Print
مليحة مسلماني

إياس قعدوني: سورية لم تعرف الغرافيتي الثوري قبل 2011

18 ديسمبر 2021
حوارات
إياس قعدوني من مواليد 1983، نشأ في مدينة سراقب في الشمال السوري، ويقيم حاليًا في بلجيكا. انخرط مع اندلاع الثورة السورية في أحداثها، ناشطًا وفنانَ غرافيتي، وسرعان ما شكّل مع كل من سومر كنجو (مقيم حاليًا في هولندا)، ورائد رزّوق (مقيم حاليًا في باريس)، فريقَ "حيطان سراقب"، الذي ولدت فكرته ضمن "مركز التكافل الاجتماعي"، الذي أقيم في دوره في بداية الثورة، في بيت عربي قديم يملكه جدّ إياس، بهدف تعزيز فكرة العمل التطوعي في المجتمع، وترسيخ إيمان الانسان بذاته وبقدرته على التغيير. اشتمل المركز على مقهى احتضن لقاءات وحوارات الناشطين آنذاك. ومن هناك، وفي خضم أحداث الثورة، ولدت فكرة "حيطان سراقب". وبعد خروج الفنانين الثلاثة إلى أوروبا، في ظل ظروف قاهرة، استمرت تجربة "حيطان سراقب" على يد شبان آخرين في المدينة(1).

عن الغرافيتي في سورية قبل الثورة، وبعد اندلاعها، وانتقاله من يد نظام الأسد (من شعارات تابعة لحزب البعث تخلّد "القائد" وأقواله) إلى يد الشعب (حيث هتفت الجدران بإسقاط هذا النظام)، وعن ظروف تشكّل "حيطان سراقب" في بدايات الثورة السورية، ورسائلها الموجّهة ضد النظام، وتلك الموجهة إلى الشعب السوري، كان لنا هذا الحوار مع إياس قعدوني:




(*) قبل الحديث عن تجربة حيطان سراقب، وعن تجربتك ضمن غرافيتي الثورة السورية، من المعروف أنه لم تكن هنالك رسوم غرافيتي في سورية قبل الثورة، سوى تلك الرسومات والشعارات التي كانت تمجّد منطلقات وأقوال الحزب الحاكم والرئيس. ومع ذلك، نسأل: هل كانت هنالك أي محاولات لمعارضة النظام من خلال الجدران في سنوات ما قبل الثورة؟

مطلقًا! قبل الثورة، لم يكن هنالك غرافيتي في سورية يعارض النظام؛ هنالك عبارة رافقتنا دائمًا كسوريين "لا تْقول كان، الحيط إِلُه وْدان"، إنها تشير إلى الخوف الكبير من كتابة، أو قول أي شيء ما ضد النظام، لأن الحائط قد يشي بك؛ هذه العبارة واحدة من شعارات الخوف التي أطلقها حزب البعث حتى يؤجّج أو يعمّق مشاعر الخوف داخل الإنسان السوري، ليصل إلى مرحلة الخوف من ذاته. لذا، قبل الثورة لم يكن هنالك مطلقًا غرافيتي، كعمل اجتماعي، أو ثوري، هذا أمر لم يكن متاحًا أصلًا.
ومع ذلك، أذكر أنه وقبل الثورة بثلاث أو أربع سنوات، علمنا أنه تم اعتقال عدة أشخاص بسبب شعار ما ضد النظام كتبه أحدهم على الجدارن في سراقب، غير أن الشعار كان قد مُسح ببخّاخ أسود، لم نعرف ما الذي كُتب ومن كتبه. وأذكر تمامًا أنه مرت أيام لم يكن أحد يجرؤ على السير في الشوارع. استمر اعتقال الأشخاص "المشتبه فيهم" أنهم نفذوا الشعار لعدة أسابيع تعرضوا خلالها للتحقيق والتعذيب، وفيما بعد كان يتم استدعاؤهم بين الفترة والأخرى للتحقيق في فرع الأمن العسكري والسياسي.


