Print
عماد الدين موسى

في حصاد الثقافة العربية 2023: آراء ورؤى (3)

12 يناير 2024
هنا/الآن
بالرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية نتيجة الحروب التي تعصف بالعالم، لا يزال للثقافة حضور بالغ الأهميّة على الصعيدين العربي والعالمي؛ فمن المهرجانات الفنية والأدبية، إلى المعارض، وتحديدًا معارض الكتب، ثمّة حضورٌ لافت، وجمهور يأبى الخضوع لصوت الرصاص، بل يتجه إلى الثقافة وحدها، وكأنها البلسم لكل ما يسود العالم من ظلم، أو عبوديّة.
في حديثنا إلى مجموعة من الكتّاب والمثقفين العرب، حول أهم الكتب التي صدرت خلال العام المنصرم 2023، وكذلك حول أبرز الفعاليات الثقافية، نجد أنّ للثقافة الدور البارز في معظم البلدان العربيّة، إذْ ثمّة توجّه ملحوظ نحو إحيائها بعد ركود طاول هذا القطاع أيضًا، بسبب الموجات المتتالية والمستمرة لكورونا (كوفيد ـ 19).
هنا القسم الثالث:

عبد الرحمن مطر (كاتب سوري مقيم في كندا):
عام الخسارات الكبيرة


يمكنني القول إنه عام الخسارات الكبيرة، والألم الذي أحاط بالحياة الثقافية العربية، وبرز خلاله نوع جديد من التعبير الأدبي عن الأحداث التي مر فيها عالمنا خلال عام 2023، مثل الزلزال المدمر، الذي قاد إلى ظهور كتابات مختلفة عنيت بالتعبير عن هذه الكارثة الإنسانية، ثم تاليًا حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، والتي قادت إلى خسارة عدد من الكتّاب والأدباء من المثقفين الفلسطينيين، إضافة إلى الشهداء الصحافيين.
وعلى الرغم من أن المهرجانات الثقافية عمّت العالم العربي، فإنها أضحت ظاهرات ثقافية معتادة. من الضروري هنا الإشارة إلى الاهتمام بدور الثقافة تنمويًا، وهو ما اعتنت به مؤسسة كتارا، ومشروع مؤشر الثقافة في العالم الإسلامي، الذي أطلقته السعودية.
في الجوائز، ثمة فوز جدير ومستحق في كتارا للرواية العربية، وكذلك البوكر العربية، أما رواية فرات العاني "أتذكر الفلوجة"، الفائزة بجائزة مؤسسة جان لوك لاغاردير ومعهد العالم العربي بباريس، فلم أجد الطريق لقراءتها بعد.
في القراءات، لعل من أهم الكتب التي صحبتني رواية عدنية شبلي "تفصيل ثانوي"، وهي الرواية التي استبعدها معرض فرانكفورت بسبب انحياز القائمين عليه للعدوان الإسرائيلي على غزة. وفي الواقع، قدم خدمة كبيرة للثقافة العربية، حين اتجه القراء العرب، وفي العالم، إلى قراءة الرواية، والتعرف إلى مؤلفتها، وإلى أعمالها الأدبية الأخرى. أما الكتاب الثاني فهو "فرانكشتاين تونس"، للناقد والروائي كمال رياحي، وهو مجموعة من المقالات التي تهتم بالحالة السياسية التونسية الراهنة، عبر تناول الانقلاب على الدستور ومفاعيله على حرية التعبير والديمقراطية.
الكتاب الثالث هو رواية "أشياء" للكاتبة سمر سمير المزغني، وهي رواية مهمة، جديرة بالقراءة والدراسة، خاصة أنها الرواية الأولى للمزغني، التي عرف عنها تميّز إبداعها القصصي. في "أشياء" تجربة غنية ومميزة، عبر الانتقال من القصة إلى الرواية.
بالنسبة لي، اتجهت قراءاتي للعام 2023 نحو مؤلفات كتاب عرب يقيمون في كندا، وهم كتّاب مميزون، في الشعر والرواية، من العراق، ولبنان، وسورية، وفلسطين، والمغرب العربي، والسودان، منهم كريم شعلان في "الحصار، وبيوت بلا ملائكة"، وصلاح صلاح في "بوهيميا الخراب"، وأسين شلهوب في "كاليبا"، ورانية عيسى في "مطر أحمر"، والمهند الناصر في "فليرمها بحجر"، والكاتبة مي تلمساني في "الكل يقول أحبك"، وأيمن مارديني في "خيوط الانطفاء"، وريم فيّاض في "إلى رجل ما"، وميّا بشير في "قلم مغترب"، وبشرى الفاضل في "2084 ـ ستاة وتلّي"، وريهام طعيمة في "أحلام ضبابية". ومن القراءات المهمة أيضًا قصص الكاتب الفلسطيني ـ الكندي سعيد الطيبي، في كتابه "فلسطينيتها الأولى" بالإنكليزية، وانقسام الروح لوائل السواح.
أجدني معنيًا هنا بالإشارة إلى حدثين ثقافيين عربيين في كندا، هما معرض الكتاب العربي، الذي نظمته الكاتبة ريهام طعيمة عبر مؤسستها "دار طعيمة للنشر" الصيف الماضي، وشكل حدثًا ثقافيًا مهمًا، من حيث دور النشر المشاركة فيه، والنشاطات الثقافية التي رافقته. كما أطلق الكاتب التونسي كمال رياحي "صالون بيت الخيال"، واستضاف خلال لقاءاته الشهرية عددًا من المبدعين العرب. كما جدد المنتدى الثقافي السوري المتوسطي انطلاقته هذا العام بندوة أدبية، وعرض سينمائي. ويضاف إلى ذلك مهرجان الأوركسترا العربية الكندية، الذي يُعنى عبر عروضه المميزة بالتعريف بالموسيقى والغناء والعربي.
في جانب آخر، عززت رابطة الكتّاب السوريين تجربتها بإجراء انتخابات جديدة في يوليو/ تموز الماضي، تم خلالها اختيار أمانة عامة، ومكتب تنفيذي، بصورة ديمقراطية شفافة، مما يجعل من تجربتها رائدة في سياق مؤسسات المجتمع المدني السورية، ويمكّنها من أداء دورها في دعم ومناصرة حرية التعبير، حرية الكتابة، والكتّاب.
على الصعيد الشخصي، تميز هذا العام بإصدار الكتاب المشترك "أصوات غير مسجونة" بالإنكليزية، وكانت مشاركتي فيه بفصل "الطريق إلى الحرية"، وهي إطلالة أولى مهمة في الفضاء الكندي، كما تم إنجاز ترجمة روايتي "سراب بري" إلى الإنكليزية، يضاف إلى ذلك إنجاز فيلم كندي قصير حول الكتابة والمنفى، وهو الثاني خلال عامين يتناول تجربتي في الكتابة والاعتقال والمنفى.

