Print
المعتصم الخالدي

إلى متمرّدة

7 يناير 2021
شعر

أحبك، يخونني التعبير يا صديقتي
وأنسى أمام جبروت عينيك أحلى الكلام
وأنت القوية.. المتمردة.. وأنا بقايا دنيا وبقايا حطام
تنسين الحب بلحظة، وتتجاهلين الغرام
إذًا على قلبي السلام
هل نسيت كم قبلة أهديتك تحت المطر.. بين حبات المطر
تعالي نسأل الليل والنجوم والقمر
سيسرد قصتنا البحر والحجر
فهل صلت لنا دمشق أو بكت بيروت.. أو غنت لنا فيروز.. حبنا في خطر
وهل أزهر الدوح عبقا، أو غرد العندليب
ولم يرجع أيلول وأوراق الخريف والشجر
يا متمردة، ترقصين على أنغام كلماتي
وتتباهين بجمال خصرك، وسحر شفتيك
وعيني وطن... ما أحلى النظر
هل نسيت تشرين، وذاك الطفل النائم بين ذراعيك وأغنيات لست أنساها إن نسيت
ونسيت مواسم الحنين، وذكريات البكاء
وليل الورد والحنطة، وأبيات شاعر يبحث عن منفى
هل نسيت بأن عينيك هما وطني
وأن حضنك هو مينائي ومرساتي ودفاتري وأحزاني
وجسدك الممشوق.. هو بحري وشعري
وآيات إنجيلي ولحظات عشتها بين الصور
وهل هناك قصيدة لا تعبر من بين نهديك
أو تتوسل خصرك الدفاق كي يطلع القمر
أو تعبير هارب من كتب الأبجدية لا يتكلم
عن تمرد فتاة من نار ومن جمر
وعن أنثى لم يبدع الله.. مثلها إلا آياته في التوراة.. ونجوم في السماء.. وألحان المطر
فهل تذكرت الآن.. يا متمردة.. القبل
أو همسات الغزل
انسي ما شئت.. وتجاهلي كيف ما شئت
ولكن لا تظلمي قصائدي في شعرك الأسود الطويل.. وتصوفي في حبك العميق، وتطرفي في ليل عينيك الجميل
فأنا أحبك.. أحبك.. حتى الأزل

(سورية)