Print
سما هلسة

ذات مساء..!

26 فبراير 2020
يوميات
حسناً إذاً... إفرحي.. ارتدي أفضل ثيابكِ مساء اليوم.. ضعي عقدك المفضل أيضاً.. تزيني جيداً.. لا تنسي أن تلوني وجهك ببعض المساحيق، والعطر.. أكثري منه..!

هل خذلك؟!

.. ليس بعد!

إذاً انتظري قليلاً.. استمعي إلى الكثير من الوعود.. أنت مميزة.. أنت الأجمل على الإطلاق.. وجهك مرسوم كي يمجد الخالق حين يراه.. وهو الأكثر حظاً ليفوز بكِ..


وإنه يحبكِ.. يحبكِ بكل حالاتكِ وكل تفاصيلك.. وإنكما استثناء.. أنتما معاً استثناءّ لكل علاقات الحب التي مضت والتي ستأتي.. لن تدخلا في المشاكل التي تسمعين عنها.. لن يساوره الملل.. لن يلتفت لغيركِ.. من المستحيل أن لا يشاركك تفاصيله، أنت دائما أول أولوياته..

الآن ماذا بعد..!

هل تشربتِ كل تلك الوعود؟ هل آمنت بفكرة التميز والجمال والاستثناء..! هل كللتِ نفسكِ عليه..؟

ممتاز.. أنت تسيرين في الطريق الصحيح..!


ترقبي إذاً.. ستبدأ النهاية.. سيبدأ الانسحاب.. ترقبي حججاً مقنعة.. سوف تؤمنين بها وسوف تساعدينه ليختلقها..


ها أنت الآن وحيدة.. تعيشين وحيدة.. تبحثين عن الأصدقاء كي تشاركينهم تفاصيل يومك لا هو.. تنامين تأكلين.. تحلمين.. وحدكِ.

لا، لا تتعبي نفسك.. لن يغير الفستان الجديد رأيه.. لن يستفز كعبك العالي رجولته.. لن تكون الحمرة والكحل هما الحل.. أبدا!

لا تقضي على ما تبقى من كرامتك بلعبة التغيير!

فقد امتلكك.. استنزفك.. امتص كل الرحيق بداخلك لم يعد هناك المزيد بالنسبة له على الأقل..!


سيذهب ليبحث بين الزهور عن رحيق آخر.. أكثر شباباً وأقل مسؤولية.. يشبهك قبل أن تعرفينه.. يشبه عنفوانك وأحلامك وضحكاتك السابقة.

والآن ماذا تنتظرين..! لن يعود..

توقفي للحظة أمام المرآة.. نعم أنتِ جميلة.. ما زلت الأكثر جمالاً.. ولا يزال هناك الكثير ينتظركِ بعيداً بعيداً.. فحلقي..

 

*كاتبة من الأردن