عبد الهادي سعدون (روائي وأكاديمي عراقي مقيم في مدريد):
غصّة غزّة


عام 2023 كان عامًا مكتظًا بالأحداث، وسريعًا جدًا بالنسبة لي، حتى أنني لم أدركه إلى الآن ونحن في نهايته. غصة غزة لا تزال راكدة في بلعومي، السخط والقهر إزاء النُوّم والمتخاذلين والمتفرجين في عالمنا العربي والعالم أجمع. لكن هنالك ما يشعرني بنوع من الاطمئنان أن بقية باقية في العالم لا تزال تناصر وتهتف وتلعن الظلام والمجرمين القتلة. أتمنى أن ما نعمله ونكتبه يرقى إلى جزء من نظرات الطفولة القتيلة التي تواجهنا بألف سؤال وسؤال. ما نزال على أمل إنسانية أفضل تنتصر للخير والحق في العام الجديد.
رحلت عنا في عام 2023 أسماء أحببتها وأحببت أعمالها وقرأت لها كل نتاجها تقريبًا، أولهم وأكثر المؤثرين برؤيتي وذائقتي الروائية هو الروائي الإسباني خابيير مارياس، الذي أشعر بالسعادة أنني أول من كتب عنه في الصحافة العربية، وترجم له عمله الفذ "قلب ناصع البياض" منذ أكثر من 15 عامًا، قبل أن ينتبه له الآخرون ويترجموه. كذلك أفتقد لأسماء مذهلة في الأدب، مثل زكريا محمد، وأنطونيو غالا، وميلان كونديرا، وخالد خليفة، ورفعت عطفة، من بين أسماء أخرى عديدة أثروا أرواحنا ورؤانا. أي كتاب لهم يعد هدية كبيرة لأي قارئ، وبأية لغة كانت.
حدث آلمني لأشهر، وسعدت به أخيرًا مع نهاية العام، هو تماثل باحثنا الموسوعي سعيد الغانمي من غيبوبة استمرت لشهرين، لنأمل أن يتحفنا بكتب أخرى على منوال "مفاتيح خزائن السرد"، و"خيال لا ينقطع"، اللذين كانا من قراءاتي المفضلة لهذا العام المنصرم. في هذا المجال، قرأت عشرات الكتب عن ميزوبوتاميا والعراق والآداب القديمة بمراجعة لنتاجات باحثين من العراق وأميركا وإسبانيا، خاصة في ظهور الآداب والكتابة، وهي كثيرة لا تحصى ولا تعد. سعدت أيضًا بالحصول على خمس نسخ مختلفة بسنوات متباينة آخرها لعام 2023 من ترجمات ودراسات عن ملحمة كلكامش، التي لم أتوقف عن قراءتها والتمحيص فيها خلال هذا العام، ومستمر فيه للعام المقبل. كما أنني مستمر مع عالم ثربانتس بدراسة ونماذج جديدة، لأن مشروعي معه لم ينته بعد من تنقيب ومراجعة وترجمة. ولعلي هنا أشير إلى رواية مدهشة بعنوان "الآخر" لروائي إسباني اسمه غريخالبو، يتناول فيها حياة عبقري الرواية العالمية بشكل روائي مغاير تمامًا، مع متعة البحث والقراءة في آن واحد.




