على الرغم من أن الحياة لم تمنحه من العمر سوى تسعة وخمسين عامًا، إلا أن القسّ العراقي "ألفونس منجنة" أو "منكانا" حمل على عاتقه مهمة تقديم الشرق بأديانه المتعدّدة وحضارته الغنية إلى الغرب. يقول الدكتور في جامعة "القدّيس يوسف" في بيروت، سمير خليل سمير، في دراسة أعدّها في العام 1990 حول حياة القس الكلداني ألفونس منجنة، إن الأخير وُلد في العام 1878 في قرية "شرانش العليا" أو "شرانش النصارى" في قضاء "زاخو" الواقع في شمال العراق. واستبدل اسمه الحقيقي "هرمز" لاحقاً بـ"ألفونس". أمضى ألفونس بعض شبابه في دير الآباء الدومينيكان في الموصل، حيث درس اللاهوت، وكان ملمّاً باللغات السريانية والعربية والفارسية والكردية والعبرية واللاتينية والفرنسية. وأثناء عمله كاهناً ومدرّساً في "دير الربان"، تملّكته هواية البحث في المخطوطات القديمة، خاصة السريانية منها، ثمّ اهتم بجمع المخطوطات.
هاجر القس ألفونس من مرفأ بيروت في العام 1913 إلى إنجلترا، حيث باشر تدريس اللغات واللاهوت في مركز "كويراك" بضواحي مدينة برمنغهام، وتعرّف هناك إلى إيما صوفي فلور التي أصبحت زوجته وأمّاً لابنين: جون وميري. وتشير المصادر الأكاديمية إلى أن القس ألفونس أو هرمز، يتحدّر من أسرة كلدانية ميسورة الحال، وأن والده بول (بولص) كان قساً كاثوليكياً عمل في بداية حياته في منطقة بيغو على الحدود التركية مع العراق. وللقس ألفونس سبعة أشقاء، خمسة صبيان وفتاتان. وكان ألفونس أكبرهم. وبالتالي كان من الطبيعي أن يتبع خطى والده ويلتحق بالكهنوت.
درّس القس ألفونس علم المخطوطات في أرقى الجامعات البريطانية؛ كامبريدج ومانشستر وبرمنغهام، وألّف كتباً عدّة عن اللغات الشرقية أثناء إقامته في مانشستر بشكل خاص، ثم تفرّغ في منتصف العشرينيات للترحال بين إنجلترا وبلاد الشرق الأوسط ، حيث سافر في ثلاث رحلات إلى سورية والعراق ولبنان وفلسطين.
الرحلة الأولى كانت في ربيع عام 1924، نحو الموصل، وقد سافر من بيروت إلى حلب، ثم الموصل، السليمانية وهمدان. وتذكر المراجع التاريخية أنه اشترى خلال تلك الرحلة اثنين وعشرين مخطوطًا عربيًا سريانيًا لصالح مكتبة "جون ريلاند"، كما اشترى بعض المخطوطات السريانية للدكتور كادبوري التي شكّلت نواة "مجموعة منجنة".
أما الرحلة الثانية فكانت في خريف عام 1925، نحو كردستان وأعالي بلاد ما بين النهرين، عبر دمشق، وبغداد، وكرمنشاه والموصل وجنوب كردستان. واشترى خلال الرحلة عددًا كبيرًا من المخطوطات السريانية للدكتور كادبوري، وبعض المخطوطات العربية.
وتوجه في الرحلة الثالثة في عام 1929، إلى مصر وزار شبه جزيرة سيناء، وصعيد مصر، وعاد من هناك بمجموعة ثمينة من المخطوطات العربية الإسلامية، وبعض المخطوطات القبطية واليونانية وغيرها.
جمع القس ألفونس خلال رحلاته الثلاث أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة كُتبت بأكثر من عشرين لغة، منها: العربية والسريانية، والإثيوبية، والجورجية، والعبرية، والسامرية والأرمنية. وتضمّ المجموعة العربية الإسلامية أكثر من ألفي مخطوط تخصّ الموضوعات الدينية أساسًا، بما في ذلك تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، والقانون، الأدب والعلم والتصوّف.
