Print

عدد جديد من "المجلة الثقافية": أقواس الطوفان

22 يونيو 2024
صدر حديثا


أصدرت الجامعة الأردنية في العاصمة عمّان عددًا جديدًا من "المجلة الثقافية" التي يترأس تحريرها د. محمد شاهين.
تضمّن العدد المزدوج (98 و99/ 2023) من المجلة الأقدم من بين مجلات الجامعات الأردنية موضوعات كثيرة ومتنوّعة، بعد أن تأخّر موعد إصداره تفاعلًا مع "طوفان الأقصى"، مضيفًا لموضوعاته مروحة واسعة من الموضوعات ذات العلاقة بما يجري على أرض غزّة وباقي فلسطين، وضعت جميعها تحت أيقونة حملت عنوان "أقواس".
"حرب غزّة في سياقها التاريخيّ" هو عنوان مشاركة المؤرخ اليهودي البريطاني الأميركي من أصل عراقي آفي شلايم، لملف الطوفان، وهو يرى في تقريره أن "الصراع بين إسرائيل وحماس لم يبدأ في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ولا بد من وضعه في سياقه التاريخيّ"، مستشهدًا، هنا، بتصريح لأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش قال فيه "إن هجوم حماس لم يحدث من فراغ". شلايم يذهب إلى أن وقوف الغرب الاستعماري إلى جانب العدو الصهيوني "يحمل معه صدى الميل الاستعماري".
الأديب والأكاديمي د. إبراهيم السعافين قدم للملف شهادة شعرية حملت عنوان "أنا والقدس"، رائيًا أنها "ليست ككل المدائن". السعافين يستعرض في شهادته روح علاقته بالمدينة المقدسة، موردًا بين الفينة والأخرى بعضًا من شعره عنها، أو لها، أو في تأمّل معانيها:
"يا قدس يا مدينة النّبوّة الجريح
يا قدس يا بوّابة التاريخ
حتى يرفرف الحسّون آمنًا على جدائل
الزيتون...
نثور في الجبال، في الوهاد،
في الحواري، في معابد الصّلاة
نثور نطلب الحياة من مخالب
الطغاة".
المؤرخ د. علي محافظة كتب للملف تحت عنوان "إسرائيل كيان استعماريٌّ استيطانيّ". وهو يختم بحثه بالإشارة إلى نبوءة عدد من (المفكرين اليهود) الذين يؤكدون "قرب نهاية إسرائيل وزوالها".
رئيس تحرير المجلة د. محمد شاهين أدلى، بدوره، بدلوه، في الملف، كاتبًا: "واغزتاه... لقد سقط القناع عن القناع". أما المقصود بالقناع في ما كتبه شاهين بوصفه مدخلًا لملف الطوفان، وتمهيدًا لمقال تبعه للباحث اليهودي توني يُت ترجمه له د. محمد عصفور، فهو قناع الاستعمار غير القابل للاختزال ولا النضج، المضلِّل والجيوسياسي. يتساءل شاهين في صرخته: "أليس ما يحدث في غزة ليل نهار أقنعة أحكم صانعوها بنيتها لتخفي وراءها زيف القيم الغربية حول الحرية والديمقراطية؟".
الناقد د. زياد الزعبي شارك بالملف تحت عنوان "القدس في الشعر المعاصر... تأملات في عبقرية المكان أم في سرة الكون".
الناقد والصحافي المصري محمد شعير كتب للملف مقالًا حمل عنوان "أمل دنقل... شاعر فلسطين"، مخصصًا فيه مساحة لائقة لقصيدة دنقل "لا تصالح".
الزميل محمد جميل خضر أسهم في الملف مُنجزًا تقريرًا حمل عنوان "بين المدرّعة والقصيدة... شجرة زيتون وحبّة برتقال"، يختمه بما يشبه التأمّل المجازيّ المتمسك بالأمل:
