Print
أوس يعقوب

الكتابة بين التجريب والتخريب وسؤال الحداثة (3)

7 مايو 2020
هنا/الآن

أسماء كثيرة من الأديبات والأدباء العرب، ممن اقتحموا عوالم التجريب، تعيش نوعًا من القلق الإبداعي، يظهر في سعيهم لتجريب أساليب وأشكال مختلفة من الكتابة الشعريّة والسرديّة، واجتراحٍ الجديد على مستويات عدّة.
إنه تجريبٌ يرونه لا من باب التمرد على الأشكال الكلاسيكيّة، بل بدافع التجديد، رغم يقينهم بوجود ميراث كلاسيكي ضخم، وافر السطوة ويُنظر له بتبجيل بالغ، لكنّه التجريب، هذا المخاض الصعب الذي ارتبط تاريخيًا بتحوّلات البنيّة المعرفيّة والجماليّة في سياق نسق الثقافة الغربيّة ومركزيّتها بخطاب الحداثة، وما يحمله هذا الخطاب من حمولات تاريخيّة وفلسفيّة وحضاريّة.
نسعى في هذا الملف للوقوف على ملامح التغيّرات التي يشهدها أدبنا العربي، وحدود المنجز التجريبي في الرواية والقصة والشعر حتّى يومنا هذا، والخوض في التحدّيات الكبرى التي تواجه كل محاولات الخروج على النمط السائد في الشعر والسرد العربي المعاصرين.
وقد توجهنا إلى عددٍ من الكتّاب والكاتبات من شعراء وروائيّين وقاصّين ونقّاد بالأسئلة التالية: مع ظهور الأجناس الأدبيّة الجديدة هل أنتم/نّ مع التجريب والحداثة في الأدب؟ وما هو الحدّ الفاصل بين التجريب والتخريب الأدبي برأيكم/نّ؟ وهل ترون أنّ النقّاد تجاهلوا التجارب الكتابيّة الأدبيّة الحديثة؟
هنا الجزء الثالث:

مايا الحاج (روائيّة من لبنان): التجريب حجر أساس في عمليّة تجديد الرواية

في مفهومنا العربي، التجديد يعني غالبًا التشويه والتجريب، يعادل التخريب والتحديث فيه كثير من التجريم. ولا أدري حقيقة سبب هذه الريبة من فكرة شكّلت عاملًا محوريًّا في تجارب كبار الروائيّين ممن أثبتوا أنّ الرواية ليست أدبًا قائمًا بمعزل عن "الخارج" وتحوّلاته. فالرواية هي أكثر الأجناس تأثرًا ومواكبة للمتغيّرات، لكونها تمشي في خط موازٍ لحياتنا العامّة بكلّ تبدلاتها اللغويّة والنفسيّة والاجتماعيّة والفلسفيّة... وهذا ما يتطابق مع وصف الناقد الروسي باختين للرواية باعتبارها "الجنس الوحيد الذي يرفض الاكتمال".
وعلى رغم حيويّتها، كثيرون من نقّادنا العرب يحاولون قولبة الرواية داخل توصيفات ثابتة وجاهزة تخضع لمعايير الروايات الكلاسيكيّة التي يراد التمسك بها كدليل يرشد الكاتب ويهديه إلى الصراط الروائيّ المستقيم. وهذا ما نلحظه غالبًا في نوعيّة الأعمال التي تفوز بالجوائز الأدبيّة العربيّة، والتي تتميز عادة بشكلٍ تقليدي، سواء في نمط الكتابة، اللغة، رسم الشخصيّات؛ وغيرها. وليست المشكلة في تقديس الأعمال الكلاسيكيّة، وإنّما في اتّخاذها أساسًا لمقارنات غير مبررة مع الأعمال الجديدة.
في فرنسا مثلًا، لا أحد يقلّل من عظمة الروايات الفلوبيريّة، لكنّ أحدًا لا يعود إليها في تقويم الأعمال الروائيّة الجديدة، بل إنّ أيّ كتابة تشابهها تتّهم بالماضويّة وقد تخسر كثيرًا من رصيدها.
التجريب إذًا هو حجر أساس في عمليّة تطوير الرواية وتجديدها. ولعلّ الخوف من التجريب مردّه إلى قلّة انفتاح النقّاد والقراء والكتاب أنفسهم على الأدب العالمي الحديث حيث تشابكت الأجناس وفتحت أفق فضائي الزمان والمكان وذابت الفواصل بين الرواية التقليديّة والسيرة الذاتيّة وانصهرت مفاهيم متضادة لتنتج مفاهيم حديثة؛ الرواية مثلا قد تكون سيرة ذاتيّة متخيّلة أو رواية سيرذاتيّة بينما ما زلنا غارقين في أزمة الراوي العليم، متوجسين من الكتابة بضمير المتكلم خوفا من سوء الفهم أو المزج بين المونولوغ والأوتوبيوغرافي.
ومع ذلك، فان الرواية العربيّة عرفت التجريب، منذ منتصف القرن التاسع عشر، وميزت أعمالًا مهمة ريادية وأخرى حديثة، فقرأنا الرواية/ الرسالة كما في رواية جمال الغيطاني «رسالة الوجد والصبابة»، وروايات الخيال العلمي مع أحمد خالد توفيق، والرواية المتعدّدة المستويات والأقرب إلى الحكي الشفهي مثل «مريم الحكايا» لعلوية صبح، والرواية السيرذاتيّة مثل «غرفة أبي» لعبده وازن، إضافة إلى التجريب اللغوي في أعمال كثيرة أبرزها روايات إدوارد الخراط.
ولكن، رغم منجزات التجريب هذه ما زالت التجربة العربيّة غير ناضجة في هذا المجال، ونحتاج الى جرأة أكبر في محاكاة أساليب طليعية تعيد فهم الرواية كفن مطواع، مرن وقابل للتطوّر والتجدد.