أما مجموعة المخطوطات المسيحية العربية، فتضم مئتين وسبعين مخطوطًا بما في ذلك نسخة قديمة جدًا من الترجمة العربية لبعض الأعمال التي كتبها مار أفرام السرياني. وهناك أكثر من ستمئة وستين من المخطوطات السريانية المسيحية، بما في ذلك وثائق الكنيسة، والأناجيل، وحياة القديسين والمواعظ. وتعتبر "مجموعة منكانا" من المخطوطات السريانية الأهم على مستوى العالم، بعد مجموعة المخطوطات السريانية في المكتبة البريطانية، ونظيرتها في مكتبة الفاتيكان. أما مجموعة المخطوطات المسيحية العربية، فلا تتفوّق عليها في المكتبات الغربية إلا المخطوطات المسيحية العربية في مكتبتي الفاتيكان والمكتبة الوطنية في باريس. كما ضمّت "مجموعة منكانا" أيضًا مخطوطات باللغة الأرمنية والقبطية، والجورجية، واليونانية، والعبرية، والفارسية، والسامرية والسنسكريتية.
كثيرٌ من المخطوطات التي جمعها القس ألفونس هي عبارة عن نسخ فريدة من نصوص غير معروفة حتى الآن، وبعضها الآخر مكتوبٌ وموقّعٌ من قبل مؤلفين معروفين أمثال تقي الدين المقريزي وأبو عيسى محمّد الترمذي. ولا تزال مجموعة المخطوطات التي جمعها القس ألفونس معروضة في متحف مدينة برمنغهام، وتُعرف باسم "مجموعة منجنة" وتضم ثلاثة آلاف مخطوط.
وتعتبر جامعة برمنغهام أن أهمية "مجموعة منجنة" لا تقتصر على محتوى الوثائق، بل أيضاً، ما ضمته من وثائق مصورة ومكتوبة، وما عرضته من مواد طبيعية كُتبت ورسمت عليها المخطوطات مثل؛ الرق والبردي والورق العربي القديم، فضلًاعن أمثلة من تقنيات التغليف والتجليد التي كانت متّبعة في الشرق الأوسط قديمًا.
وفي تعليقه على أهمية ما قام به القس ألفونس، خلال حياته ورحلاته بين الشرق والغرب، يقول الدكتور سمير خليل سمير: كان هدف القس ألفونس منذ سنّ مبكرة وحتى وفاته فجأة في العام 1937 تقديم التقاليد المسيحية الشرقية، الغنية جداً والمجهولة جداً، للطلاب الشرقيين والغربيين على حدّ سواء، وبكل الوسائل الممكنة. لقد سعى من خلال "مجموعة منجنة" والعشرات من الدراسات والترجمات إلى مساعدة الغرب على فهم أفضل للمسيحية التي بُعثت إلى العالم من الشرق.
هاجر القس ألفونس من مرفأ بيروت في العام 1913 إلى إنجلترا، حيث باشر تدريس اللغات واللاهوت في مركز "كويراك" بضواحي مدينة برمنغهام، وتعرّف هناك إلى إيما صوفي فلور التي أصبحت زوجته وأمّاً لابنين: جون وميري. وتشير المصادر الأكاديمية إلى أن القس ألفونس أو هرمز، يتحدّر من أسرة كلدانية ميسورة الحال، وأن والده بول (بولص) كان قساً كاثوليكياً عمل في بداية حياته في منطقة بيغو على الحدود التركية مع العراق. وللقس ألفونس سبعة أشقاء، خمسة صبيان وفتاتان. وكان ألفونس أكبرهم. وبالتالي كان من الطبيعي أن يتبع خطى والده ويلتحق بالكهنوت.
درّس القس ألفونس علم المخطوطات في أرقى الجامعات البريطانية؛ كامبريدج ومانشستر وبرمنغهام، وألّف كتباً عدّة عن اللغات الشرقية أثناء إقامته في مانشستر بشكل خاص، ثم تفرّغ في منتصف العشرينيات للترحال بين إنجلترا وبلاد الشرق الأوسط ، حيث سافر في ثلاث رحلات إلى سورية والعراق ولبنان وفلسطين.
