ترجمة: حسونة المصباحي
في الثلاثين من شهر أبريل/ نيسان من العالم الحالي (2024) فقدت الرواية الأميركية واحدا من رموزها الكبيرة، أعني بذلك بول أوستر (1947-2024) الذي ترك أعمالا مهمة أشهرها "ثلاثية نيويورك"، و"اختراع العزلة"، و"قصر القمر"، وغيرها. كما أنه اقتحم عالم السينما وأنتج فيلم Smoke الذي لاقى تجاوبًا كبيرًا مع جمهور الفن السابع.
وفي حوار أجرته معه "المجلة الأدبية الفرنسية" في عددها الصادر في شهر حزيران/ يونيو 2013، تحدث بول أوستر عن مختلف مراحل مسيرته الأدبية، وعن أشهر أعماله الروائية.
هنا ترجمة له:
(*) هل "واقعة الشتاء" أول عمل لك في مجال السيرة الذاتية؟
أوستر: لقد ألّفتُ ثلاثة كتب يمكن أن تنتسب إلى مجال السرة الذاتية. و"اختراع العزلة" تُنسّقُ بين كتابين قصيرين. الأول كتب بضمير الأنا، والثاني بضمير الغائب. ويتطرق "الشيطان من ذيله" إلى موضوع المال، أو إلى العوز المالي. ويجمع "الدفتر الأحمر" بين قصتين حقيقيتين، كنت قد قمت بجمعهما بين عام 1979 وعام 2000. بعدها عشت فترة استراحة. غير أن رغبتي في كتابة الرواية كانت دائما مصحوبة بجموح إلى السيرة الذاتية. وأضيف، وهذا ما يمكن أن يكون مثيرا للفضول، بأنني لا أعير اهتماما كبيرا لذاتي.
(*) ما هي العلاقة التي تُقيمها مع كتابة الذات؟
أوستر: أنا لا أروي حكاية بطريقة تقليدية. وأنا أنظر إلى حياتي انطلاقًا من زوايا مختلفة. وأنا أغيّر وجهات النظر لكي أتمكن من الإمساك بالكائن البشري في مجمله. ويعني ذلك أنني لا أروي قصتي وحدها، وإنما أتسرّبُ إلى جلد أيّ كان. و"واقعة شتاء" تهدفُ قبل كل شيء إلى تشريك القارئ. وأنا حملتها معي على مدى سنوات طويلة. وهي ولدت من رغبة حارقة في الاقتراب من الأشياء من وجهة نظر فيزيقية. وقد تركت القصة جانبا. وكتبت قصة الجسد. وما يشترك فيه بنو آدم جميعًا هو الجسد.
(*) هل يمكن أن نتحدث هنا عن طموحك في أن تكون مفهومًا من الجميع؟ وهل تأمل مثل روسو في تبادل شفاف مع القراء؟
أوستر: أتصور ذلك. لقد كنت دائمًا منقادًا برغبة مثالية في الوضوح، وفي الشفافية. وأنا أبذل جهودا مُضنية لكي أعطي انطباعًا بالسلاسة والرشاقة. وأنا أكتب جملًا جد شفّافة إلى درجة أن القارئ يمكن أن ينسى حضور اللغة. وفي مثل هذه الحالة، يمكنه أن يعيش التجربة المباشرة والمثيرة لواقع مُبتكر بالكلمات.