لعلي أضيف هنا آخر ما أنجزته شخصيًا من ترجمات ونتاجات أدبية تعدت الست كتب، بالإشارة إلى كتابي باللغة العربية عن سينما الإسباني بيدرو المودوبار، وكذلك كتابي بالإسبانية عن الشعراء الأجانب الذين اتخذوا من الإسبانية لغة تعبير بدلًا من لغتهم الأم، والذي يعد الكتاب التوثيقي الأول لهم باللغة الإسبانية. ولن أنسى سعادتي بالإقبال المهم والكبير على كتابي القصصي "بلد متنقل"، الصادر بنهاية عام 2023. قد أكون نسيت أسماء وظواهر كثيرة، لكنني أحملها معي للعام الجديد بمحبة وتذكر دائمين.

غيداء طالب (روائية لبنانية):
عام الرواية بامتياز


من حصاد 2023، سأتطرّق للحديث عن إصدارين قرأتهما، وأدهشني تميّزهما وعمقهما وتفرّدهما، وسأنوّه بثالثٍ لم أنتهِ من قراءته بعد؛ الرّواية الأولى: "قارئة نهج الدّباغين" للتّونسي سفيان رجب، الصّادرة في حزيران/ يونيو 2023 عن دار مسكلياني، والتي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر 2024.
تتألّف الرّوايةٌ من أربعةٍ وعشرين فصلًا، وتتقاطع فيها الشخصيّات مع الرّواة، ويتداخل فيها الخيال مع الواقع، لتقدّم لنا شخصيّاتُها رؤىً مختلفة في الكتابة والأدب والحريّة.
تعدّدت ثيمات الرّواية وتنوّعت، وأبرزها بالنّسبة لي تجسّدت في ثيمة الكتابة الشّبحية، حيث سلّط الكاتب الضّوء على سياسة تكميم الأفواه، ولجوء بعض الكتّاب إلى الكتابة مقابل المال، أو إلى إصدار كتبٍ بأسماء مستعارة، ما يمنحهم حريّة التعبير والتّمرد على الرّقابة. ثانيًا، تيمة القراءة التي منحتها الرّواية أهميّةً كبيرة، بدءًا من العنوان وامتدادًا على طول الفصول، حيث لعبت القارئة الفطنة دورًا أساسيًّا في الرّواية، وتفوّقت في اكتشاف هنّات الرّوايات وأخطائها. أما التّيمة الثّالثة فقد أفرد لها الكاتب مساحةً أساسيّة، وهي تيمة العبور الجنسي، وما يليه من رفضٍ مجتمعي يتمثّل في مظاهر عدّة، منها التنمّر، والتقييد، والإقصاء، وغيرها.
رواية سفيان رجب مسبوكة بكثير من التّماسك والتّشويق، من دون أن تفقد سلاستها، وبأسلوبٍ ذكي، ساخر، وجريء. لغتها جميلة آسرة، ولا تخلو من الشّعرية. ولعلّ أكثر ما لفتني هي العتبات التي استهلّ بها الكاتب الفصول، وأوهمنا بأنّها اقتباساتٌ وهميّة لكتّابٍ شبحيين، فإذ بها عباراتٌ له، لا تقلّ إبداعًا وعمقًا عن أي اقتباسٍ قد يعتمده الكتّاب لتزيين فصول رواياتهم.
الرّواية الثّانية "ميكروفون كاتم صوت" للكاتب محمد طرزي، من لبنان. صدرت في 2023 عن الدّار العربيّة للعلوم ناشرون، ووصلت إلى القائمة الطويلة في جائزة الشّيخ زايد للكتاب 2024، عن فئة المؤلّف الشّاب.
تتحرّك أحداث الرواية في إطارٍ زمني محدّد، يمتدّ بين ثورة 17 تشرين عام 2019، مرورًا بجائحة كورونا، ثم انفجار المرفأ عام 2020. استخدم الكاتب على امتداد الرّواية تقنية الاسترجاع بذكاءٍ وسلاسة، عبر راوٍ عليم أوحد.
هي رواية الميلودراما. تمثّل فيها المقبرةُ حياةَ مجتمعٍ كامل، فيمتزج فيها الحب مع الموت والقهر والعجز والمرارة وفقدان الصّوت، ولكن، يبقى ثمّة بابٌ للأمل، تركه الكاتب مواربًا، عبر مواقف شجاعة لبعض شّخصيّات الرّواية.
رواية جريئة ومدهشة، بدءًا بالعنوان الذي يحمل تضادًا لغويًا، جاعلًا من الميكروفون مسدّسًا، أو آلة قتلٍ كاتمةٍ للصّوت، ثم البناء الزّمني والرّوائي والأسلوب الفريد في السّرد، إلى صناعة الأحداث والحبكة، ورسم الشّخصيّات التي كُتبت بدقّة عالية، وتداخلت ضمن إطار الرّواية، كاشفةً عن قصصٍ تجسّد الواقع اللّبناني، وتمثّل مجمل المواطنين الباحثين عن الأمل، في وطنٍ بات محكومًا بميكروفونات الزّعماء التي تنعى الموت، ويطغى ضجيجها على صوت الحق.
ولعلّ من أهم عناصر هذه الرواية هي اللغة الرائعة التي نسجها الكاتب بكثيرٍ من الذكاء والحرفة والجمال، فأتت الجمل رشيقةً، والعبارات متقنةً وصادقة، خاصةً أنّه مزج بين الفصيح والعامي، فكشف عن لهجة جنوبيّة محبّبة وساخرة أضفت على الشّخصيّات كثيرًا من الواقعية والمصداقيّة.
ولن يفوتني أن أنوّه برواية "أسفار مدينة الطّين"، التي صدرت بعد طول انتظار عن دار مولاف، والتي تحمل بين سطورها كثيرًا من السّحر والجمال، وهذا ما اعتدناه من المبدع سعود السّنعوسي، الذي لم يخيّب انتظارنا.

