Print
عصري مفارجة

غيابُكِ لا خوف عليه

10 يونيو 2021
شعر

 

كوني بخير..

الغياب! لا تقلقي بشأنه 

كبر قليلًا

صار بعدكِ طفلًا

طفلًا مشاغبًا

يصعد عتبة الوحدة

وحده..

وينطّ من أعلى روحي

وصار يخربش..

أمس

- بالمناسبة -

رسم امرأة على الباب

تخيّلي..

دخلتْ قلبي

من أوّل طرقة!

أجلْ..

وصار له صديقات:

قبل يومين،

جاءتْ معه بنت مسائية،

شعرها طويل داكن،

ثرثارة،

تُدعى ذكرى،

سهّرتني ليلة كاملة

وطارت فجرًا

من عينيّ

كما يطير النّوم.

كوني بخير..

غيابكِ الآن (ما شاء الله)

يفعل كلّ شيء

يعبث بغرفة القلب

كما يشاء

إنّه لا يهدأ..

اليوم،

صحا باكرًا،

سحب شرشف الذاكرة   

وقلب سرير حنيني 

على وجهك    

وراح يطارد فيّ،

دوّخني..

أوقع زجاجة الشانيل

التي أهديتنيها

في ميلادي

وماذا حدث!

عطركِ يا عزيزتي

سرق أنف ذكرياتي

وفرّ من الشبّاك

أجل..

وأوقع الصورة أيضًا...

لا اطمئنّي..

لم يحدث شيء

خدوش طفيفة

في عنق الانتظار

فقط

كوني بخير..

غيابكِ لا خوف عليه

كبر قليلًا

صار مشاكسًا جدًّا:

قبل ثلاثة أيّام،

لم ألعب معه آخر الليل

تخيّلي!

خرج من القلب

مسرعًا

غاضبًا

إلى الشارع؛

شارع ماضينا القديم

ورمى عليّ

ثلاث لهفات مدبّبة

أصابتني

بشوق قاتل

تخيّلي!

ثلاثة أيّام متتاليات

وأنا أنزفكِ

عشقًا.

اطمئنّي..

غيابكِ كبر جدًا

حتى أنّه بلغ سنّ النسيان،

قبل قليل نسي نفسه

تخيّلي..

حجم الفضيحة!

نادى إليّ أمام الحيّ

باسمكِ..

 

*شاعر فلسطيني.