 

جمال ضاهر (روائيّ من فلسطين): في معنى التجريب

هنالك الكثير من الشباب اليوم، يظنون الإبداع خروجًا فحسب، يظنونه عدم تقيد بالأسس ليس إلّا. فتراهم في المقاهي، يجلسون يحتسون القهوة يفكرون، ويفكرون، ويفكرون، ويفكرون، ثمّ يدلون بدلوهم، ثمّ يرسلونه إلى موقع إلكتروني أو مطبعة تحت مسمى دار نشر، ثمّ يعلنون عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، ثمّ يجلسون ينتظرون تعبير الناس عن كثير إعجابهم.
الرجل المُجَرَّب: هو من عَرف الأمور وجَرّبها، وإن كَسَرْت الراء جعلته فاعلًا، إلّا أنّ العرب تكلمت به - بالفتح. والمُجرّب مثل المُجرّس والمُضرّس: الذي جرسته الأمور وأحكمته. (لسان العرب، مادة: ج ر ب) يُقال: قد جرّستك الدهور أي: حنكتك وأحكمتك وجعلتك خبيرًا بالأمور مُجرّبًا. (لسان العرب، مادة: ج ر س)
هذا الرجل المُجَرَّب، الذي حَنكتْهُ الأمور وأحْكمتْهُ، والذي صار خبيرًا، يأخذ ليس فقط ما ترى عيناه، وإلّا انتفت عنه الحنكة وينتفي عنه الإحكام، بل وعندها لا يكون خبيرًا. فلا يصير الرجل مُحْكمًا ولا مُحنكًا عندما لا يرى سواه، ولا يصير خبيرًا حين لا يأخذ بالحسبان أشياء يعرفها غيره.
بهذا أقول: إنّ التجريبيّة لا تعني الدخول في التجارب، هكذا، والتعلم منها، ففي هذا الكثير من الاعتباط، وفيه الكثير من السذاجة، والكثير الكثير من ارتكاب الأخطاء. لا هذا طريق العلوم، ولا هو طريق الامْتِهان. وما دمنا نتحدث عن الأدب، فإنّ الكتابة أبدًا لا تكون تجريبيّة، ما لم يسبقها معرفة وإلمام بالأدوات والقواعد المعمول بها، إنّما تكون، في أحسن الأحوال، صِّفرية؛ من الصفْر: خال وفارغ، وليس من الصُّفْر. فمن يقوم بالكتابة من دون سابق معرفة وإلمام بالأدوات، لا يُنتج أدبًا، إنّما شيئًا آخر مليئًا بالمقابح، مليئًا بالمعايب، لا أعرف ما هو؛ كمثل من يُجرّب أن يصنع تحفة أثاث من خشب، ولا يعرف طباع الخشب ولا كيف يفعل المِنْشار.

 

زهراء عبد الله (روائيّة من سورية مقيمة في فرنسا): التجريب بكل أبعاده هو المنقذ للرواية