محمود خير الله (شاعر مصري):
"مهرجان دواير الثقافي"


أبرز فعالية ثقافية شهدتها مصر خلال 2023 هي "مهرجان دواير الثقافي"، الذي أقيم في شهر يوليو/ تموز برعاية مجموعة من الناشرين المصريين والعرب، وأقيم في "سينما راديو" وسط القاهرة. وهو، إلى جوار معرض القاهرة الدولي للكتاب، يعد الحدث الأبرز، في وقت تراجعت فيه أنشطة وزارة الثقافة المصرية في ظل تقليص الميزانيات المخصصة للفعاليات الثقافية، بسبب الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، حيث تراجعت أنشطة لجان المجلس الأعلى للثقافة، وبالتالي ساعد مهرجان دواير على توفير مناقشات جادة طوال أكثر من عشرة أيام، تم خلالها عرض آلاف الكتب للبيع.
من أجمل ما قرأت هذا العام من شعر عربي كان كتاب "نخّال الخطى: مختارات من شعر الخارج السوري بعد 2011"، من إعداد أحمد قطليش، وديوان "زراوند" للشاعر الفلسطيني الراحل قبل شهور زكريا محمد، وأعدت أيضًا قراءة أشعار شاعر قصيدة النثر اللبناني الراحل بسام حجار، في مناسبة صدور الطبعة الثانية من أعماله الكاملة في جزأين عن دار الرافدين.
أما أهم الروايات التي قرأتها هذا العام مترجمة: "وسادة من عشب" لرائد الرواية اليابانية ناتسومي سوسيكي، بترجمة الشاعر الفلسطيني وليد السويركي، و"رواية حياتي" للكاتب الكوبي ليوناردو بادورا، بترجمة بسام البزاز، وهي قصة حب عظيمة ترويها حياة شاعر كوبا التاريخي خوسيه ماريا هيريديا (1803 ـ 1839). كما قرأت "فيزياء الحزن" للكاتب البلغاري غيورغي غوسبودينوف الصادرة عن دار أثر، وقرأت "إن أخذ الموتُ منك شيئًا ردّه إليه"، للكاتبة نايا ماريا آيت، بترجمة دنى غالي، عن دار منشورات المتوسط. أما في الرواية العربية فقد استمتعت بقراءة متأخرة لرواية "رامبو الحبشي" للكاتب حجي جابر، ورواية "منازل الأمس" للسوري سومر شحادة الصادرة في 2023.
أهم مجموعة قصصية بالنسبة لي اثنتان: "شيء ما أصابه الخلل" للقاص محمد فرج، ومجموعة "فوضى الدم" للكاتب الشاب ياسين محمود، أما أهم كتاب مترجم فكان "رغبة ما بعد الرأسمالية" لمارك فيشر ترجمة نوال العلي، الذي أرى أنه يقدم تجربة مهمة وملهمة، والثاني هو "مئة عام من الأدب الروسي" لفلاديمير أكيموف، بترجمة الدكتور أنور إبراهيم. وأحببت جدًا كتاب "داوود عبد السيد... سينما الهموم الشخصية" للشاعر علاء خالد عن "دار المرايا". وظني أن أبرز كتاب سيرة ذاتية صدر هذا العام هو "ألعاب حسين عبد العليم" للشاعرة إسراء النمر. أما أبرز كتاب تاريخي قرأته هذا العام فقد صدر عن المركز القومي للترجمة العام الماضي بعنوان "رسائل النساء من مصر القديمة: 300 قبل الميلاد إلى 800 ميلادية"، من تأليف روجر باجنال، ورفايلا كريبيوري، بترجمة وتقديم آمال الروبي.

