Print
محمود الريماوي

هكذا يمضي العمر

28 فبراير 2020
شعر
أقتاتُ على أعشاب
وأوراق شجر
وورود
تنبت في حقول القارات،
أتملّى هيئتها
أتنشق روائحها
أتفحّص سطحها
أتذوقها ببطء ورجاء
وأمضغ ما استسغتُ منها
حتى أبلغ حدّ الاكتفاء،
ثم يأتي سواي
بالفضول عينه
بالحماسة ذاتها
إلى الكلمات نفسها
(التي أسميتها أعشاباً ووروداً وأوراقا)

يجدها كما هي
يانعة
تامة النضارة
وفتنة للناظرين
كأن لم يقع عليها نظر
ولم يمسسها أحد
فيجرّب حظّه معها.

تماماً مثلما جئتُ
بعد آخرين كُثُر
وتناولتُ بِنَهم كلماتِ قديمة
مأكولة من قبل،
.. هكذا يمضي العمر

في صومعة نظيفة فسيحة
يرتادها مشردو الروح
يعكفون جلوساً
ومتوحدين كالنساك وصرعى الإدمان
على مضغ ما لا يُحصى من كلمات
سواءً ثقيلة أو أثيرية
حتى بلوغ الدرجة..
درجة النشوة والذبول،

وهو ما يميّزهم
عن أبقار الحقول الماضغة وقوفاً.