Print
ميرنا الرشيد

اعترافات واشتياقات

20 سبتمبر 2020
شعر

لا شيء سوى الصراخ

يُطفئُ لظى قلبي

حبالُ الحَنجرةِ تقطعتْ

الأضلاعُ تقلصتْ وتمدّدتْ

قسماتُ الوجهِ الدافئِ تبشعتْ وتمردتْ

أتعرفُ ما الذي يوقفُ طوفانَ الحُزنِ والغضبْ؟

أن أرتميَ كُلي إليكْ

بين أصابعِكَ المُدببةِ

وانعكاسِ وجهي في عينيكْ

أتعرفُ ما الذي يخفف من رعشة الأطرافِ والألم؟

أن تعودَ إليّ

يا مُهملًا شَهَقاتي

بعددِ الثواني

ورَشَفاتِ العَرقِ على شفتيكْ

يا هاربًا إلى الحاناتِ

من فيضِ حُبي

وعَتَبي عليكْ

متى تُبدّلُ غدرَ الأصحابِ

ورتابةَ السنينِ

بحقائِقَ أتلوها دائمًا على مسمعيك؟

--------------

ها أنتَ مبتعدٌ عني الآن

أتظنُ أنكَ ستكونُ مرتاحًا خاليًا من الأحزان؟

أعرفُ أنكَ وحيدٌ ممددٌ بين الكؤوسِ

وبقايا الطعام

أبصِرُهُم وقد أنهكوكْ

كعادَتِهم

وقد هَجَروكْ

بعد أن أفرغوا بضعَ ساعاتٍ من البؤسِ والمللْ

بالقربِ منكَ

يا تاركًا شوقي من أجلِ لحظاتٍ من السُكرِ وحُفنةٍ من البشر

--------------

هجرتُ الكتابةَ لأجلكَ

امتنعتُ عن الصحافةِ لأكونَ بِقُربِكَ

أشحتُ عينيّ عن المشردينَ على الحدود

والأذلاءِ على الطوابيرِ

والنائمينَ خارجَ البيوت

صممتُ أذنيّ عن السياسيينَ وتحليلاتِهم

والمؤلفينَ ودراساتِهم

في الطبِ والاقتصادِ والدينْ

ولم يَعُد يعنيني من الثقافةِ والأدبِ

سوى حرفَين أبجَديينِ

الباءُ والميمْ

--------------

أطالِعُ كُتبَ التنجيمِ والأفلاكْ

أستمعُ إلى العرّافاتِ والبصاراتْ

أراقبُ الكواكبَ والنجومَ في السماءْ

أسالُ العارفينَ بالأمرِ والعارفاتْ

متى يتحركُ فينوس في الجوزاء

عائدًا إليَّ باعترافاتِ الحُبِّ والاشتياقاتْ؟

--------------

حسنًا، إن لم أعُد نقطةَ الضعفِ لَدَيكْ

ومساحةَ الأمانِ

ومخبَأكَ

ومعبُودَتَكَ في الصباحِ وآخرِ الليلْ

أليس هذا ما كنتَ تقولُهُ ونحن على الأريكةِ مُلتَصقَين؟

حسنًا، إن لم تفِ بوعدكَ أن الأيامَ ستعودُ إلى ما كانتْ عليه

سيظلُّ الدمعُ يقودُني إليكْ

سأُحَضِرُّ الأطباقَ كأننا معًا على الرغمِ من كُلِّ شيء

سأناديكَ في صحوَتي وأحلامي

تعالَ،

لقد أضناني الشوقُ إليكْ.

*كاتبة وصحافية سورية.