها نفسه. ومن هنا كان غاشيه هو التجسيد البارز للطبّ النفساني الذي اعتبره فان غوغ، ومن ورائه أرتو، بمثابة أداة قتلٍ قذرةٍ بيد أنظمة المجتمع ونُظُمها الأرثوذكسيّة التقليديّة، ويجري استخدامه ضدّ أولئك الذين يتفوّهون بأفكار غريبةٍ عن عوالمهم تؤدّي إلى ضرب مسلّماتهم وزعزعة استقرار محيطهم المصطنع.
في تمهيده للمقال، يؤكّد صاحب "شذراتٌ من يوميّات الجحيم" معتقده بأنّ فان غوغ ليس بمجنونٍ كما يُدّعى، بل كان متمتّعًا بصحّةٍ عقليّةٍ تامّة، فيما كال التهم للمجتمع بأنّه هو المختلّ وغير طبيعي، وذلك بسبب اجتهاده على لصق صفة الجنون والعته على المناوئين له، مطبّقًا بذلك المثل القائل "فاقد الشيء لا يعطيه"، ومن هذه النقطة لا يتوانى الشاعر عن وضع تعريفه الخاص للمجنون، فيقول إنّه الشخص الذي آثر تهمة الاختلال العقلي على تنازله عن معتقداته للثوابت الاجتماعيّة من أجل التماهي مع البيئة المحيطة، والتي يراها بعينٍ ثاقبةٍ، ويعرّيها من أوراق توتها، كاشفًا عللها الدائمة والمستدامة.
في صراعه مع المجتمع، لا يوفّر فان غوغ أحدًا، بل يفتحها حربًا لا هوادة فيها على كافة أركانه وأعرافه، وهذا ما أحاله لحالةٍ من الإقصاء والنفي الداخلي جراء التهمة الجاهزة من قبل أفراد المجتمع، ألا وهي الجنون. هذه الحالة السيّئة التي فرضت على صاحب لوحة "زهرة عباد الشمس الميّتة" قد أوصلته إلى وقتٍ تجرّأ فيه على شيِّ يده، ثم شرمَ أذنه، وانتهى به الأمر إلى الانتحار بطلقة مسدّسٍ في صدره.



أرتو مشرّحًا لفان غوغ
صحيح أنّ النص بمثابة مرافعةٍ لأرتو، إلّا أنّه يعكف على قراءة ودراسة أعمال فان غوغ والإشادة بها، فيبدأ بقراءة الطبيعة التي يلوذ بها الفنّان، تلك الطبيعة "العارية والنقيّة" التي تتكشّف لنا حين نعرف كيف نقترب منها. كما يستعيد الشاعر صديق فنسان "بول غوغان" (والذي رسم الأول كرسيّه في واحدةٍ من أجمل لوحاته، وأكثرها إيحائيّة ودلالة)، ويجري بينهما مقارنةً إبداعيّة، فغوغان يرى أنّ على الفنان البحث في الأسطورة، وتوسيع أبعاد الحياة، من أجل أسطرتها، فيما يرى فان غوغ أنّ الأسطورة موجودةٌ في كل ما هو موجودٌ على الأرض، وأنّ دور الفنان هو إجادته لاستحضارها.
وهكذا لا تعدُّ لوحات فان غوغ مجرّد لوحاتٍ عاديّةٍ، بل كانت لوحة مزعجة للمجتمع، وكذلك لبعض الرسّامين في عصره، بسبب ابتداعه لغةً تصويريّة مغايرة ذات نطاقٍ تخريبي، ففِنسان لم يسلّم بخطّيّة الرسم كما كان سائدًا، بل أطلق العنان للونه كي يأخذ حدوده مثلما يرغب، وبالتالي تتشكّل اللوحة من تفاعل الألوان وتمازجها، وليس من خلال تحديد مساراتها.
لم يفوّت أرتو الفرصة للإشارة إلى أعمال فان غوغ المكتوبة، فالأخير لم يكن مجرّد رسّام، بل كان موسيقيًّا أيضًا، وموسيقى فان غوغ هي موسيقى الرسم، التي استطاع أن يقدّم رؤاها من خلال تلاعبه بالألوان وأضوائها، إذ لا تبدو اللوحة مجرّد قطعة كانفاس صوّر عليها مشهدًا فحسب، بل اجتهد على إعطاء هذا المشهد تباعدات لونيّة بدت وكأنّها تنويعات موسيقيّة يؤلّفها الرسام، وحتمًا لو جرى ذات يومٍ اقتباس مؤلّفاتٍ موسيقيّةٍ من لوحات فان غوغ فستكون من بين أجمل ما ينتج في هذا الصدد.