(*) ماذا عن ما يمكن أن نسميه "الغرافيتي الرسمي"، أو التابع للنظام، كيف كان يتم تنفيذه، وأين؟
كانت رسوم وشعارات الغرافيتي الوحيدة المتاحة قبل الثورة تلك التي تمجّد "القائد"، و"أقوال القائد"، وحرب تشرين، ومنطلقات البعث، وما إلى ذلك. أما عن كيفية تنفيذه، فهنالك في كل محافظة في سورية ما يسمى "بقيادة فرع الحزب"، وفي كل مدينة هنالك "الرابطة أو الفرقة الحزبية"، وذلك بحسب اتساع المنطقة الجغرافية. هؤلاء كان من مهماتهم تنفيذ شعارات ورسومات على الجدران، وذلك عبر التعاقد مع أشخاص مختصّين بالرسم، ممكن مثلًا أن يطلبوا تنفيذ شعار أو رسم معيّن من أستاذ الرسم في مدرسة ما، وبالتالي فهو مجبر على التنفيذ على الجدران، وفي حال رفض يفقد عمله، بل ومن الممكن جدًا أن يفقد حريته أيضًا.




كان يتم تنفيذ تلك الشعارات والرسومات على جدران المدارس والأفران والمستشفيات والمستوصفات ومراكز الشرطة، وعلى جدران كل مكان تابع للدوائر الحكومية. كل مؤسسة حكومية هي مكان متاح للتصرف لحزب البعث، وتعد من الممتلكات الخاصة لآل الأسد. بل حتى المؤسسات الخاصة كانت تنفّذ رسومًا وشعارات على جدرانها من باب درء الشر، وذلك حتى لا تتعرض للمساءلة عن سبب عدم قيامها بذلك.



(*) في رأيك، ما الذي كان يهدف إليه النظام السوري من خلق مشهدية بصرية بالغرافيتي في الفضاء العام موجّهة لصالحه؟

في رأيي، أن الهدف من هذا التكثيف الإعلامي أو البصري المسيّس في تلك الفترة هو أن يكون النظام مُهيّئًا للمرحلة الحالية، أي تلك التي تشهدها سورية حاليًا منذ عام 2011. نحن الآن على بعد عشر سنوات من الثورة السورية، ولا يزال الخوف موجودًا في أعماق الناس؛ الهدف كان زرع الخوف، وقد تم زرعه بشكل تراكمي، لقد تم قتل الهوية السورية. عندما تستبيح السلطة جدران المؤسسة لتكتب أو ترسم ما تريد فهي تقتل الانتماء داخل الإنسان لهذه المؤسسة، هي تقول له "هذه المؤسسة لا تنتمي إليك أيها المواطن السوري، هي تنتمي للأسد". كان الهدف حقن الإنسان بفكرة أن سورية هي "سورية الأسد"، وليست سورية الشعب. ولذلك عندما ثار الإنسان السوري هاجم المؤسسة، لأنه كان معتادًا دومًا أن يقرأ أقوال الأسد على جدرانها، هذا التراكم البصري المكثف والمسيّس جعله يؤمن بأن هذه المؤسسة ليست له، بل هي ملك للأسد. وبذلك كان هدف النظام من الغرافيتي التابع له مركّبًا، سيكولوجيًا وإعلاميًا وسياسيًا وعقائديًا.




تجربة "حيطان سراقب"

(*) اندلعت الثورة، وانخرطتَ في أحداثها كناشط وكرسام غرافيتي أيضًا، ماذا عن ظروف تشكل "حيطان سراقب"، وما الهدف الذي كنتم تحاولون الوصول إليه عبر الجدران؟

أذكر أن أول رسم نفّذته على الجدران كان بعد استشهاد زوج أختي برصاصة قنّاص. كان ذلك في أواخر عام 2011. أثّرت بي الحادثة كثيرًا. كانت أختي قد أنجبت طفلها حديثًا. شعرت أني أمام فاجعة حقيقية، فعبّرت عن حزني برسم بسيط على الجدار بقطعة فحم. كان التكوين أقرب إلى التجريد، وجوه مبهمة ترافقها جملة "سأكتب أني أحبّكم"؛ شعرت حينها بأني سأفقد الكثير من الأشخاص، وأن القادم صعب وقاسٍ جدًا. بعد ذلك، توالت الأحداث، واستمر عملنا كفريق بتناغم مع ما يحدث على الأرض، حتى أصبحت "حيطان سراقب" حالة ثورية فنية، حالة يترقّبها الناس.