شذا الخطيب (روائيّة يمنيّة):
جائزة محمد عبد الولي للرواية


شهد العام الفائت اشتراكي في جائزة محمد عبد الولي للرواية التي تنظمها دار نشر عناوين، ووصول روايتي "المهاجرة" إلى القائمة القصيرة. وتتحدث الرواية عن هجرة اليمنيين إلى أميركا، وإن شاء الله تكون من إصدارات العام القادم. قرأت أيضًا كتاب "الأيام" لطه حسين، الذي يتحدث عن مراحل حياته الأولى حتى كبره. ورغم أنها سيرة ذاتية وافية، إلا أنها جاءت مختصرة، فجاء كتاب "معك"، الذي كتبته زوجة طه حسين الفرنسية سوزان، مفصلًا لكثير من أحداث حياتهما معًا، وكل المحطات التي عاشاها حتى ما بعد وفاة زوجها. قرأت كذلك كتابًا عن تاريخ اليمن السياسي الحديث المعاصر، يتناول تاريخ اليمن من بعد خروج الأتراك حتى وقتنا الحالي، للكاتب عرفات عبد الخبير الرميمة. ورواية "كل الضوء الذي لا يمكننا رؤيته"، للكاتب أنثوني دور، الذي يتناول حقبة الحرب العالمية الثانية في فرنسا. شاهدت مسلسلًا عن الرواية وتحمست لقراءة الرواية. وثمة كتاب فلسفي بعنوان "ضحك النساء"، يتحدث عن فلسفة الضحك عند النساء، ونظرة المجتمع له عبر العصور. كما قرأت عددًا من مسودات روائية لكتاب يمنيين، من خلال مشاركتي في لجنة تحكيم جائزة حزاوي للرواية. وقرأت مجموعة قصصية للكاتبة الجزائرية ليندة كامل بعنوان "قبل أن أصبح في عداد الموتى"، وسيرة ذاتية بعنوان "رسالة إلى ابنتي" للأميركية مايا أنجلو.

علي عطا (شاعر وإعلامي مصري):
عام طه حسين


العام المنصرم كان عام طه حسين، مصريًا وعربيًا وحتى دوليًا، وتجلى ذلك في إصدار عدد من الكتب عنه. وكان عام سباق على نشر أعماله إلكترونيًا وورقيًا بين دور نشر خاصة مثل "هنداوي"، ومقرها في لندن، والدار المصرية اللبنانية في القاهرة، وأخرى حكومية، مثل الهيئة المصرية العامة للكتاب، خصوصًا بعد سقوط حقوق ملكيتها الفكرية بالنسبة إلى ورثته الشرعيين لمرور خمسين عامًا على رحيله. ومن أهم الكتب التي صدرت عنه خلال عام 2023 كتاب "بصيرة حاضرة... طه حسين من ست زوايا" (مركز أبو ظبي للغة العربية) للكاتب عمار علي حسن، الذي تعامل بشجاعة نقدية تحسب له مع تراث طه حسين، فأهدى المكتبة العربية مرجعًا في غاية الأهمية، ليس في موضوعه المباشر فحسب، بل وكذلك في رؤى هذا الكاتب القابض على الجمر، دفاعًا عما أرساه رواد نهضتنا الحديثة من مبادئ تنتصر لحرية التعبير.




