Print
علياء تركي الربيعو

دردشة مع الكاتبة ابتهاج الحارثي

12 يناير 2016
حوارات
بعملها القصصي الأول، استطاعت ضيفتنا نيل جائزة اتصالات لكتاب الطفل مؤخراً، عن هذا وأكثر تُحدثنا هنا...

- تناقش قصة "أنا وماه" موضوعاً حساساً، وهو كيف يتلقى "الأطفال موت الأحبة". من أين جاءتك الفكرة؟
الفكرة نبعت من تجربة شخصية فقدت أنا فيها جدتي، اضطررت خلالها أن أتعامل مع الفقد شخصيًا وأن أجيب عن أسئلة طفلي الكثيرة عن الموت وعن المكان الذي يذهب إليه الموتى. أدركت سريعًا أن هذه التجربة ليست شخصية ولا تعنيني أنا كفرد وإنما تجربة قد تمر بها أي أم مع طفلها، أو أي أب مع طفله، لم يكن العمل على هذه القصة سهلًا بالطبع لأنني اضطررت إلى دراسة الفنون الجميلة وجعل هذا الموضوع مشروع تخرجي لأعمل عليه بأفضل صورة ممكنة، لم أكن لأرضى بأقل من سرد الحكاية كما تخيلتها ولم أرغب في أن يرسم شخص آخر هذه الحكاية بالذات لخصوصيتها.

- يكثر الحديث عن تراجع الاهتمام بأدب الطفل في عالمنا اليوم، ما رأيك بالحراك الثقافي في ما يخص أدب الطفل في المنطقة العربية عموما، والخليج على وجه الخصوص؟
أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال متضمنة في تصور كل شخص عن ماهية أدب الطفل، هل نعتبر السينما والتلفاز وبرامج الرسوم المتحركة أدبًا للطفل؟ أم أن أدب الطفل يقتصر على صفحات الكتب؟ إن كان المفهوم الثاني هو السائد فأدب الطفل في تراجع في معظم دول العالم وليس في المنطقة العربية وحسب، منطقة الخليج في المقابل كانت معتمدة بشكل كبير على السرد اللفظي للحكايات الشعبية وفكرة كتاب الطفل لم تكن منتشرة مثلها مثل غيرها من مناطق العالم. وبعد الازدهار النسبي الذي حظي به أدب الطفل العربي في السنوات الأخيرة، بدأت الكثير من الأقلام الخليجية الخجولة تظهر وتدرك أن هنالك سوقًا حقيقيًا لكتاب الطفل، هذا الحراك الثقافي على محدوديته منعش ويشي بظهور مؤلفات جديدة للطفل ولا يسعني إلا أن أسعد به.

- برأيك هل ساهمت ترجمة العديد من قصص الأطفال، في تراجع اهتمام دور النشر بإنتاج مؤلفات خاصة بالطفل العربي؟
لا، أنا أؤمن بالترجمة وأؤمن بالتنوع، أعتقد أن الترجمة قد وضعت في يد القارئ العربي مؤلفات لثقافات قد بدأت في الكتابة للطفل من 200 أو 300 عام ومرت بالعديد من المراحل الفنية، التي لم يمر بها الكتاب العربي للطفل، هذا يضع الناشر العربي والمؤلف والرسام في موقف صعب يتطلب منه العمل جاهدًا لإصدار أعمال تتواكب مع المستوى الذي وصل إليه كتاب الطفل في الثقافات الأخرى، الترجمة تسهم في التنوع الثقافي والمعلوماتي للطفل العربي وخلق منافسة صحية بين الكاتب والرسام والمصمم العربي ونظيره في الدول الأخرى.

- يجمع عملك بين الروايات المصورة والفلكور العماني، ألا تعتقدين بأن هذا يحد من انتشارك عربيا، أقصد خارج إطار منطقة الخليج؟
آمل أن تكون الإجابة هي: لا، التخصصية في العادات والبيئة وطرق المعيشة واللباس لا ينبغي أن تحد من انتشار الكتاب خصوصًا إذا كانت طريقة التعامل مع الموضوع عالمية وموجهة للطفل بشكل عام، لطالما قرأت كتب أطفال تحكي عن السكان الأميركيين الأصليين مثلًا، أو عن أطفال طوكيو المدنيين بعاداتهم المتخصصة والمختلفة جدًا عن عادات منطقة الخليج أو العالم العربي ككل، ولم يبعدني هذا عنها كطفلة، بل على العكس أثار فضولي ودفعني إلى حب معرفة الآخر والتعرف إلى ثقافته.

- ما هي مشاريعك المقبلة بعد فوزك بجائزة الاتصالات مؤخرا؟
أعمل حاليًا على رواية مصورة للأطفال أقوم فيها بإعادة كتابة ورسم قصة الأخوين غريم: "Hans Hedghog" من وجهة نظر عمانية، القصة فيها الكثير من الخيال وإعادة للحبكة الأصلية لخرافة الأخوين غريم وذلك لمعالجة فكرة الاختلاف، "القنفذ عنز" (كما ترجمت اسمه) مختلف جدًا عن الباقي وهذه الرواية هي رحلته للوصول إلى ذاته.