إذا قُيد الفن لم يعد بفن، أصبح قوالب جاهزة معلبة مُملة. وبما أنّ الرواية هي الأكثر أهمية، عمقًا وتحليلًا، بين الأجناس الأدبيّة الأخرى، لأنّها آلة حفر سوسيو- ثقافيّة تغور بعمق المجتمع والبيئة والنفس البشريّة، تواصل النبش إلى أن تخرج بخطاب روائيّ جديد يتناسب مع المتغيّرات. وبذلك فإنّ الرواية إن لم تنفلت من التأطير لن تستطيع إكمال مسيرتها.
"ليس للرواية قواعد، فكلّ شيء مسموح به، إنّها تنمو كعشب متوحش في أرض بوار". قد يكون هذا التعبير للكاتب والناقد الفرنسي روجيه كايوا الأقرب الى أفكاري ورؤيتي عن الرواية.
من هنا يبقى التجريب بكل أبعاده هو المنقذ للرواية، خاصّة العربيّة منها، في الوقت الراهن، لما برز من انقلابات شبه جذرية في التركيب الاجتماعي- السياسي للمنطقة العربيّة، وما تجره معها من تغيير في صياغة شكل الرواية، بدءًا من التطرق لأفكار غير مكررة، وبناء سردي مغاير للتقليدي، واستحداث مكان وزمان متلائمين مع حداثة البنى التحتيّة الروائيّة.
إنّ ما يجب أن يتمسك به الروائيّ المتمكّن هو حرّية الخيال، حتّى وإن طالت مدّة تبلور النصّ الروائيّ ليأخذ صورة واضحة تلامس الوعي العامّ المتوجهة له.
لكن لا مفر من هذه الخطوة التي -رغم تقلباتها وخطورتها أحيانًا- لا تؤول إلى التخريب.
يُكرس التجريب ثلاثيّة الكاتب والنصّ والقارئ، معتمدًا على عنصر الصدمة التي تقلب الصفحة عن المتوارث والمعتاد من أفكار وأنماط مخزنة على مدى عصور في تركيبة القارئ الفكريّة، فتشكّل قاعدة جماهرية جديدة من قراء قابلين للتغيير المتماشي مع الواقع.
إضافة للقارئ الجيد الذكي، يبقى النصّ بحاجة إلى ناقد يتمتع برحابة فكر وتمرد على كلّ المقاييس القديمة. ففي حين يكون الكاتب بمقلب آخر يكتب بروح متحرّرة، يأتي الناقد بمسطرة القواعد ويقيس، أحيانًا، على حسب مزاجيته الشخصية.
إنّنا نتسابق مع الزمن، ما يقلقني أنّه قد يكون التجريب وحده غير كاف لإنقاذ الرواية من الانسحاق في آلة العولمة السريعة.
فهل يمكننا ابتكار شكل جديد للرواية بعيدًا عمّا هو متعارف عليه قديمًا وحتّى الآن؟



عبد الوهاب الحمادي (روائيّ من الكويت): تنشئة الذائقة أوّل خيوط التجريب

عندما دعاني موقع "ضفة ثالثة" إلى الإجابة على سؤال هذا الملف، وجدت السؤال يدفعني نحو أمر أفضل دائمًا الهرب منه، وهو التنظير. لكنّي بعد تفكير قررت محاولة الإجابة وفق تجربتي القصيرة في الكتابة.
في البداية أعتقد أنّ روح الأدب الأساسيّة تكمن في التجريب، بدونه يمسي الأدب جثة تنتظر التحلل والزوال. طبعًا لنتفق على تعريف للتجريب، مبدئيًا لدي تعريف بسيط هو: محاولة قص قصة ما بطرق متعدّدة، مبتكرة في توليفتها.
إن اتفقنا على هذا التعريف فنعم أنا معه لأن مقابله هو الجمود. كلما قرأت رواية كتبت قبل عقود، عمّدها الزمن، أتفحص أوّل ما أتفحص أسلوب الكاتب وطريقته في قص القصة. بما يبدأ وبما يتوسط وبما يختم؟ كيف أوصل لنا ما يريد؟ حتّى بات توظيف الأدوات من لغة وفنيّات متنوّعة والوعي بها هاجسًا شخصيًا لي، أتمتع بمتابعته لدى الآخرين، وأحاول أن أشق طريقًا خاصًّا بي.
أما عن الفارق بين التجريب والتخريب فيسكن في رأيي المنطقة الرمادية، ربَّ أدب (رواية وشعر) لم ألقِ له بالًا في زمن مضى لأجد أنّني ظلمته في زمن لاحق.
لذلك الوعي مطلوب عند تمحيص نصٍّ والتريث قبل وصمه بالتجريب أو التخريب. نعم أتفق أنّ هنالك تخريبا في الأدب تحت عنوان التجريب، ربّما أرصده في الشعر خاصّة ويليه المسرح التجريبي! أحضر وأجلس أشاهد نصًّا يمثّل على خشبة لا معنى له، في ظني حتّى كاتبه يسلّم أنّه من وحي إلهام ودفقة لا يدري من أين أتت لا يملك له تفسيرًا، ويترك أمر تقديره للآخرين الذين إن انتقدوه نسب عمله للنخبة الذين يفهمونه. لذا لنرجع ثانية للتجريب ونرفد تعريفه بسؤال: هل التجريب اجتراح جديد غير مسبوق؟! في رأيي أنّ لا جديد تحت الشمس، ذلك ما أردت ربّما تبيانه من البداية، الأدوات الفنيّة موجودة ومعروفة واللغة مرمية أمامنا وفي المعاجم، المحك الأساسي في توظيفها كما أسلفت ولا يتحصل ذلك إلّا بالوعي. كيف يأتي الوعي؟ سؤال صعب ربّما أجازف عندما أقول عبر القراءة المتراكمة وتكوين الآراء والجدال حولها، حينها ترغم على التخلي عن بعض والتمسك ببعض آخر. تنشئ الذائقة وينشئ الوعي ونمسك أوّل خيوط التجريب الذي كما بدأت وقلت هو روح الأدب. أعتذر مجددًا على هذا التنظير. لكنّه طلب من أخ عزيز أرجو أن أكون وفقت في شرح مرادي.

