Print
سما هلسة

خيبة

11 أكتوبر 2020
سير

كل الاحتمالات كانت واردة وكل التوقعات كانت خيبات مخبأة في حقائبها، أهدتني إياها لاحقا..
الخيبات الكبيرة تأتي دائما من التوقعات العالية. امتنع عن التوقع. التوقعات تجعلك دائم الانتظار. أن تنتظر مقابل ما تقدم. إذا قدمت أي شيء، وأنت تتوقع أن تستقبل مثيله، توقف عن تقديم ذلك، احمِ نفسك من الخيبات، لأن أصعب الجراح جرح الخيبة والخذلان.
كنت أنثر الورود لأعبد طريقها فرحا. ولم أكن أدري بأن خطواتها التي كانت تدوس الورود كانت تدوسني معها. كانت تتمتع بالورد الذي يملأ أنفاسها وطريقها. ولم تبال بعاشق كان يجرح يديه في قطفها ..
وأنا كنت أعلم كل ذلك ولكنني لم أستمع لنفسي. كنت أكذب نفسي في كل مرة أبادل فيها الوردة بالخيبة.
ومن فضل الوعي أن تدرك حماقتك؛ حماقة رجل ذهل أمام شعر متموج ليلي، وأظافر طويلة حمراء، وكعبٍ نسائي يدوس أي شيء يعترض طريقه. رجل أشعلته حمرة شفاه فاقعة، وعرف بعدها أن الأمر لا يحتاج إلى الوقوف أمام المرآة طويلا فقد وجدوا البديل لتوريد دائم.
حتى بدأ يستيقظ من حالة الذهول وفك طلاسم جمالها.  هي الجميلة التي تستطيع أن تفكك كل قطعة من وجهها لتعرف أصلها.. ومكان تصنيعها.
أي علمٍ هذا الذي استطاع أن يصنع وجها جديدا ببعض الدنانير؛ من الحاجب إلى الذقن توجد متاهات من الأعمال الفنية المحكمة الصنع.  وأي رجل غبي كنت عندما بهرت!!
يشبه الأمر وقوفك أمام لوحة ليلة النجوم لـ فان غوخ في نيويورك.. وتتهافت عليك المشاعر العظيمة والساحرة، وتكتشف فجأة أنك أمام نسخة منها قلدت بإتقان، وأنك في زقاق متحفٍ وطنيٍ بامتياز...!

(الأردن)