يضيف أرتو أنّ فنسان كان كاتبًا أيضًا، وقد تجلّت موهبته الكتابيّة في رسائله إلى شقيقه تيو، التي كانت نحو 650 رسالةً أورد أرتو اثنتين منها في نصّ مقاله، وطبعت في أمستردام عام 1914. غير أنّ ما يميّز هذه الرسائل هو إظهارها لثقافة فان غوغ الأدبيّة والتصويريّة الرائعة، وكذلك تستعرض أسلوبه الفنّي وتقنياته خارجةً عن إطار الرسالة التقليدي كأدب الخصوصيّة الذاتيّة، وأيضًا تعكس رؤيته للعالم التي تطوّرت طيلة حياته، وتزوّد قارئها بتفاصيل ومعلوماتٍ قيّمةٍ حيال العالم الفنّي في ذلك الوقت، مما يجعلها اليوم واحدةً من أبرز المصادر الفنّية التي ينبغي أن يتمّ الاعتماد عليها في الدراسات الفنّية التشكيلية.



مقال انطباعٍ شخصي وشيءٌ من قصيدة
في مقالها المعنون بـ La haine de l’Essai، المنشور في مجلّة Littérature، تعلن الناقدة ومؤرّخة الآداب الفرنسيّة، مارييل ماسيه، موت الجنس الفكري الصريح في القرن العشرين، بحيث أنّ أسلوب النقد لم يعد أكاديميًّا صريحًا، ولا أدبيًّا بحتًا، بل بات يعطي انطباعًا مختلطًا بين الأجناس الأدبيّة، حتى كاد المقال يشتملُ النقد والنثر والسرد وحتى الشعر. وهذا الأسلوب المتّسم بتداخل الأساليب الكتابيّة يبرز حين يواجه الكاتب فنّ الرسم الحديث، أو حتى الكتابة الجديدة، بحيث لا ينبغي عليه الاكتفاء بترجمة اللوحة المقابلة له، والحديث عنها بلغةٍ موضوعيّة متجرّدة، بل ينبغي عليه وضع لمسته الذاتيّة الخاصّة، ونقل انطباعه الشخصيّ عن الفكرة التي يثيرها، وهو ما يدفعه إلى إعطاء النص نبرةً لغويّةً وفنّيةً مشوبةً بشيءٍ من الأكاديميّة المتخصصة.
يسعى أرتو في مقاله هذا (والذي ينبغي التذكير بأنّه كُتب عقب يومين من حضور الشاعر لمعرض متحف أورانجري) إلى نقل انطباعٍ شخصيّ عن أعمال فان غوغ وحياته المشوبة بالاضطرابات أكثر من سعيه إلى تحليل ذلك، ووضع عباراتٍ مفتاحيّة نقديّة لمناقشتها وتمحيصها (بإمكان وصف ذلك بنوعٍ من الالتقاء العرفاني بين ذات أرتو وأعمال فنسان). أما سبب هذا الميل فيعود في الدرجة الأولى إلى اعتقاده أنّه لا يكتبُ عن فان غوغ بقدر ما يسعى إلى إيجاد قواسم مشتركةٍ بين الشاعر والفنّان (عانى أنطونان أيضًا من عواقب المصحّات والصدمات الكهربائيّة لمدّة تسع سنوات)، وبالتالي فقد عدَّ أنّه يكتب عن الرسّام وكأنّه "ينظرُ إلى نفسه عبر المرآة".
إنّ عدم توخّي أرتو كيل المديح لفان غوغ دفعه إلى التخلّي عن شكليّة النثر في المقال ومقوّماته، ليضفي عليه نبرةً شعريّةً جميلةً، وهذا ما يمكن اعتباره نوعًا من أنواع التمرّد على بعض النظم الكتابيّة التي تتلاقى بشكلٍ أو بآخر مع نزعة فان غوغ التمرّديّة، حين رفض خطيّة الرسم. ولعلّ خلو النص من حالة النثر التقليديّة، وبنية جنس المقال، مردّها نقصٌ في الأحكام العامة التي حاول أرتو مجابهتها بالنص المكتوب.



يضاف إلى تمرّد أرتو الشكلي تمرّدٌ لغوي، إذ عمل على خلقِ لغةٍ داخل لغة موليير الأدبية، وإكسابها فرادتها عبر إعطائها بلكنته الشعريّة مفرداتٌ تواصليّة مباشرة بدلًا من القالب الأدبي المحصور داخل كتاب، وبهذه اللغة نجح أرتو في "إبطال المسافة بين الجنون والنبوغ". لهذا لم ينتهج النصّ مسار الشعر الحرّ بشكله وتعريفه الدقيقين، غير أنّ عدم خطّية مسائل النصّ وفقراته تقرّبه منه، فيظهر النصّ وكأنّه وعيٌ متدفّقٌ من دون أيّ انقطاع، ويُلحظ ذلك في اهتمام أرتو بإيقاعات الفقرات، والفراغات التي تباعد بينها، وتصفها إيزابيل كان بأنّها "تقطّعات الفكرة القويّة والمتقنة كرسومات فان غوغ بخطوطها غير المكتملة، والتي يسعى الرسّام من خلالها إلى تحقيق النظام من فوضى الخيال الذاتي". كذلك لا يتوانى المؤلّف عن وضع بعض اللمسات الشعريّة من خلال استعانته ببعض الاستعارات البلاغيّة الأصيلة، والتكرار الصوتي لبعض العبارات، وأيضًا تفكيك الجمل التسطيريّة وكتابتها بصورةٍ عموديّة في بعض المواضع، كلّ هذا أضفى على النص إيقاعًا احتفاليًا صاخبًا.