أذكر هنا أن كلًّا منا في الفريق اتخذ نهجًا مختلفًا في رسوم الغرافيتي، لذا كانت تجربة "حيطان سراقب" جامعة لمشارب فكرية مختلفة. اختصّ رائد رزّوق بكتابة أشعار محمود درويش، وإسقاطها على الحالة السورية، كان يقتبس من هذه الأشعار وينفذها على الجدران بشكل يومي، وبتناغم مع أحداث الثورة. أما سومر كنجو فكان يهتم أكثر بمسألة الطفولة، وكان كذلك يبث رسائل إلى الخارج عبر الغرافيتي مستخدمًا لغات أجنبية. بالنسبة لي كنت أكتب أو أرسم من دون أن أهتم كثيرًا بالتقنية، أو بجماليات الخط، أو الرسم؛ كنت أشعر أن علينا أن نتجاوز مسألة تقنيات الرسم والكتابة، لأن الفكرة أو الهدف ليس جمالية الجدار، بقدر ما هي الرسالة التي تقولها الجدران. كان الغرافيتي بالنسبة لي بمثابة قلم سياسي اجتماعي؛ أتابع أحداث الثورة، وأعلّق عليها عبر الجدران.




(*) ماذا عن ظروف تنفيذ الغرافيتي في بدايات الثورة، ومتى بدأتم عمليًا بالتنفيذ؟

التنفيذ تم في مرحلة ما بعد خروج النظام من سراقب؛ لم نكن قادرين على الرسم على الجدران خلال الفترة التي كان فيها النظام موجودًا في المدينة، كان هذا أمرًا مستحيلًا، وكنا كرسامي جدران معروفين بأننا نلتزم دائمًا أعلى درجات الحذر، لأن التجربة كان لها صدى كبير ومؤثر. وسراقب من المدن التي حصل فيها صدام مبكر، فخرج النظام منها باكرًا في أواخر عام 2011، ولكنه بقي على أطراف المدينة، حتى تم تحرير كامل طريق الأوتوستراد، وتم طرده في اتجاه المناطق الشرقية.
بدأ الغرافيتي كعمل فني ثوري منظّم بعد طرد النظام؛ في البدايات كانت هنالك شعارات عشوائية وعفوية على الجدران، وكانت بمثابة تفريغ لحالة الغضب، ومعظم هذه الشعارات كانت تحتوي على شتائم وألفاظ جارحة (موجّهة للنظام والأسد)، ولكنها كانت مزعجة من الناحية الأخلاقية لمجتمع سراقب، لذا جاءت تجربة "حيطان سراقب" لإصلاح هذه الحالة العشوائية على الجدران، عبر تقديم رسائل ذات قيم ثورية واجتماعية.


(*) المطّلع على رسومات وشعارات "حيطان سراقب" يلحظ أنها ليست موجّهة ضد النظام فحسب، بل هناك أيضًا رسائل موجهة إلى الداخل، إلى الشعب السوري.
صحيح، وكنا آنذاك نخطّ على الجدران أيضًا توقعاتنا حول الفترة القادمة. في فترة ما شعرت بالخوف من المستقبل القادم للثورة، شعرت بالخوف من الراديكالية ومن أسلمة المجتمع بشكل عشوائي، وأن ذلك سيؤدي إلى انفجار داخلي ضمن الثورة سيدفع بالناس إلى قتل بعضهم البعض.