(*) "واقعة الشتاء" تعكس أيضًا كل تناقضات الوجود. هل هذا يعني أنك لا تعطي أولوية لموضوع من الموضوعات؟
أوستر: ليس هناك أيّ حكم في هذا الكتاب. لقد دخلت في تفاعل مع الخارج. بدأت الكتابة في الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني سنة 2011. وكانت نيويورك آنذاك تعيش شتاءً قاسي البرودة. وكان الثلج لا يتوقف عن النزول. ومنذ البداية تناغم عملي مع العناصر المتحررة من عقالها. وأبدًا لم أعمل بتلك السرعة في أيّ عمل من أعمالي السابقة. كما أني لم أعرف تركيزًا شبيهًا بذلك التركيز الذي رافقني من البداية إلى النهاية. في العادة تأخذ مني الرواية سنة، أو سنة ونصف السنة. إلاّ أنني أنهيتُ "واقعة الشتاء" في ظرف أربعة أشهر فقط. وقد توقّفتُ عن العمل في الربيع. وتركيب هذا المجموع يقوم على قوة من الصعب تصورها. وكنت قد أصبحت مرآة للواقع الذي كنت أرسمه. وكنت أشعرُ أن العالم ينعكس فيّ على شكل جمل. ويحدثُ أن نكتب ونحن في تناقض مع ما يُحطُ بنا. أما في هذه المرة فقد كنت في توافق كامل مع قساة الشتاء.
(*) هل أنت تخاطب الحياة بصفة عامة؟
أوستر: ربما... ربما... أنا لا أفكر في الأشياء بهذه الطريقة. ولكي أقول الحقيقة، كنت أرغب في أن أقاسم الشعور بأنني على قيد الحياة، وأنني أعيش في جسد، وفي فكر.
وأنا أتحدث عن الجسد، لكن هل هناك فرق بين الجسد والفكر؟ لا، كل شيء مرتبط ببعضه البعض، وكل شيء يتفاعل عبر المشاعر والأحاسيس والغرائز والأفكار، وذلك الشيء الذي تعودنا أن نسميه روحنا. لكن فعل ما أنا أفعل، ومحاولة أن تحدث بعد أن نجد زاوية خاصة على مسافة ما، ذاك هو الأكثر أهميّة من كل الأسئلة العقيمة، ومن كل ألاعيب أولئك الصحافيين الذين يريدون معرفة مكان مولدي، والمدارس التي تردّدتُ عليها.
(*) لقد كتبت الكثير من الشعر. ونقلت إلى اللغة الإنكليزية شعراء فرنسيين. لكن في سنّ الثلاثين، توقّفت عن ذلك، وتحدثت عن الطريقة التي بها يُعيق الشعر عملك، ويخنقك. هل بإمكانك العودة إلى تلك النصوص وجلبها إلى ما تكتبه اليوم؟
أوستر: ذات يوم، انتبهتُ إلى الفارق الذي يفصلُ العالم عن الكلمات. هناك مسافة يتعذّرُ تخفيضها بين ما نحن نشعر به وبين ذلك الشيء الذي نحن قادرون على التلفّظ به بوضوح. ليس بإمكان الكلمات أن تعبّر عن التجربة في عمقها، وفي امتلائها. باستطاعتي اليوم أن أقضي خمس سنوات في وصف الغرفة التي نوجد فيها الآن، أنت وأنا، مهتمًا بأدقّ التفاصيل، إلاّ أنني لن أبلغ ما أريد بلوغه. اللغة ليست دقيقة بما فيه الكفاية لمثل هذا التمرين.
(*) ألم يكن هذا سببًا في تحولك إلى كتابة الرواية؟
أوستر: لقد كان الأمر بمثابة عمليّة تحرر. حتّى ذلك الحين، كنت أريد ان أبلغ نوعًا من الاتقان في الكتابة. وإلى حقيقة غاية في الدقة. إلاّ أنني كنت أمضي بسرعة إلى الفشل. وفجأة اكتشفت أنه لا يمكن أن يوجد انتصار في الأدب لأنه يعيش من الجهد الذي يُبْذَلُ بهدف أن نفعل دائما ما هو أفضل. إلاّ أننا نسقط دائما، ونسقط، ونواصل السقوط. وكما يقول بيكيت: "أن نسقط أفضل المرة القادمة".
