صدر حديثًا عن دار المقدمة في تونس كتاب "الإسلام الأمومي: قراءة سوسيولوجية وأنثروبولوجية للإسلام التارقي"، للباحث التونسي يوسف بن موسى.
ويسعى الكتاب لأن يدخل إلى زاوية نادرة في البحث الحضاري بتناول قيمة المرأة في مجتمع التوارق/ الطوارق والدور المحوري الذي تلعبه على عكس بقية المجتمعات المحيطة عربيًا وإسلاميًا.
في الكتاب، يغوص بن موسى في مبحث يتداخل فيه الأكاديمي والعاطفي بالنظر إلى تخصصه الدراسي في قسم الحضارة، وإلى انبهاره وولهه بثقافة الصحراء الأفريقية وبداوة البربر التي ينحدر منها، ثم أيضًا يدخل الجانب الموضوعي باعتبار التوارق وبدو الصحراء لم يلقوا حظهم في الدراسات العلمية.
الكتاب توزع على مجموعة من الفصول والأبواب، تنطلق من تركيبة التوارق الاجتماعية، ومجال انتشارهم جغرافيًا، سواء في ليبيا، أو في بقية الساحل الأفريقي، ثم علاقتهم بالإسلام تاريخيًا، ليصل إلى محورية المكتوب، وهو دور المرأة عندهم باعتبارها وعلى عكس بقية المجتمعات الإسلامية صاحبة القوامة كما يقال في الإسلام. فالمجتمع التارقي تهيمن عليه ما سماها بن موسى النزعة الأمومية التي ما زالت راسخة إلى اليوم، بمعنى سيطرة المرأة في البناء الاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
"الإسلام الأمومي" هو مدخل جديد في البحوث الحضارية، ويسهل فهم تركيبة مجتمع التوارق، ومن خلاله تركيبة المجتمعات البدوية، وما تحمله من ثقافة مختلفة ومغرية للغوص بالنسبة باحثين آخرين.
يوسف بن موسى: وُلد في محافظة تطاوين جنوب تونس، وهو مدرس لغة عربية وباحث دكتوراة في الجامعة التونسية، مهتم بالأديان والدراسات التاريخية، وله مساهمات عدة في مجلات بحثية مختلفة تختص بالقضايا الحضارية والأديان المقارنة.
