Print

"دليل نقاد المسرح العربي" لبشار عليوي

20 نوفمبر 2023
صدر حديثا



عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة، صدر حديثًا للناقد المسرحي العراقي الدكتور بشار عليوي كتاب بعنوان "دليل نُقاد المسرح العربي... 1899 ـ 2020م" ضمن سلسلة دراسات، وهوَ أول كتاب باللغة العربية، وفي تاريخ المسرح العربي المُعاصر، يهتم بتوثيق تراجم نُقاد المسرح العربي، على مدى أكثر من 100 عام، بدايةً من أول مقال نقدي مسرحي تطبيقي عربي نُشرَ عام 1899م، وصولًا إلى عام 2020. وهذا الدليل هوَ نِتاج بحث لسنوات، ويقع في 220 صفحة.

يقول مؤلف الدليل عن كتابهِ: لقد عُرِفَ النَقد المسرحي بحضورهِ المؤثر داخل المسرح العربي مُعادِلًا بأهميتهِ أهمية النِتاج المسرحي ذاته وبكافة أنساقهِ، إذ لا يُمكن لهذا النِتاج أن يَكتمل من دون وجود النقد ومُخرجاتهِ بشكل يُعضده فعلًا ومُمارسةً، ويُقوّمْ مساراته ويُشَخِص مَكامِنْ الهِناتْ (إن وِجِدَتْ)، ويعمل على إنفاذ فاعلية التطوير والتحديث فيهِ، ناهيكَ عن مدى التأثير الذي أحْدثَهُ النقد عبرَ عديد أنساقهِ بالمسرح العربي بشكل عام، وهذا لم يتحقق إلا مع وجود النُقاد الفاعلين ممن توافرتْ فيهم الثقافة المسرحية الموسوعية والموضوعية في الطَرح والعلمية في الأحكام حينما عَمِدوا الى مُقاربة جميع مُخرَجاتْ المشهد المسرحي العربي وبجميع تمظهراتهِ نقديًا. ويُضيف أن عددًا من الأبحاث العلمية والدراسات الأكاديمية قد تَصَدّتْ للبحث في ماهية النقد المسرحي ومُخرجاتهِ، والتعمق في دراسته من الناحية المفاهيمية، وصولًا إلى مُحاولة إيجاد تعريف واضح ومُحدّد ومُقارب له، وتبيان هيئته واشتراطاته وموضوعاته وأنواعه، لكنَّ تلكَ الدراسات عانتْ من شحة واضحة في مجال توثيق المُنجز النقدي لنُقاد المسرح العربي مُنذُ بداية هذا المسرح، وعبرَ تاريخهِ، مع وجود بعض الاستثناءات البحثية. ولا نأتي بجديد حينما نؤكد على أن النتاج المسرحي العربي قد سبقَ في وجودهِ إنتاج خطاب نقدي مُحايث لهُ، ولهذا التأخير في نشوء الكتابة النقدية أسباب عدة، منها عدم وجود نُقاد ذوي خبرة ودراية وتخصص في فنون المسرح وآدابهِ، فضلًا عن الشحة في المطبوعات، من صُحف ومجلات عربية تُنشر من خلالها النتاجات النقدية المواكبة لعروض المسرح العربي في بداياتهِ الأُولى. لذا فمن هوَ الناقد المسرحي؟ سؤال جَدلّي وإشكالي لطالما تمَ طرحهُ كتساؤل مشروع عن ماهية هذا الناقد وحقيقتهِ، إذ أن الناقد المسرحي الحقيقي هوَ من يستطيع إدراك آليات اشتغال العمل المسرحي، وتحديد أصولها ومستجداتها اعتمادًا على ثقافته الشخصية، ويسعى إلى دراسة وتحليل الظاهرة المسرحية من منظورات معرفية وجمالية متعددة، بحسب الناقد المغربي د. حسن المنيعي.
وأشار د. عليوي إلى أنه عطفًا على ما سَبَق فإن ما ذهب إليهِ في تحديد وتوصيف الناقد المسرحي عن غيرهِ داخل متون هذا الدليل هوَ من تتوافر فيهِ اشتراطات كتابية ومعرفية عدة يُمكن تَلَمسها في نتاجهُ النقدي التطبيقي المُتفاعل مع الممُارسة المسرحية العربية عبرَ تحقق جانبين هُما: كتابة مقالات ودراسات وأبحاث نقدية مسرحية "تطبيقية" عديدة عن المُمارسة المسرحية بجميع تمظهراتها؛ وقصدية نشر تلك المقالات والدراسات والأبحاث في إحدى وسائل النشر المُتعددة كالصحف والمجلات والكُتب... وغيرها. ولكلِ ما تقدم، جاءت فكرة إنجاز هذا الدليل بُغية الاهتمام بتوثيق تراجم نُقاد المسرح العربي، متضمنًا 238 ناقدًا مسرحيًا.