ومن أهم ما شهد العام المنصرم من أحداث ثقافية ذلك الحدث المتعلق بقيام إدارة معرض فرانكفورت للكتاب بإلغاء حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي، لحصولها على جائزة ليبراتور LiBeraturpreis عن روايتها "تفصيل ثانوي"، وهي رواية حظيت بإشادة كبيرة من قبل النقاد، فيما انتقدها بعضهم لزعم استخدامها الكليشيهات المعادية للسامية، وذلك بعد مرور بضعة أيام على عملية "طوفان الأقصى"، والرد الإسرائيلي البشع عليها. وفي هذا السياق، كان هنالك حدث إعلان هيئة الشارقة للكتاب، وجمعية الناشرين الإماراتيين، عن سحب مشاركتهما في معرض فرانكفورت للكتاب "ردًا على إعلان المعرض دعمه لإسرائيل وإلغائه تكريم كاتبة فلسطينية". واتخذ اتحاد الناشرين العرب موقفًا مماثلًا، وهو ما يدخل ضمن "أضعف الإيمان"، في ظل خذلان رهيب لاقاه الفلسطينيون وهم يقاومون مؤامرات إبادتهم الممنهجة.
لفتتني "الليلة الأولى من دونك" (مجموعة قصصية ـ دار العين) لأريج جمال، لشجاعتها في تناول علاقات صداقة مرفوضة، ومن ثم فإن ظهورها للعلن، يعرض أطرافها للنبذ والاحتقار، وربما القتل، في ظل ثقافة يتناقض فيها المعلن مع الخفي تناقضًا جذريًا. ويكمن جمال هذا العمل في انشغاله بقيمة مطلقة للحب، يؤمن بأنها قابلة للتحقق مهما واجهت من عراقيل.
ديوان "أنا جائع يا رب" (دار الأدهم) لكريم عبد السلام، وفيه تتوارى الذات الشاعرة، لتفسح لشخصيات عديدة يتولى سارد خارجي استعراض مآسي كل واحد منهم مع "الجوع" بمختلف تجلياته، وهو ما ينفي ما يقال عن أن قصيدة النثر لا تهتم إلا بكل ما هو شخصي.
رواية "العروس" (مكتبة ديوان) لحمدي الجزار، فبالرغم من أنها ذات بناء كلاسيكي، يذكّر بروايات عدة لنجيب محفوظ، إلا أنها جاءت غنية بسمات تميز مشروع مؤلفها، الذي يتطور من عمل لآخر، بما يجعله من أبرز الروائيين على المستوى العربي.
كتاب "جدتي وأمي وأنا: مذكرات ثلاثة أجيال من النساء العربيات"، وهو للكاتبة جين سعيد المقدسي، وترجمة هالة كمال (المركز القومي للترجمة) يتتبع تاريخ ثلاثة أجيال من النساء، ويركز على مفهوم كل منهن للحداثة في سياق اغترابهن القسري ومعايشتهن لأحداث جسام، مع العلم أن المؤلفة هي شقيقة إدوارد سعيد، لكنها شاءت أن تقدم نفسها وأمها وجدتها في هذا الكتاب باعتبار أن كلًّا منهن جديرة بأن تروى سيرتها بمعزل عن سير ذكور العائلة نفسها، وفي إطار اجتماعي وضع المرأة العربية في مكانة تستحق أن تفاخر بها قرينتها الغربية.
رواية "الورّاق: أمالي العلاء" (دار الشروق ـ القاهرة) ليوسف زيدان، وهي مكتوبة بلغة تناسب العصر الذي تدور فيه أحداثها، وساعدت خبرة مؤلفها الطويلة في مجال تحقيق المخطوطات في ذلك إلى حد كبير. وهي رواية مهمة لأنها تستعيد ذكرى أحد أبرز العلماء المسلمين، ابن النفيس، بعد مرور نحو سبعة قرون على رحيله، لتؤكد مجددًا أهمية التراث العلمي المحض للمسلمين في نهضة الإنسانية.

أوس حسن (كاتب عراقي):
كتب فلسفيّة


كانت رحلتي مع القراءة في عام 2023 متنوعة وثرية، شملت الفلسفة والعلم وعلم النفس والتاريخ والسياسة والرواية والمسرح، إضافة إلى بعض المحاضرات التي ألقيتها في عدة منتديات.
قرأت مجموعة من الكتب الفلسفية هذا العام، أهمها: "العزلة والمجتمع"، "الحلم والواقع" للفيلسوف الروسي نيقولاي برديائف، إضافة إلى فيلسوف مهم لم تسلط عليه الأضواء كثيرًا، وهو فيلسوف وجودي ومطور للوجودية، إنه الفيلسوف الفرنسي إيمانويل ليفيناس، وكتابه "الزمن والآخر". وسأسلط الضوء بشكل مختصر جدًا على أفكار هذين الفيلسوفين لمن أراد البحث والتقصي المعرفي.
يختلف برديائف وليفيناس عن بقية الفلاسفة الوجوديين، كونهما لا يريان في الوجود الأصيل عند الإنسان مجرد عزلة، أو فردانية منكفئة على الذات وآلامها، وإنما هنالك دائمًا الأنا والآخر، وهذا الآخر هو من يشترك معنا بالقيم الروحية وبالمعاناة، بحيث تصبح العلاقة مع الآخر هي دائمًا انكشاف على التناهي، وعلو على الزمان.