(*) كنت تقول بإنك انفتحت على العالم. وعالمنا يعيش أزمة. كان دائما متأزمًا. ما هو رهان الكتابة في إنسانيتنا المجنونة؟
أوستر: نعم... هناك دائما أزمة. ما هو دور الكتابة؟ ليس لديّ جواب مقنع ومُرض. وما نحن نفعله ككتّاب يكاد يكون من دون فائدة. قليل من الناس يقرأون، ويولون اهتمامًا بالأدب. وأحيانًا ينتابني شعور عنيف بأنّ الكتابة طريقة مُضحكة لقضاء الحياة. مع ذلك يمكن أن أقول إن عملي يكون مشروعًا بالجهد الذي أبذله كل يوم. لكن حين لا أكمل أيّ شيء، وأرى بعد 6 ساعات من العمل المضني أنّه لا يوجد سطرٌ واحدٌ جدير بالاحتفاظ به، فإني أدرك أنني جنّدتّ كل قواي لكي أقول الحقيقة على الورقة البيضاء. قليلة هي النشاطات والأعمال التي تتطلب مثل هذه التضحية، وهذا التفاني. هذا ما تعنيه الكتابة: أن نعطي. ويحدث أن تكون هناك لحظات نشعر فيها بأن ما نقوم به له قيمة ما. وهناك معجزات صغيرة تحدث. مثلا، قبل نحو عشرين عاما، وكان ذلك خلال حصار سراييفو، قرأ مدير مسرح روايتي "أنّا بلوم" على ضوء شمعة. وبعد أن أنهاها، قال: "يا إلهي، هذه القصة التي كتبها أميركي، هي أيضا قصتي، وهي تعكس وضعي وواقعي". وهكذا قرر مدير المسرح تحويل روايتي إلى مسرحية، ثم قام بإخراجها لتعرض في ظروف استثنائية. إنه لشيء خارق أن يتمكن كتابي الذي بدأته سنة 1969 وانهيته سنة 1980 من أن يكون موحيا بهذه الطريقة لرجل في أقصى الدنيا. وبعد ذلك بسنوات، سمعت قصة تقول بأن سجينًا فلسطينيًا وحارسه الجندي الإسرائيلي أصبحا صديقين لأن كل واحد منهما قرأ رواياتي. يعني هذا أن الأدب قادر على أن يكون له تأثير غير متوقع على الإطلاق. ولا أعتقد أن هناك شيئًا له مثل هذه القيمة الإنسانية التي يمتلكها الأدب.
وفي حوار أجرته معه "المجلة الأدبية الفرنسية" في عددها الصادر في شهر حزيران/ يونيو 2013، تحدث بول أوستر عن مختلف مراحل مسيرته الأدبية، وعن أشهر أعماله الروائية.
هنا ترجمة له:
(*) هل "واقعة الشتاء" أول عمل لك في مجال السيرة الذاتية؟
أوستر: لقد ألّفتُ ثلاثة كتب يمكن أن تنتسب إلى مجال السرة الذاتية. و"اختراع العزلة" تُنسّقُ بين كتابين قصيرين. الأول كتب بضمير الأنا، والثاني بضمير الغائب. ويتطرق "الشيطان من ذيله" إلى موضوع المال، أو إلى العوز المالي. ويجمع "الدفتر الأحمر" بين قصتين حقيقيتين، كنت قد قمت بجمعهما بين عام 1979 وعام 2000. بعدها عشت فترة استراحة. غير أن رغبتي في كتابة الرواية كانت دائما مصحوبة بجموح إلى السيرة الذاتية. وأضيف، وهذا ما يمكن أن يكون مثيرا للفضول، بأنني لا أعير اهتماما كبيرا لذاتي.
(*) ما هي العلاقة التي تُقيمها مع كتابة الذات؟
أوستر: أنا لا أروي حكاية بطريقة تقليدية. وأنا أنظر إلى حياتي انطلاقًا من زوايا مختلفة. وأنا أغيّر وجهات النظر لكي أتمكن من الإمساك بالكائن البشري في مجمله. ويعني ذلك أنني لا أروي قصتي وحدها، وإنما أتسرّبُ إلى جلد أيّ كان. و"واقعة شتاء" تهدفُ قبل كل شيء إلى تشريك القارئ. وأنا حملتها معي على مدى سنوات طويلة. وهي ولدت من رغبة حارقة في الاقتراب من الأشياء من وجهة نظر فيزيقية. وقد تركت القصة جانبا. وكتبت قصة الجسد. وما يشترك فيه بنو آدم جميعًا هو الجسد.
