Print
نجوى هدبة

شرايين عتيقة

31 مارس 2021
شعر

شراييني عتيقة
في انتظار الفرح
تئنّ الدقائق،
يعلو سقف الأمنيات
ابتهالات النداء 
وتزدريني المساءات.

لا وقت للوقت
شراييني عتيقة
والأيام تنعس وحيدة، 
بي شوق فاجر للبكاء
أرفد نهر اشتياقي
أتمدد على ضفتيه 
عارية من قصائدك الوثيرة، 
تلسعني برودة علامات التعجب
والاستفهام 
وأواخر الكلمات.

باختصار مرير:
شراييني عتيقة، 
وما زلت أغمس خبز الحكايات
بالزيت والزعتر
وعرائس السُكر
فتأكلني الذئاب مرتين، 
وأغرق في الجبّ.
لا قافلة تهبُني الحياة
ولا سلّة أقي بها جوع
الطريق.

شراييني عتيقة
وأقلق جدًا حين تصغر المسافات
لنلتقي على وهنٍ، 
نطفئ شعلة أدمنتِ الاحتراق 
ولمّا تزل.

شراييني عتيقة، 
وأنت في حِلٍ من دثاري، 
من وعودك، 
من انكماش الحنين بي، 
من ثرثرة عن وجع المخاض، 
ها أنت تولد بي
وفي رئتيّ ينكمش الهواء.

شراييني عتيقة 
وأنت تكبر في درابين البلاد 
في أزقتها المليئة بالوجع
في باراتها المغموسة 
بعرق الزبائن
وضحكات المومسات 
ها أنت تكبر 
والبلاد.

شراييني عتيقة
الصفعات.. ألفتها!
ها هي تنتابني عند كل 
احتضان، 
وأحضن الفراغ
أملؤه بما تجود به لافتات المحلات
وما أراحته الريح على صدري
من أمنيات.

شراييني عتيقة
بيتي من زجاج 
وقلبي موقد صاخب
تعلوه مدخنة من صمت 
وسخام، 
وما زرعته في أصيص الشرفة
تملّكه الذبول
هلا اهتديت؟!

شراييني العتيقة 
ما عادت تسري بالحياة 
إنها سليلة التاريخ 
والمعجزات، 
إنها محض 
التباس.



* شاعرة فلسطينية مقيمة في سورية.