باحثا عن تميمة
تنير لك طريق الحياة
تعترضك فراشات بلون السماء
تحمل وصية الغابرين
تنشدك قصائد
سقطت سهوا من العيون
وأنت..
ما أنت سوى كائن
تقوده خطاه
إلى جحيم الممرّات الضيقة
قادك القدر إلى السّعي
وراء ذاكرة فقدت روحها
عند التذكّر
عند التفكّر..
تجسّد الوقت
دواء لعتق الروح
ولِدفع الحسد
فتح لك أبواب المجهول
من يوم مولدك
ويوم ضياع حكمتك
* * *
من لحظة تسكنك
حين طلب الحقيقة
ستسكنها
حين التمرّد على روح الحقيقة
أنت الغائب فيها من رسم العقل
السّاكن لميثاق الفصل
تحاول دائما ختم الرّحلة
في وسم الريح
وفي حجز تذكرة الخروج
قبل الأوان
فقبل الامتحان
تضيع البدايات
وتتعدد النهايات
من أجل امتلاك طريق للخلاص
ودفع جزية النقاء الأزلي
ونحت طريق
يجاهد النّفس
على تخطي ولادته الأولى
نحو ولادة
لا تغيب عنها الشمس
* * *
في الصّورة
من تصوّر فناءه
من تدبّر حياءه
من استجمع قواه وأحلامه
وخياله الفاتن
حتى يشيّد خلوده
وفي النقيض
من ينقذ هلوسات الكائن
من الجنون
من؟
من يسأل عن أساطير المغيّبين
والغائبين
حمل لواء حقيقته الغائبة
وخلوده الضائع
في الدفاتر القديمة.
*شاعر تونسي، رئيس تحرير "مدارات ثقافية".