عيسى مخلوف ـ عدم الاكتفاء بدور الناقل

عيسى مخلوف ـ فان غوغ - أنطونان أرتو


سيكون من المجحف ألّا يشار إلى دور عيسى مخلوف في إيصال عمل أرتو إلى اللغة العربية، فالكاتب والشاعر اللبنانيّ تُحسبُ له ترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربيّة عقب الجهد الذي أبداه في التعامل مع نصّ عُدَّت ترجمته بمثابة "قراءة نصّ يحتمل عدّة قراءات"، إذ يعترف مخلوف بأنّه كان أمام عاصفةٍ تتحفّز داخل صفحات كتاب، والغضب المنفجر من طيّاتها يتأهّب ساعيًا إلى التحرّر من الأغلال، وأنّ مقاربته للغة أرتو لم تكن سهلةً إطلاقًا، وقد نجح في إكسابها روحًا عربيّةً جميلةً من دون أن يحوّر في الإيقاع الداخلي للنص، والذي يملك من القوّة ما يجعل ترجمته صعبة، ويذكّرنا بذلك في ما قاله الناقد عبد الفتّاح كيليطو في كتابه "لن تتكلّم لغتي" عن الصعوبات الهائلة التي تعترض محاولات ترجمة مقامات الحريري إلى اللغة الفرنسيّة جرّاء بلاغة المعجم الأدبي، وتسارع إيقاعات الجمل فيها. لذا ارتأى مخلوف أنّ يعمل على هذه اللغة وكأنّه يحاذيها، ويحاول التحاور معها بدلًا من ترويضها التام، وهو ما أنتج بالتالي نسخة عربيّة جميلةً لهذا العمل.



غير أنّ المترجم لا يكتفي بدور الناقل هنا، بل يندفع إلى تبنّي قضيّة انتحار الفنّان تبنّيًا كاملًا، والدفاع عنه في وجه مجتمعٍ قولبَ أحكامه، وجعل من القتل النفسي مصيرًا لمعارضيها، وبالتالي يعمل في مقدمته للكتاب على تكملة عمل أرتو، وتسويغه عربيًّا. وقد جاء تبنّي المترجم لهذه القضيّة من خلال ثلاث نقاطٍ أساسيّة:
أولًا: اعترافه بأنّ الفنّان يبحثُ عن الحياة الحقيقيّة في الفنّ، وكأنّما الابداع لحظةٌ من لحظات الجمال التي تقرّبنا من حريّة الرؤيا، وتبعدنا عن شوائب الحياة اليوميّة والبشاعة والابتذال.
ثانيًا: استعادته لمقطعٍ من كتاب أرثور رِمبو "فصلٌ من الجحيم"، كشكلٍ من أشكال توارد الخواطر بينه وبين فان غوغ حيال غياب الحياة: "الحياة الحقيقيّة غائبة، لسنا في العالم".
ثالثًا: استنكاره الشخصيّ لتسليع اسم فان غوغ بعد وفاته، حيث تعدُّ لوحاته من الأغلى ثمنًا في العالم، وكذلك تعدى الأمر أعماله الفنّية وصولًا إلى آثاره الشخصيّة (بيع مسدّس انتحاره بمبلغ 162.5 ألف يورو).



المقال كوصيّة للتمرّد
وهكذا عدَّ أرتو أنّ حالة فان غوغ بمثابة قوّةٍ نابعةٍ من شخصيّة المجنون الخطيرة التي تهدد العالم بكامل ثوابته ومسلّماته، وأنّها محاولةٌ للتخفيف من القسوة والرتابة التي تسوده، ومن هنا ترك الشاعر لنا هذا المقال، الذي صدر عام 1947، قبل وفاته ببضعة أشهرٍ، بمثابة وصيّةٍ تحضّ على التجرّؤ، ورفض السائد والمسلّم به، و"كلّ ما يعيق المرء في رحلة صعوده إلى أعماق الحياة"، وهو بمثابة نموذجٍ لحالاتٍ عدة يمكن وصفها بـ"المنتحرون بسبب المجتمع ولأجله".