كما كانت هنالك رسائل تواصل عبر الجدران بين سراقب والمدن الأخرى؛ عندما تم تنفيذ مجزرة في أريحا بجبل الأربعين كتبت خاطرة شعرية على الجدار تقول "أريحا.. تاهت عيناي بين حمرة الدماء في خاصرتك، وحمرة الكرز الموعود بالحرية.. أريحا.. قطافك حرية.. يا حزينة الجبل"، وما زال مستخدمو مواقع التواصل يشاركون هذا الشعار لغاية الآن، خاصة مع كل حدث جديد يتعلق بأريحا. كنا نتواصل كذلك مع مدينة عامودا ذات الأغلبية الكردية، عبر الجدران؛ نوجّه لهم رسالة عبر جدران سراقب وهم يردّون بالمثل، وتُنشر رسائل الجدران تلك عبر مواقع التواصل.


(*) كيف تفاعل الناس في المدينة مع تجربة "حيطان سراقب"؟
كان هنالك خوف عميق خاصة في البدايات؛ كان الناس يعتقدون أن النظام سيعود بين ليلة وضحاها، كان هذا الهاجس موجودًا لدى الناس، لذا كانوا يخافون من كتابة شيء على جدار قريب منهم. كما كان يتم الربط بين قصف مكان ما ووجود غرافيتي في هذا المكان، كان البعض يعتقد أن الغرافيتي هو سبب القصف، وربما كان هنالك من يعمل لصالح النظام وينشر الخوفَ من الغرافيتي بين الناس. غير أني أقول، وأنا متأكد أنه وفي فترة تطور الغرافيتي على جدران سراقب، أصبح المكان الذي كنا نجتمع فيه، أي "مركز التكافل الاجتماعي" نقطة استهداف لدى النظام، فكثيرًا ما كان يتم قصف المنطقة حول المركز، حتى تمكنوا من قصف مكان قريب جدًا منا. ومن ناحية ثانية، كان هنالك من الأهالي من يطلب منا أن نرسم على جدران بيوتهم، لذا تراوح التفاعل الشعبي مع التجربة بين خوف منها، وبين تفاعل إيجابي كبير معها.


(*) من المعروف أن الشرط اللازم لممارسة الغرافيتي الثوري، أو المعارض للسلطة، يحتاج إلى حد أدنى من الحرية، وقد وفرت الثورة هذه المساحة، فانتشرت الرسومات والشعارات على جدران الفصاء العام في سورية، وبطبيعة الحال، فإن الغرافيتي في أي بلد كان يدخل في مسيرة تطور من شعارات عشوائية إلى رسومات ملونة، إلى جداريات كبيرة ومعقدة، واستخدام تقنيات متنوعة... إلخ؛ بعد عشر سنوات من الثورة السورية، كيف ترى تطور الغرافيتي الثوري في سورية؟
هنالك منظوران، أو وجهتا نظر متضادتان في داخلي؛ المنظور الأول إيجابي، وهو أن مفهوم الحيطان، أو الغرافيتي، لم يمت، بل استمر وتطور، وظلت الفكرة تنتقل بين النشطاء كعدوى جميلة. أما المنظور الآخر السلبي، فهو أننا اعتقدنا في البداية أن العدو الوحيد للجدران هو نظام الأسد، ولكن تبين أن هنالك أعداء كثرًا للجدران، كل منهم يحاول مصادرة حرية الآخر في التعبير، ويرفض وجهات النظر الأخرى، مثل القوى المسيطرة على المشهد في الشمال السوري في الوقت الحالي، كجبهة النصرة، وكذلك بعض فصائل الجيش الحر أيضًا، ممن حاولوا أن يفرضوا على الجدران ما فرضه الأسد عليها سابقًا. من يمتلك السلاح يحاول أن يوجه الفن لصالحه. وأرى أن مصطلح "الجيش الحر" قد أصبح فضفاضًا، نعم، الجيش الحر عارض النظام، وكان يحمينا لفترة، ولكن بعد فترة، لم يعد قادرًا على حمايتنا.




نعم، هنالك غرافيتي سوري آخذ في التطور، وفنانو الغرافيتي، في إدلب مثلًا، ما زالوا يرسمون على الجدران لغاية الآن. أما ما يتم نقله إلى الجدران فهو واقع القصف والخوف والمجاعة. في رأيي أن الجدران ما زالت غير محررة لدرجة نقل نقاش الشارع.