الرحلة الأولى كانت في ربيع عام 1924، نحو الموصل، وقد سافر من بيروت إلى حلب، ثم الموصل، السليمانية وهمدان. وتذكر المراجع التاريخية أنه اشترى خلال تلك الرحلة اثنين وعشرين مخطوطًا عربيًا سريانيًا لصالح مكتبة "جون ريلاند"، كما اشترى بعض المخطوطات السريانية للدكتور كادبوري التي شكّلت نواة "مجموعة منجنة".
أما الرحلة الثانية فكانت في خريف عام 1925، نحو كردستان وأعالي بلاد ما بين النهرين، عبر دمشق، وبغداد، وكرمنشاه والموصل وجنوب كردستان. واشترى خلال الرحلة عددًا كبيرًا من المخطوطات السريانية للدكتور كادبوري، وبعض المخطوطات العربية.
وتوجه في الرحلة الثالثة في عام 1929، إلى مصر وزار شبه جزيرة سيناء، وصعيد مصر، وعاد من هناك بمجموعة ثمينة من المخطوطات العربية الإسلامية، وبعض المخطوطات القبطية واليونانية وغيرها.
جمع القس ألفونس خلال رحلاته الثلاث أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة كُتبت بأكثر من عشرين لغة، منها: العربية والسريانية، والإثيوبية، والجورجية، والعبرية، والسامرية والأرمنية. وتضمّ المجموعة العربية الإسلامية أكثر من ألفي مخطوط تخصّ الموضوعات الدينية أساسًا، بما في ذلك تفسير القرآن الكريم، والحديث الشريف، والقانون، الأدب والعلم والتصوّف.
أما مجموعة المخطوطات المسيحية العربية، فتضم مئتين وسبعين مخطوطًا بما في ذلك نسخة قديمة جدًا من الترجمة العربية لبعض الأعمال التي كتبها مار أفرام السرياني. وهناك أكثر من ستمئة وستين من المخطوطات السريانية المسيحية، بما في ذلك وثائق الكنيسة، والأناجيل، وحياة القديسين والمواعظ. وتعتبر "مجموعة منكانا" من المخطوطات السريانية الأهم على مستوى العالم، بعد مجموعة المخطوطات السريانية في المكتبة البريطانية، ونظيرتها في مكتبة الفاتيكان. أما مجموعة المخطوطات المسيحية العربية، فلا تتفوّق عليها في المكتبات الغربية إلا المخطوطات المسيحية العربية في مكتبتي الفاتيكان والمكتبة الوطنية في باريس. كما ضمّت "مجموعة منكانا" أيضًا مخطوطات باللغة الأرمنية والقبطية، والجورجية، واليونانية، والعبرية، والفارسية، والسامرية والسنسكريتية.
كثيرٌ من المخطوطات التي جمعها القس ألفونس هي عبارة عن نسخ فريدة من نصوص غير معروفة حتى الآن، وبعضها الآخر مكتوبٌ وموقّعٌ من قبل مؤلفين معروفين أمثال تقي الدين المقريزي وأبو عيسى محمّد الترمذي. ولا تزال مجموعة المخطوطات التي جمعها القس ألفونس معروضة في متحف مدينة برمنغهام، وتُعرف باسم "مجموعة منجنة" وتضم ثلاثة آلاف مخطوط.
وتعتبر جامعة برمنغهام أن أهمية "مجموعة منجنة" لا تقتصر على محتوى الوثائق، بل أيضاً، ما ضمته من وثائق مصورة ومكتوبة، وما عرضته من مواد طبيعية كُتبت ورسمت عليها المخطوطات مثل؛ الرق والبردي والورق العربي القديم، فضلًاعن أمثلة من تقنيات التغليف والتجليد التي كانت متّبعة في الشرق الأوسط قديمًا.
وفي تعليقه على أهمية ما قام به القس ألفونس، خلال حياته ورحلاته بين الشرق والغرب، يقول الدكتور سمير خليل سمير: كان هدف القس ألفونس منذ سنّ مبكرة وحتى وفاته فجأة في العام 1937 تقديم التقاليد المسيحية الشرقية، الغنية جداً والمجهولة جداً، للطلاب الشرقيين والغربيين على حدّ سواء، وبكل الوسائل الممكنة. لقد سعى من خلال "مجموعة منجنة" والعشرات من الدراسات والترجمات إلى مساعدة الغرب على فهم أفضل للمسيحية التي بُعثت إلى العالم من الشرق.