نسرين بلوط (كاتبة وصحافيّة لبنانيّة):
معارض الكتب


زخرت قراءاتي بكتبٍ ورواياتٍ توجّه رؤيتها للأسلوب الأدبي الزاخر بسرياليّة المغزى؛ منها رواية "مستر نون" للروائيّة نجوى بركات، والتي تمتّعت بواطنها بالسرد القيّم للمرض النفسي المتوارث من الحرب والدمار، وضعف التربية، ومقدار التهوّر الإنساني في زعزعة القواعد الأخلاقيّة البنّاءة، وقد كُتبت بلسان مستر نون، الذي يتواجد في مستشفى للأمراض العصبيّة، ولكنّه يتصوّر، أو يريد تصوّر، أنه في فندقٍ يؤمّن له راحته كي يتفادى الارتطام بمعاينة نفسه على حقيقتها. وقد جاءت النهاية صادمة إلى حدّ ما، ولكنّها ترِدُ ضمن الغموض الأدبي الذي يتحرّك بالرموز والإيحاءات.
قرأت أيضًا للكاتب أحمد علي الزين رواية "معبر الندم"، الذي يسرد قصّة علي، الهارب من نفسه إلى الغير، حيث لا يجدُ واحةَ أمانه، فيعود أدراجه ليتكوّر على وحدته، ويجدّ باحثًا عن هويّة ضيّعتها الحرب، واغتيال أحبّائه وهجر حبيبته، وقد تتابع السردُ مصوغًا بمفهوميّة فرويديّة عن عقدة الذنب في إظهار الوعي واللاوعي عند الإنسان.
بالنسبة لقصص الجريمة، فقد لفتتني رواية "على نار هادئة" للكاتبة بولا هوكنز، بسبب السرد السلس الذي تمتازُ به، والقليل من الرهبة والخشية من المحيط الشامل لأبطال الرواية، ولكنّ النهاية أتت مدمّرة لتوقّعات الحماسة التي تضعها هوكنز في بداية تمعّنها في عرض شخصيّات أبطالها. وكذلك الأمر بالنسبة إلى رواية "نيلوفر أسود" للكاتب الفرنسي ميشال بوسي، الذي أسّس لبداية تصعيديّة هامّة، ولكنّه ما لبث أن تفتّح على رضّة عاطفية توفّر نهاية مخيّبة للآمال.
وفي رواية "اليهودي الحالي" للكاتب علي المقرّي رسالة سلامٍ يمطرنا بها السردُ الذي تتخلّله قصّة حبّ في عهد المتوكل في منتصف القرن السابع عشر الميلادي في الحي اليهودي في اليمن بين مسلمة ويهودي يهربان معًا ليتزوّجا وتنجب له طفلًا وتفارق الحياة بعد ولادته، فيجد نفسه مرفوضًا ومنبوذًا من الطائفتين اليهوديّة والمسلمة، ولا يجديه نفعًا أن يغيّر دينه إلى الإسلام، فيعيش مطرودًا من الجنّة والنار. في الرواية تصريحٌ علني ونقدٌ صارخ للتعصّب بين الأديان.
واستوقفتني كتابات الشاعر الهولندي هانس لودايزن، صاحب المجموعة الشعريّة الوحيدة "ورق الجدران"، الذي يمدّ أكاليل القوّة للعاطفة التي تؤجّج معنى القداسة في عالمه، ليجرجرَ روحه في صخب العاصفة التي تنكر الفراق، وتناجي الحبيب.
تلك عناوين بعض أبرز الكتب التي قرأتها، أمّا عن أبرز فعاليات هذا العام فقد تميّزت منها معارض الكتاب العربيّة، وخاصّة معرض الكتاب العربي في بيروت، بتوقيعات كثيرة لأسماء جديدة وقديمة من الكتّاب. وتبدو هذه، على كثرتها وتنوّعها، مثل البذور التي ينثرها حصّاد الحقل في المروج، فتزدهر وتينع.

عباس موسى (كاتب وصحافي سوري):
موسوعة "تاريخ الأدب الكردي"


من الصعب القول بأهمّ الكتب التي لفتت الانتباه خلال عامٍ كامل، وأهمّ الفعاليات، لكن يُمكن اللجوء إلى انطباعاتي كقارئ ومتابع للشأن الثقافي ـ بدرجات متفاوتة ـ المحلّي "الكردي والسوري"، والشأن الثقافي العربي، وبدرجات أقلّ العالمي.
صدور المجموعة الكاملة للشاعر السوري منذر مصري، صاحب التجربة اللافتة، كان حدثًا ثقافيًا مميّزًا كما أراه، لأنّه منحني شعورًا بأنّ الواقع الشعري السوري والعربي لا يزال يحظى بالدفء، وأكّد على حضور الشعر رغم أنّ الرواية، تأليفًا وترجمة، استحوذت على المشهد.
على المستوى المحلي، سأتحدث عن منشورات دار نقش (وهي دار نشر محلية تُصدر منشوراتها بالكردية والعربية)، ولديها تجربة قصيرة. الدار قامت في عام 2023 بعمل لافت للنظر، وهو: أولًا: مشاركتها في معرض فرانكفورت للكتاب، وهو حدثٌ لافت بالنسبة لدار نشر محلية على مستوى مناطق شمال شرقي سورية. وثانيًا: إصدارها موسوعة ضخمة بالشراكة مع مؤسسة اللغة الكردية لموسوعة "تاريخ الأدب الكردي" (7 أجزاء ضخمة من القطع الكبير)، باللغة الكردية، وهو ما يُعدّ إنجازًا كبيرًا لقرّاء الكردية. 