بايعت وطني
(*) ماذا عن ظروف خروجك من سراقب؟

خرجت من سراقب عام 2013، تحت هاجس الخوف والقلق والتهديد، بعد صدور قرار بقتلي من قبل جبهة النصرة. وقتها، عُرض فيلم وثائقي على BBC بعنوان "الصراع على العدالة في سراقب"، وتحدثت في الفيلم حول الحرية والخوف من التيارات الإسلامية، ومن المجهول القادم، الذي أتى وتحقق فعلًا. بعدها، تلقّيت تهديدات، وخرجت من سراقب تحت جنح الليل. لم أكن أود القدوم إلى أوروبا، بل كانت لدي رغبة في البقاء في البلد، لأشهد عملية التغيير، وأشارك فيها، لكن لم يكن هنالك مخرج آخر سوى المغادرة. وكانت آخر عبارة كتبتها على جدران سراقب "بايع من شئت، فأنا بايعت وطني، وشعبًا يصرخ حرية.. حرية،" وذلك عندما بدأت عمليات البيعة، وبدأت فصائل إسلامية بالتشكّل، ليعيدونا إلى زمن قريش. فكنا بدلًا من أن نسمع، في خضم حالة ثورية، مصطلحات مثل "الحرية" و"المجتمعات" و"التطوير"، أصبحنا نسمع كلمات مثل "فلان يبايع فلان"، و"فلان يقاتل فلانا ليجبره على مبايعة فلان". بدأت أرى أن المجتمع يتم تغييره بطريقة ممهنجة، فمن خرجوا في بدايات الثورة يهتفون للحرية، عصبوا رؤسهم بعِصاب سوداء، وتكحّلوا، وأصبحوا يطالبون بدولة إسلامية، أدركت حينها أن المجتمع يتم تهجينه، وأصبح يحتال على نفسه.
في الوقت ذاته، أصبحت تجربة "حيطان سراقب" حالة يشار إليها. في البداية، ومن أجل قتل الفكرة، كانت هنالك مرحلة إعداد وتحضير لخلقنا كأعداء للمجتمع، فأصبح يشار إلينا بمصطلح "العلمانيين"! كان المصطلح جديدًا على المجتمع السوري، وكان يشار إلينا كذلك "بالشيوعيين"، وتم تحويلنا إلى أشخاص مضطرين إلى التخفّي في بعض الأحيان حتى يحافظوا على حياتهم. تزايد الخوف أكثر وأكثر، وأصبح علينا أن نختار مناطق للرسم قريبة منا أو نعرفها، أي أماكن آمنة نسبيًا، وكان يرافقنا أصدقاء يقفون حولنا للمراقبة، أصبحنا في حالة تأهب دومًا لعملية خطف، أو قتل.


(*) أخيرًا، في رأيك، ما الذي يميز التجربة السورية في الغرافيتي الثوري عن تجارب الشعوب الأخرى؟
أكثر ما يميز غرافيتي الثورة السورية هو الوحشية التي تعرضت لها تلك التجربة؛ لقد نشأ هذا الغرافيتي وتطور ضمن مرحلة زمنية قاسية جدًا خاضها الشعب السوري، ولا زال يرزح تحت وطأتها، حتى التجربة الفلسطينية، بكل آلامها، وبطول زمن معاناتها، لم تتعرض في رأيي للوحشية التي تعرضت لها التجربة السورية، وما رافقها من حراك في الغرافيتي. ورغم هذه الوحشية التي لم تشهدها تجربة غرافيتي أخرى في العالم، استطاعت مسيرة غرافيتي الثورة السورية أن تستمر، وتصمد بالحب والأمل.



*هذا الحوار أنجز ضمن بحث تعدّه الكاتبة حول "غرافيتي الثورة السورية"، مع مشروع الذاكرة السورية ــ المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.


هوامش:

[1] أنظر: صفحة الفيسبوك حيطان سراقب – Saraqeb Walls  https://www.facebook.com/SaraqebWalls