Print
علي مواسي

قصيدتان

22 نوفمبر 2016
شعر

(1)

لا لشيء

 

نسرّبُ سوائلَنا المنويّةَ

في زجاجاتٍ معقّمة

 

نحفرُ في الرّملِ الرّخوِ مدينةً

كيْ نشتري الملابسَ الدّاخليّةَ

ومسحوقَ الحليب

 

نمرّرُ ألفَ كعكةٍ إلى العاصمة

عبرَ ثقبٍ في

الجدار

 

 

نبني بيتَنا المطحونَ مئةَ مرّةٍ

في رياحِ الجنوب

 

نجتاحُ في أعيادِ المسلمينَ

المدنَ السّاحليّة

 

نحتفلُ بدفنِ جثّةٍ

بعد ثلاثمئةِ يومٍ منَ

الانتظار

 

نصنعُ منْ أنابيبِ المياهِ

ما يُدْخِلُ إلى ملجأ

دولةً كاملة

 

نشربُ ماءً وملحًا

لنرى في سماءٍ طبيعيّةٍ

قمرًا طبيعيًّا

 

نتلقّى السّقفَ فوقَ رؤوسِنا في صوريفَ

وحيدينْ

بعدَ سبعِ ساعاتٍ منْ عنادِ

الرّصاصِ في وجهِ

الكتيبة

 

نبحرُ ألفَ ميلٍ نحوَ العالمِ الأوّلِ

في زورقِ صيدْ

منّا مَنْ يختارُ أبديّةَ الماءِ

في الطّريق

 

 

نسقطُ منَ الطّابقِ السّابعِ في شارعِ الحمراءِ

رقصًا

بعدَ أنْ رفضتْنا المدينةُ

ورفضنا العالم

 

نأكلُ العشبَ

والقطط

 

ولا ننسى أن نعزفَ على البيانو

لما تبقّى منّا في شوارعِ

الحصار

 

نفعلُ كلَّ ذلكَ

لا لشيءٍ

سوى أنّنا نريدُ أنْ

نعيش

 

(2)

 

علبة

 

بردٌ

إلّا منْ دمٍ يجري في مساراتِ السّؤالْ

صمتٌ

إلّا منْ كلامٍ في السّدى السّحيقْ

عتمةٌ

إلّا منْ حريقٍ في

العميقِ

العميقْ

 

كلّما فَكَكْتَ عقدةَ علبةٍ

صَغُرَ وجودُكَ في علبةٍ أعتى

 

كلّما حَلَلْتَ أحجيةَ بابٍ

خرجتَ إلى

انغلاقْ

 

إنّها الحيطانُ

محبوسةٌ بِكَ عنِ الخارجِ المجهولْ

تحاولُ ملامحَها عليْكَ بأصابعِ الجدوى

وتغفو حينَ تملؤُكَ بِها

بِلا

ج

د

و

ى

 

إنَّها اللّغةُ
يتّسعُ ضيقُها كلّما اتّسعتَ

لتنأى في العقيمْ

تقولُها

تعيدُ ذاتَكَ

تعيدُكَ

سُدًى منَ التّردادْ

 

إنَّها يدُكَ

تخوضُ فيما ليسَ فيكْ

تتّسخُ باللّا شيءِ

تُنْقِصُكَ كلّما

زادتْكْ

 

إنّها الحيطانُ اللّغةُ يدُكَ

 

إنّها

أنتَ

العلبةُ

 

حرّرْكَ منْكَ

تَصِلْكْ

 

*شاعر من فلسطين المحتلة 48


(