"يقع غصن الزيتون من يد الشاعر، يسأل عن برتقال غزّة، فيجيبه مزارعٌ فلسطينيٌّ بحزن وحسرة: لا برتقال في أرض البرتقال. يُلَمْلِمُ حروفَه وبقايا جراحِه، يمضي نحو بيّارات بيت حانون ورفح ودير البلح حيث يعانق البرتقال هناك النخيل الخصيب، يلقي التحية على تفاح بيت لاهيا (التفاح اللهواني)، يَغُبُّ من توتِها، يهمّ بمواصلةِ طريقه وصولًا إلى قرى أم النصر والمجدل وعسقلان والبطاني الشرقيّ والغربيّ وسُمْسُم والجسير وكرتيا وكوكبا والفالوجة وحتّى عراق المنشيّة وغيرها... وغيرها... من قرى غزّة الكبرى، تعترضه مدرّعة الاحْتلال، يبحثُ في جيبِهِ عن قصيدة الاخْتلال، بين مدرّعة الاحْتلال وقصيدةِ الاخْتلال، يتوقّف عند الشاعر زمنٌ، ويبدأ زمنٌ جديد".
المقال الذي ترجمه د. محمد عصفور للكاتب توني يُت حمل عنوان "البلد الذي يرفض أن ينمو"، وهو بحسب ما تشير المجلة في هامشها يمثّل الفصل 17 من كتاب لِيُت عنوانه "تقييمات جديدة: تأمّلات حول القرن العشرين المنسي" صدر في نيويورك عن دار بِنغوِين للنشر عام 2008.
المؤرخ د. نبيل مطر المقيم في أميركا طرح في الملف "تساؤلات" قد لا يكون لها علاقة مباشرة بموضوع الملف، ولكنها لا تبتعد عنه تمامًا، فهو يسأل أين مذكرات الأسرى العرب الذب اختطفوا من قراصنة برتغاليين، وقراصنة أوروبيين آخرين في القرن الرابع عشر وبعده بقليل؟ لماذا لم يكتب العرب مذكراتهم في الأسر؟ وأخيرًا كيف يمكن، من دون وجود تلك الكتابات، إظهار تاريخ الأسر العربي في أوروبا، تاريخ المليون عربي، أو أكثر؟
مطر أقام العلاقة بين مقاله والطوفان في الاستهلال: "في هذه الأيام الرهيبة، حيث نشاهد ونسمع الجرائم التي ترتكب في غزّة من دمار وقتل، ونشاهد أيضًا كذب ونفاق الإعلام الغربي"، مستشهدًا بافتراءات تبناها أستاذ في جامعة أوهايو من خلال ورقة بحثية يدّعي فيها أن المسلمين أسروا ما بين القرن الخامس عشر وأوائل القرن التاسع عشر أكثر من مليون مسيحيٍّ أوروبيّ! وهو الادعاء الذي هرمسه مطر من خلال بحث مضنٍ استغرق منه عشرة أعوام، ووثّق هؤلاء الأسرى بالأسماء من أرشيف الكنائس الإنكليزي، وإذا بهم 3500 أسير فقط لا غير.
إلى ذلك تضمّن العدد ملفًا عن "اللغة العربية من الأفق العربي إلى الفضاء الإلكتروني"، أدلى به عيسى برهومة، ومحمد عصفور، وسليم مطر كامل، وهشام بستاني.
وفي الدراسات، كتب الفنان غازي انعيّم عن "الفنان التشكيلي غسان كنفاني"، بينما تناول الكاتب هاشم غرايبة "أبطال غسان كنفاني"، وأبحر صبحي حديدي في "هوية الشكل ومنفى المحتوى في الرواية الفلسطينية المعاصرة".
الناقد السينمائي ناجح حسن كتب في قسم الفنون عن الفيلم السينمائي بوصفه "صورة مشبعة بالأحاسيس والشاعرية البليغة".
وفي العدد، الذي صمّم غلافه الخطاط الفلسطيني ساهر الكعبي، عدد من المراجعات والمواد الأخرى، كما تضمّن في صفحة فهرسه إعلانًا عن محور العدد المقبل: "اجتياح غزة رحلة في قلب الظلام" لمن يرغب المشاركة فيه.