(*) هل يمكن أن نتحدث هنا عن طموحك في أن تكون مفهومًا من الجميع؟ وهل تأمل مثل روسو في تبادل شفاف مع القراء؟
أوستر: أتصور ذلك. لقد كنت دائمًا منقادًا برغبة مثالية في الوضوح، وفي الشفافية. وأنا أبذل جهودا مُضنية لكي أعطي انطباعًا بالسلاسة والرشاقة. وأنا أكتب جملًا جد شفّافة إلى درجة أن القارئ يمكن أن ينسى حضور اللغة. وفي مثل هذه الحالة، يمكنه أن يعيش التجربة المباشرة والمثيرة لواقع مُبتكر بالكلمات.
(*) "واقعة الشتاء" تعكس أيضًا كل تناقضات الوجود. هل هذا يعني أنك لا تعطي أولوية لموضوع من الموضوعات؟
أوستر: ليس هناك أيّ حكم في هذا الكتاب. لقد دخلت في تفاعل مع الخارج. بدأت الكتابة في الثالث من شهر يناير/ كانون الثاني سنة 2011. وكانت نيويورك آنذاك تعيش شتاءً قاسي البرودة. وكان الثلج لا يتوقف عن النزول. ومنذ البداية تناغم عملي مع العناصر المتحررة من عقالها. وأبدًا لم أعمل بتلك السرعة في أيّ عمل من أعمالي السابقة. كما أني لم أعرف تركيزًا شبيهًا بذلك التركيز الذي رافقني من البداية إلى النهاية. في العادة تأخذ مني الرواية سنة، أو سنة ونصف السنة. إلاّ أنني أنهيتُ "واقعة الشتاء" في ظرف أربعة أشهر فقط. وقد توقّفتُ عن العمل في الربيع. وتركيب هذا المجموع يقوم على قوة من الصعب تصورها. وكنت قد أصبحت مرآة للواقع الذي كنت أرسمه. وكنت أشعرُ أن العالم ينعكس فيّ على شكل جمل. ويحدثُ أن نكتب ونحن في تناقض مع ما يُحطُ بنا. أما في هذه المرة فقد كنت في توافق كامل مع قساة الشتاء.
(*) هل أنت تخاطب الحياة بصفة عامة؟
أوستر: ربما... ربما... أنا لا أفكر في الأشياء بهذه الطريقة. ولكي أقول الحقيقة، كنت أرغب في أن أقاسم الشعور بأنني على قيد الحياة، وأنني أعيش في جسد، وفي فكر.
وأنا أتحدث عن الجسد، لكن هل هناك فرق بين الجسد والفكر؟ لا، كل شيء مرتبط ببعضه البعض، وكل شيء يتفاعل عبر المشاعر والأحاسيس والغرائز والأفكار، وذلك الشيء الذي تعودنا أن نسميه روحنا. لكن فعل ما أنا أفعل، ومحاولة أن تحدث بعد أن نجد زاوية خاصة على مسافة ما، ذاك هو الأكثر أهميّة من كل الأسئلة العقيمة، ومن كل ألاعيب أولئك الصحافيين الذين يريدون معرفة مكان مولدي، والمدارس التي تردّدتُ عليها.
