Print
زكية المرموق

طفلة من شمع

9 أغسطس 2021
شعر

 

وحيدة على الفيسبوك
مثل صفحة مذعورة
تطاردها قطعان الهكر

أهرب من كوابيس بوكوشينسكي
من دوريات السين والجيم
عن أحوال القلب،
صحة الوطن
وأغفو في قصيدة...

الطريق لعبة دومينو بين الريح
واليوتوبيا
"اليوتوبيا سفينة الحالمين"
تقول عاشقة تكحل عينيها بصوته
وتحرس بيض الأساطير من ثعابين الوجوديين

الوقت نائم على ركبتي
وأنا نائمة على ركبة الأرق
فماذا أقول لهذا الليل الذي يشربني
كما تشرب كأس اليقين
قلوب الصوفيين...

في الدم أغنية وجمرة
فكيف نقول ما لا يقال
دون أن يشي بنا الدخان
والكلام يشعل النار في دولاب الكلام
الورق يأكل الورق بشهية
قارض جائع
أيتها المحبرة
الأبيض ذاكرة المحو
والمحو فيض
وأيضًا قربان في حانة الأموات
 

ماذا بوسع المحاصرين بين الخبز
والسكين
والرب هدم جسره يا منيف
فهل من شأن اللغة أن تشير إلى الوصول
دون أن تشير إلى الفخ؟

هذا زمن الأخطاء
والصواب حجة الحطابين
الشمعة أيضًا تخون يا صاحب "الخبز الحافي"
تخون حينما تموت قبل أن يموت الليل
فما رأيك أن نكمل الليلة بكأس شاي بالنعناع
على مقهى Eldorado?

ربما استطعنا أن نغسل التاريخ من ذباب
بول بولز
وتقاسمنا "جوان" مع جون جنيت
بعد أن أكمل دفن الشمال في رمل اللوكوس
ورقصنا مع "كناوة"
رقصنا حتى حدود النرفانا
رقصنا
حتى قبل الأطلسي المتوسط

بينما همنغواي يسأل عجوزه
عن البحور التي عمدتها
سمكة التونة بالنثر
عزيري مينسوس
ليس الجائع من يعرف الحكمة
فالحكمة ابنة الكفاف
لا الشبع...

الحزن طفل غائب
الفرح طفلة من شمع
وليالي الصحراء أطول من مشنقة

البيت ينام وحيدًا في العراء
والبيوت مواويل
وأرغفة

ها نحن نحيا حياة الصورة
رولان بارث
فها هو ماتيس يلون الحقيقة
بالفونطازم
حتى تحولت إلى فولكلور
رغم أن عينيه لم تطآ يومًا غرف النوم
فغرف النوم في الجنوب
للغرباء مطامير

هل تتذكر الأبواب
أمها الشجرة؟

 

*شاعرة مغربية.