 

هشام ناجح (قاصّ وروائيّ من المغرب مقيم في فرنسا):
الأدب بحر يسع كلّ أنواع السباحات

"الكلّ على ما يرام طالما أنّك تؤمن بأفكار الناقد الأكبر المعلم سي قدور: إنّ الأدب الحق؛ امرأة تقليديّة، لا تحتاج إلى تحمل وسائل التجميل الحديثة لتنميق وجهها، يكفي أن يسعفها السواك والكحل، حتّى لا تلقي بذلك الإغراء الاستفزازي، وتتحوّل الذات إلى رؤى برّانية تزهر بكثرة الأصباغ. إنّه العهر أيها الأصدقاء، حين نقفز على المسلّمات. إنّ الورع الأدبي أولى من النط المجاني. الأدب الحقّ لا يأتي على كثرة الرد. إنّه معلوم في إنتاجه بالشروط العامّة التي طبعته منذ البداية. إنّي أكره أن أسمع كلمة الحداثة والحداثي والحديث، حين تلقي بلبوسها على الأدب. لا يمكن أن نصفع وجه الأدب بهذه الهذيانات. إنّي أمقت هذا الجيل الجديد الذي يرغب في أن يعكر صفوه وصفونا. الأدب لا يتحمل السراويل ممزقة الركب، وأنواع التسريحات غير المرغوب فيها".
هكذا يقول الناقد الثاني سي بوعزة على لسان الناقد الأوّل سي قدور الذي يفتح فمه بشبه ابتسامة على حسن صنعه، فيتحوّل السارد (الناقد الأوّل) إلى مسرود له.
أحسست بحبات العرق تنز من أعلى ظهري حدّ المفرق. أعلم أنّها حمى الوحش الذي يرغب في أن يبرز أنيابه في وجه الناقد الأكبر والناقد المريد. شفطت من كأس بيرتي بنفس فيه زئير، ومسحت الرغوة المتمنطقة به بحركة مسرحية، حتّى أتخلّص من سطوة المواربة. فقلت بصوت فاتر: "من الأحسن أن نتحلى بنظريّة تكافؤ السرد، ونمعن النظر في الرأي الآخر".
يبدو الناقد المريد كمن تعرّض للدغة عقرب. زحزح مؤخرته على الكرسي، مقرقعًا أصابعه؛ تلك القرقعة المعبرة عن المواقف المبهمة.
سحبت ريقي وأردفت: لندع المواربة والزيف لحظة، ونمعن النظر في الحداثة المنغومة بالتجريب. احفظ امرأتك المنغمرة في السواك والكحل، واترك فتاتي الشابة الخؤون اللعوب أن تجرّب، وتنعم بالآفاق اللامتناهية. أعلم أنّك أيها الناقد الأكبر تكره التجريب ولا تطيقه، وتتعمد حذف نقطة الجيم، لتعلو فوقه، ويتحول إلى التخريب.
إنّ الأدب بحر يسع كلّ أنواع السباحات. أعلم أنّك أيها الناقد لا تجيد السباحة. يكفي أنّك لم تجد طريقة سباحتك، وتكتفي بتقليد نظريّات السباحة الغربيّة. أنت تخاف أيها الناقد من الغرق. وتسبح في الموجة الفاسدة حيث غثاء السيل.
إنّ هذا الأخضر اللامتناهي يكرس الفتنة. يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، والظاهر من الباطن، والباطن من الظاهر.
إنّ الأشكال والألوان والروائح كفيلة بأن تمنحك رؤى جديدة أيها الناقد، لندع مائة سمكة تسبح، بل كلّ أسماك العالم تسبح، حتّى ننعم بالمس البهيج، ونحقّق لذّة الأدب. إنها مغامرة سيميولوجية أيها الناقد.
فلنشرب نخب الأسماك أيها النقّاد.
كنت أعلم أن أسماك نصوصي لن تحظى بالنظر إليها من طرف النقّاد، وهي تبحر إلى حيث لا ضجة. من يومها؛ لا أهاب النقّاد، لأنه بكل بساطة لا يوجد تمثال في العالم يحتفي بهم، ما عدا الزعماء والآلهة والشجعان والمبدعين.