(*) لقد كتبت الكثير من الشعر. ونقلت إلى اللغة الإنكليزية شعراء فرنسيين. لكن في سنّ الثلاثين، توقّفت عن ذلك، وتحدثت عن الطريقة التي بها يُعيق الشعر عملك، ويخنقك. هل بإمكانك العودة إلى تلك النصوص وجلبها إلى ما تكتبه اليوم؟
أوستر: ذات يوم، انتبهتُ إلى الفارق الذي يفصلُ العالم عن الكلمات. هناك مسافة يتعذّرُ تخفيضها بين ما نحن نشعر به وبين ذلك الشيء الذي نحن قادرون على التلفّظ به بوضوح. ليس بإمكان الكلمات أن تعبّر عن التجربة في عمقها، وفي امتلائها. باستطاعتي اليوم أن أقضي خمس سنوات في وصف الغرفة التي نوجد فيها الآن، أنت وأنا، مهتمًا بأدقّ التفاصيل، إلاّ أنني لن أبلغ ما أريد بلوغه. اللغة ليست دقيقة بما فيه الكفاية لمثل هذا التمرين.
(*) ألم يكن هذا سببًا في تحولك إلى كتابة الرواية؟
أوستر: لقد كان الأمر بمثابة عمليّة تحرر. حتّى ذلك الحين، كنت أريد ان أبلغ نوعًا من الاتقان في الكتابة. وإلى حقيقة غاية في الدقة. إلاّ أنني كنت أمضي بسرعة إلى الفشل. وفجأة اكتشفت أنه لا يمكن أن يوجد انتصار في الأدب لأنه يعيش من الجهد الذي يُبْذَلُ بهدف أن نفعل دائما ما هو أفضل. إلاّ أننا نسقط دائما، ونسقط، ونواصل السقوط. وكما يقول بيكيت: "أن نسقط أفضل المرة القادمة".
(*) كنت تقول بإنك انفتحت على العالم. وعالمنا يعيش أزمة. كان دائما متأزمًا. ما هو رهان الكتابة في إنسانيتنا المجنونة؟
أوستر: نعم... هناك دائما أزمة. ما هو دور الكتابة؟ ليس لديّ جواب مقنع ومُرض. وما نحن نفعله ككتّاب يكاد يكون من دون فائدة. قليل من الناس يقرأون، ويولون اهتمامًا بالأدب. وأحيانًا ينتابني شعور عنيف بأنّ الكتابة طريقة مُضحكة لقضاء الحياة. مع ذلك يمكن أن أقول إن عملي يكون مشروعًا بالجهد الذي أبذله كل يوم. لكن حين لا أكمل أيّ شيء، وأرى بعد 6 ساعات من العمل المضني أنّه لا يوجد سطرٌ واحدٌ جدير بالاحتفاظ به، فإني أدرك أنني جنّدتّ كل قواي لكي أقول الحقيقة على الورقة البيضاء. قليلة هي النشاطات والأعمال التي تتطلب مثل هذه التضحية، وهذا التفاني. هذا ما تعنيه الكتابة: أن نعطي. ويحدث أن تكون هناك لحظات نشعر فيها بأن ما نقوم به له قيمة ما. وهناك معجزات صغيرة تحدث. مثلا، قبل نحو عشرين عاما، وكان ذلك خلال حصار سراييفو، قرأ مدير مسرح روايتي "أنّا بلوم" على ضوء شمعة. وبعد أن أنهاها، قال: "يا إلهي، هذه القصة التي كتبها أميركي، هي أيضا قصتي، وهي تعكس وضعي وواقعي". وهكذا قرر مدير المسرح تحويل روايتي إلى مسرحية، ثم قام بإخراجها لتعرض في ظروف استثنائية. إنه لشيء خارق أن يتمكن كتابي الذي بدأته سنة 1969 وانهيته سنة 1980 من أن يكون موحيا بهذه الطريقة لرجل في أقصى الدنيا. وبعد ذلك بسنوات، سمعت قصة تقول بأن سجينًا فلسطينيًا وحارسه الجندي الإسرائيلي أصبحا صديقين لأن كل واحد منهما قرأ رواياتي. يعني هذا أن الأدب قادر على أن يكون له تأثير غير متوقع على الإطلاق. ولا أعتقد أن هناك شيئًا له مثل هذه القيمة الإنسانية التي يمتلكها الأدب.