لم تعد السويداء شقراء يا أبي
يقول السيد جيمي في كتابه المدرسي
المهاجرون يملأون الشوارع
ولا مداخيل مرتفعة لنا
وكل شيء في علم التحنيط
يسير بنا الى القبح
يا أبي استر عظامنا
وعظام موتانا
ولا تفضحنا أمام الغرباء يا أبي.
يا أبي
سأنام على ساق واحدة
وأحرس السويد من الأوباش
وسوف أرشدك دائمًا
الى أحلام لا تتكرر
يمكنك أن تؤرجحها وتقلّبها بأصابعك
وتؤرشفها في الجنَّة التي تنتظرك
وإن تكاثر الغرباء حواليك
وغنَّوا أغانيهم اللقيطة
يمكنك أن تقلّب أحلامك
كما يقلّب هؤلاء البرابرة
في أشعارهم الليل البذيء.
توَّقف عن بعثرة القيل والقال
وأنت تتصلَّب بجسمك الممتلىء
عند محطة الباص
لا تُشح بوجهك
ذي اللون الأحمر القاني
عن مبنى سكانديا
الذي يترَّنح قبالتك
من هناك خرج قاتل أولوف بالمة
قبل أكثر من ثلاثة عقود
لقد ولد في الهند
وعمل في مصنع للكبريت
قبل أن يرجع إلى السويد مع عائلته
ويخطط لجريمته
لا تنكره يا أبي
إنه سويدي مثلنا
وأشقر
وخفيف الدم
ويترَّيض أثناء القتل
ومسكن أمه لا يبعد عن موقف الباص
الذي تقف عنده الآن يا أبي
أكثر من كيلومتر واحد
يا أبي سننتظر طويلًا
قبل أن نكتشف ذلك أنا وأنت.
سأقف على قدم واحدة
وأحرس السويد من أفعالك الشاذة يا أبي
وحين يأزف وقت رحيلك
سأغيّر الأقفال التي جمعناها
لنوصد الأبواب في وجه الريح.
لا تكلّمني يا أبي
أمام الغرباء بقسوة
لا تكن فظًا وخشنًا معي
كما كان أبوك معك
ترَّفق بي
وأعطني الأمان
وأعدك أن أظل واقفًا
على قدم واحدة
وأحرس مملكة السويد
من أفعالك الشاذة يا أبي.