Print

فلسطين تحتفي بـ"مئويات رواد الثقافة والتنوير"

29 يناير 2017
هنا/الآن

 

ضفة ثالثة:

أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية هذا الأسبوع إطلاق مشروع الاحتفاء بـ"مئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين" الذي سيتواصل لخمسة عشر عامًا بين السنوات 2017 و2031، موزعة على ثلاث مراحل.

وقال وزير الثقافة الفلسطيني د. إيهاب بسيسو إن الهدف الرئيسي لهذا المشروع هو تعزيز التواصل ثقافيًا بين الماضي والحاضر، والتأسيس لمستقبل قائم على التكامل وعدم الانفصال عن الذاكرة، فضلًا عن تقديم نماذج ثقافية واجتماعية ملهمة في التجربة الإبداعية الفلسطينية.

وأشار بسيسو إلى أن بلورة المشروع تمت من طريق لقاء تشاوري ضم عشرات المبدعين والأكاديميين الفلسطينيين من كامل الجغرافيا الفلسطينية في الداخل ومن الشتات، احتضنته العاصمة الأردنية عمّان أخيرًا، وأقيم في ختامه حفل تكريم للروائيين يحيى يخلف وإبراهيم نصر الله والياس خوري الفائزين برواية كتارا للرواية العربية.

وتم خلال هذا اللقاء التوافق على اختيار رواد المرحلة الأولى (2017- 2021)، وهم على التوالي فدوى طوقان، ورفعت النمر، وإميل توما، وجبرا إبراهيم جبرا، وإميل حبيبي. وفي المرحلة الثانية (2022- 2026) سيتم الاحتفاء بكل من صبري الشريف، والأشقاء الصايغ (توفيق، وأنيس، وفايز، ويوسف)، وكمال ناصر، ووليد الخالدي، ومعين بسيسو. وفي المرحلة الثالثة (2027- 2031) سيتم الاحتفاء بكل من سميرة عزام، وسلمى الخضراء الجيوسي، وإبراهيم أبو لغد، وإسماعيل شموط، ويوسف الخطيب.

وأشار لقاء عمان إلى أن قيام وزارة الثقافة الفلسطينية بالتخطيط لمشروع الاحتفاء بمئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين، يعتبر مؤشرًا إلى وجود رؤية إستراتيجية للنهوض بالثقافة الفلسطينية، ومواجهة التحديات الفكرية والسياسية التي تعصف بالمنطقة عمومًا، وبفلسطين على وجه الخصوص، بسبب سياسات الاحتلال التي تهدف إلى طمس الذاكرة والهوية الوطنية.

وأكد بسيسو أثناء اللقاء أن هذا المشروع يأتي انطلاقًا من إدراك أهمية توثيق سير المبدعين والمبدعات كمحرك أساسي لتعزيز الهوية الوطنية الثقافية، وذلك من خلال إبراز الدور الذي قاموا به من أجل حرية فلسطين، ومساهماتهم المميزة في الثقافة العربية.

وأضاف أن الذاكرة الفلسطينية جزء لا يتجزأ من حالة وطنية تمتد إلى سنوات طويلة، والاستناد إلى إرث الذاكرة الإبداعية والوطنية يعكس سعيًا إلى تكوين مجال ثقافي يصون الحاضر من تشوهات المرحلة.

وأشار بسيسو إلى أن عام 2017 يحمل في طياته الكثير من الدلالات، فهو يحمل الذكرى المئوية لوعد بلفور، والذكرى الخمسينية لاحتلال القدس الشرقية وقطاع غزة والضفة الغربية، والذكرى الثلاثينية للانتفاضة الأولى التي انطلقت في عام 1987، لتجسد حالة شعبنا الفلسطيني في رفض الاحتلال عبر المقاومة الشعبية.

ولفت إلى أن الاحتفاء بمرور مئة عام على ميلاد مبدعين ومبدعات من فلسطين يؤسس لذاكرة الوطن في العصر الحديث، ويواجه الرواية الإسرائيلية بثقافة فلسطينية راسخة ومؤثرة في الأجيال القادمة، ليستمر بعدها هذا المشروع كبرنامج أساسي في وزارة الثقافة من أجل الاحتفاء بذكرى مرور مبدع أو مبدعة فلسطينيين في شتى حقول الثقافة الفلسطينية، عبر فعاليات ثقافية في كافة المحافظات، وقائمة على الشراكة مع مختلف المؤسسات الأكاديمية والثقافية.

وقال: نؤمن أن علينا أن ننطلق في مرحلة ما، ونبني عليها، ونعزز من إنجازها، ونعمل على أن تتمدد وتتفرع لتشكل حالة قائمة على التكامل والتراكم والإنجاز، لذا فإن اختيار عام 2017 لإطلاق هذا المشروع يمثل مرحلة التأسيس التي لا تغفل بأي شكل من الأشكال رواد النهضة قبل العام 1917، ودورهم المؤثر فلسطينيًا وعربيًا بل تعزز من حضورهم في سياق الرؤية الشاملة للوزارة، لتعزيز فعل الذاكرة في الحاضر والمستقبل.

وبالإضافة إلى الشخصية التي سيتم الاحتفاء بها في عام 2018، تقرر أن يكون هذا العام عام الاحتفاء برواد النهضة قبل 1917، وذلك بالتزامن مع مرور سبعين عامًا على النكبة، وتأكيدًا على أن الحضور الفلسطيني أعمق وأوسع، وأن النضال الثقافي امتد إلى ما قبل النكبة من أجل تكريس الهوية الوطنية الفلسطينية.

وجاء في البيان الختامي الذي صدر عن اللقاء التشاوري لمشروع "مئويات رواد الثقافة والتنوير في فلسطين"، أنه انطلاقا من أهمية الثقافة في المشروع الوطني، وفي الحفاظ على الهوية الفلسطينية وتعزيزها والتصدي لمحاولات الطمس والإقصاء والإلغاء والظلامية والتجهيل، وردا على مرور مئة عام على وعد بلفور المشؤوم، وفي ظل ظروف صعبة وخطيرة تمر بها فلسطين والمنطقة بأسرها، وفي سياق تصاعد الهجمة الاستيطانية الشرسة، فقد بادرت وزارة الثقافة إلى عقد اجتماع تشاوري يهدف إلى رسم خطة طويلة الأمد في إطار خطتها الإستراتيجية والتي تؤسس لمشروع ثقافي مستدام يصل ماضي الثقافة الفلسطينية بحاضرها ومستقبلها، ويقدم نماذج مشرقة من أعلام الثقافة والفكر والأدب، تكون ملهمة لجيل الشباب الذي يشكل القطاع الأعظم من المجتمع الفلسطيني، وينتظر منه أن يحمل المشروع الوطني الفلسطيني، ويمضي به قدمًا نحو الحرية والاستقلال وتقرير المصير في دولة حرةٍ ديمقراطية تسودها قيم ثقافية منفتحة تعددية.

وأضاف البيان أن اختيار الأسماء جاء ضمن رؤية متكاملة ومعايير تتعلق بالريادة وقوة التأثير واستمراريته، كونها تمثل النموذج الأكثر إلهامًا لجيل الشباب الذي نحرص على أن يكون مترسخا في ثقافته العربية الفلسطينية ومطلًا على الثقافة الإنسانية، والاحتفاء بهم ضمن الفعاليات المعدة في خطة المشروع مع التأكيد على أهمية دور الرواد في الثقافة العربية الفلسطينية قبل عام 1917، وضرورة إبراز الدور الريادي الذي نهضوا به.