Print
علي رشيد

معاً

20 يونيو 2018
شعر



إلى وصفي ... أخي الذي فُقد في الحرب منذ ثلاثين عاما...

في الصباح نتبادل السجائر، والقهوة.
أنا أشربها ممزوجة بالمرارة، وأنت تمدّ لها يدا مثلومة.
أنت معي بقميصك الذي لم يجفّ، وتمائمك المتدليّة كالأسى.
تحتضن حبيبتك التي أضناها فقدانك،
بينما تحمل حقيبتك بأصابع عارية.

ما زلت نديّا
كما لو أنك لم تبلغ الحياة بعد.
تتفقّد الجياد التي ستحملك إلى السماوات
تتمهّل في غيابك، لتدحض بقاء فاسدا يبطش بانتظارنا.
أعرف أن عودتك مستحيلة،
وأعرف أنّني سأتحسّس الوجع المذعور في أحشائي ثانية كلّما باغتّني في الحلم.
كما أعرف أن الحرب ستتكئ على الندم
لأنها قشّرت سنواتك الغضّة بشراهة.