Print
الدوحة - محمد هديب

"50 في 70" و"دراويز".. بطاقات تشكيلية من تراث قطر

21 مايو 2022
هنا/الآن

عرض 27 فنانًا من "جماعة الفنون التشكيلية" في قطر 75 لوحة في معرض مشترك سمّوه "50 في 70"، افتتح مساء الأربعاء الماضي في الحي الثقافي "كتارا"، وفي الوقت نفسه افتتح معرض شخصي مجاور تحت اسم "دراويز"، للفنانة القطرية عائشة فخرو.
اتفق الفنانون من "جماعة الفنون التشكيلية" على أمرين: الأول، أن يكون قياس اللوحات جميعها 50 في 70 سنتمترًا، والثاني، أن تكون مواضيع اللوحات بيئة وتراث قطر، والحصيلة ستكون لوحات رسمها كل واحد من زاويته التي رأى منها.
وكما يمكن توقعه في معرض محدد موضوعه، فإن العنوان العريض لمشروع الفنانين يقدم لوحات رحلة جماعية، تقاسمت بالخامات والألوان الرسمات، وحتى زوايا النظر بدت مكررة بعض الأحيان، ومتفاوتة في المستوى. هذا التفاوت هو الدلالة الأولى على أن الجماعة الفنية طرحت مشروعها احتفالًا بالشراكة، من دون أن تفرض روحًا واحدًا، وتقنية واحدة.
وهنا يشير الفنان عبد الله المطاوعة، المشرف العام للجماعة، في بيان "كتارا"، قائلًا: "جاءت فكرة المعرض من الأعمال التي تم رسمها في الرحلات الجماعية في مناطق قطر المختلفة، ومن بينها، "الفركية"، وهي أول رحلة للجماعة تعرفنا من خلالها إلى الطبيعة وأشجار القرم، ومزرعة سدرة الشمال، وأماكن أخرى. كنا نرسم في عين المكان، وتبادلنا الأفكار والتجارب لتطوير تجاربنا الفنية".

لوحتان للفنان الباكستاني عدنان سراج 



لو تخيلنا مشهدًا واحدًا فقط، وطلبنا من 27 فنانًا أن يتناولوه، لربما وضعناهم في امتحان بصري خيالي أصعب، بيد أن المعرض كان توثيقيًا بما يشبه في غالبه البطاقات البريدية، وهذا ليس عيبًا، لكنها صفته التشكيلية.
معرض "50 في 70" هو الثالث للمجموعة، والأول في كتارا، وشارك فيه من قطر عبد الرحمن المطاوعة، وحسن الملا، وعبد الله المطاوعة، وحسن بو جسوم، ومحمد العتيق، وسعاد الدوسري، وحصة كلا، ونائلة سالم البحر، وبخيتة السادة، وسعيدة البدر، ومريم الملا، ومريم الفهيد، وروضة إبراهيم، ومنى العنبري، فاطمة علي الطيري. ومن العراق شذى النعمان. ومن باكستان عدنان سراج، وشهلا خالد. ومن سورية رفيق ترمانيني، وسامي كرملي، وبشير الأنصاري. ومن بيلاروسيا اينا يفغيني دزيكوسار. ومن فلسطين خلود كساب. ومن مصر سعيد الحبشي. ومن الهند رينا باردينات، وماهيش كومار. ومن لبنان ندى علي وهب.

لوحتان من معرض "50 في 70" 


أما معرض "دراويز"، ففيه 26 لوحة قررت فيها عائشة فخرو أن يكون موضوعها الأبواب، أو للدقة المعمارية البوابات، حيث تكون البوابة المدخل الرئيسي الذي يفتح على الحوش. وبالطبع، ستذهب فخرو إلى أحياء تقليدية في الدوحة وخارجها، أو ما تبقى منها من بوابات إبان عقدي الستينيات والسبعينيات، متميزة بزخارف نباتية وهندسية.




وكلمة دروازة، وجمعها دراويز، فارسية عربت إلى دروازق، وتعني البوابة الكبيرة، لكنها في دارجة الخليج العربي استعملت "دروازه"، كما هي في أصلها، ويوردها معجم الدوحة التاريخي للغة العربية Darvaza.
والفنانة تريد من البوابات أن يكون لها نصيبها من سرد الحكايات، وهي (البوابات) جديرة بذلك، فهي ليست معزولة عن تاريخ وأنفاس العباد، وعرَق اليدين، وعلامات مرور الزمن في صدأ الحديد، وشيخوخة الخشب، والغياب الذي يقع حينما يكون الفعل كان في حالة الماضي دائمًا.

ثلاث لوحات للفنان عبد الله المطاوعة من معرض "50 في 70"


ولأن سردية الباب جذابة منذ رأى الإنسان أنه في حاجة ماسة لحاجز يقفله ويفتحه، لأمنه وستره وهُويته، فإن هذه التجربة كما هي حال "50 في 70" أدت واجبًا توثيقيًا، يلاحظ في تثبيت ملكية هذه الأبواب (البوابات) لأصحاب بيوت قديمة، وعليه ساد الحس الفوتوغرافي أبعد من استنطاق هذه الكائنات الحية الوحيدة الآن، بما يمكن وصفه بجماليات المرور السريع.
يذكر أن معرض "50 في 70" يتواصل حتى 6 يونيو/ حزيران المقبل، في مبنى 18، قاعة1، فيما يتواصل معرض "دراويز" حتى 11 من الشهر المقبل، في مبنى 18، قاعة 2، وتستقبل المعارض الزوار من الساعة 10 صباحًا، وحتى 10 مساءً.

[تصوير- العربي الجديد]