Print
صالح لبريني

كَاتِدْرَائِيَّةُ تَامْكَا

21 يوليه 2021
شعر

 

وَتَرٌ جَامِحٌ فِي أَغَانِي الْجِبَال

ظِلٌّ جَانِحٌ صَوْبَ خَضْرَةِ الْوَقْتِ

كُنْتَ يَا أَنَا

ذَاهِلَ الرُّؤْيَا

بَيْنَ خَرِيرٍ يَحْفَظُ نَزِيفَ السَّوَاقِي..

 

وَطَرِيقٍ يُؤَدِّي إِلَى أَدْغَالِ الصَّمْتِ

تَرَى

أَرَى

جِبَالًا مِنْ غَيْمٍ تُعَانِقُ ظَهِيرَةَ الْجَوْزِ

شَيْخًا يَقْهَرُ عُزْلَةَ الْوَقْتِ

يَطْوِي سِيرَةَ الْفَرَاغِ

وَيَقُودُ خَمِيسَ الْحَيَاةِ

فِي

اتِّجَاهِ

الْأَعَالِي

يَتْرُكُ خَلْفَهُ نَهْرًا يَصْقُلُ حَجَرَ الْمَجْرَى

وَيُطَارِدُ خَيَالَ هُدْنَةٍ سَافِرَةِ الْمَجَازِ

مُكْتَظَّةٍ بِخِفَّةِ الْمَعْنَى

يُمَسِّدُ هَوَاجِسَ الْمَدَى بِيَدٍ مُتْرَعَةٍ بِرَائِحَةِ الْأَرْضِ

بِمَاءِ الْأَحْرَاشِ

بِتَحِيَّةِ خَجْلَى مِنْ نِسَاءٍ يُضَوِّعْنَ أَدْغَالَ الْعُزْلَةِ

بِأَنْفَاسِ حَرَّى

وَأَغَارِيدَ تُطَوِّقُ خُضْرَةَ النَّدَى

وَأَنَا وَأَنْتَ بَيْنَنَا وَاوُ الْبُعْدِ قُرْبٌ

يَرْفُلُ فِي وَجَعِ الذِّكْرَى..

 

لَا جَرَسٌ يُضِيءُ رَنِينَهُ

لَا صَلِيبٌ يَفْلَحُ فِي إِشْعَالِ النَّارِ

ثمَّةَ مُوسِيقَى قَادِمَةٌ مِنْ غَابَاتِ مُوغِلَةٍ

فِي

جَذَلِ

الْعَصَافِيرِ

فِي دَهْشَةِ بَنَاتِ آوَى وَهُنَّ يَتَجَمَّلْنِ لِوَتَرٍ

نَحِيفِ الْوَجَعِ

ضَلِيعٍ فِي انْتِحَارِ السَّأَم

أَمِينٍ فِي صَدَاقَةِ الْغَيْمِ

ثمَّةَ صُبْحٌ يَتَنَفَّسُ مِنْ ضِلْعِ التُّرَابِ

وَلَيْلٌ تَقُودُهُ الشَّمْسُ إِلَى قَبْرِهِ

بَلَا نَدَم

فَفِي الْأَعَالِي

لَا يَعْتَلُّ الْفَرَحُ

لَا يَعْتَلُّ إِيقَاعُ الْأَبَدِيَةِ

فِي الْأَعَالِي

يَكْبُرُ الْغَيْمُ فِي هَوَاجِسِ الْأَرْضِ

وَيَشِيخُ الْحُزْنُ

وَيَنْتَصِرُ جُمُوحُ الْمَاءِ.

 

*شاعر من المغرب.