رضا أحمد (شاعرة مصريّة):
عام الخسارات وتوطين الألم


لا أستطيع القول إن هذا العام رحل، أو على وشك الرحيل، فظلاله الحزينة طافت بكل الوجوه، وعكرتها بالأسى والملامح التي من الصعب نسيانها وتركها خلفنا كحكاية مروية. وأعتقد أنه سيبقى طويلًا معنا؛ بسبب حرب الإبادة الجماعية من الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في مدينة غزة المحاصرة منذ سنوات من جهة، والأحداث المؤسفة التي تتمثل في النزاع المسلح بالسودان من جهة أخرى، تلك الفواجع جاءت دامية وشديدة القسوة بعد الكوارث الإنسانية التي خلفها زلزال سورية في فبراير/ شباط 2023، وزلزال المغرب، والفيضان الذي أغرق مدينة درنة الليبية في سبتمبر/ أيلول 2023، قصة الفقد هذه التي تجولت في كل القلوب العربية من غربها إلى شرقها أعطت الحزن ميزة الأزلية في تداول الألم وتجدده، وجعلتنا مدينين لتحري هذه الذكريات، مرة بربطها حول أقدامنا كحجارة تثقل خطواتنا القادمة بنظرات إلى الخلف، ومرة بكتابتها كتاريخ من الصعب الاختباء منه خلف المجاز، أو الابتسامات العالقة في الصور.
ورغم هذا، كان عامًا حافلًا بالفاعليات والنشاطات الثقافية، أبرزها الاحتفاء بعميد الأدب العربي طه حسين في الذكرى الخمسين لوفاته، عبر إعداد أكثر من ملف ثقافي ودوائر نقاشية حول أعماله، أخص بالذكر منها إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة كتبه  كاملة في طبعة خاصة، وإتاحتها للجمهور بداية من معرض القاهرة الدولي للكتاب، وكذلك صدور أعداد تذكارية وملفات خاصة عنه في عدد من الجرائد والمجلات الثقافية، منها مجلة الثقافة الجديدة، ومجلة ميريت الثقافية، وجريدة الأهرام.
ومن أبرز فعاليات العام أيضًا عودة مؤتمر قصيدة النثر المصرية إلى الانعقاد مرة أخرى في دورته السابعة، بعد انقطاع بسبب جائحة كورونا، والذي يمثل إضافة إلى المشهد الثقافي في حلقاته النقاشية والنقدية وأمسياته الشعرية التي شملت مشاركة أجيال مختلفة من الشعراء. بالإضافة إلى تخصيص مهرجان الجونة السينمائي أسبوعًا للفيلم الفلسطيني، كذلك افتتاح معرض "المسافة صفر" للفنان التشكيلي سامي البلشي الذي أقيم في أتيليه ضي بالزمالك حتى آخر ديسمبر/ كانون الأول.
لا أدعي أن قراءاتي كثيرة هذا العام، ولكنها كانت منتقاة، وتراوحت بين إصدارات حديثة وقديمة، وإعادة قراءة لأعمال سبق أن اطلعت عليها في سنوات ماضية، من أهم وأجمل ما قرأت كانت رواية "كلب المعمل" لإبراهيم البجلاتي، وكذلك ديوان "شامة أعلى الرحم" لآلاء فودة، وديوان "الشعر كائن بلا عمل" لإبراهيم المصري، وديوان "كل ما صنع الحداد" لمحمود خير الله، ورواية "إفلات الأصابع" لمحمد خير، ورواية "الجدار الأخير" لمحمد علي إبراهيم، ورواية "البرنيكة" لطلال سيف، ورواية "برج الصفوة" لأسامة حداد، ورواية "الرجل النمرة" لإيكا كورنياوان، بترجمة أحمد شافعي، وثلاثية مدينة ك (الدفتر الكبير ـ البرهان ـ الكذبة الثالثة) للكاتبة إغوتا كريستوف، بترجمة محمد آيت حنا، وكتاب "مقدمة قصيدة النثر"، و"جمهورية الوعي"، لجورج بتاي، بترجمة محمد عيد إبراهيم، وكذلك إعادة قراءة رواية "العطر" لزوسكيند، بترجمة نبيل الحفار، وكتاب "مرايا، ما يشبه تاريخًا للعالم" لإدواردو غاليانو، بترجمة صالح علماني، بالإضافة إلى قراءة مخطوطات لمشروعات إبداعية متميزة للكتاب أسامة حداد، طلال سيف، محمد نبيل حسين عبد الرحيم، وعامر الطيب.