Print
ريتا الحكيم

كمين

14 يناير 2022
يوميات

 

النصُّ الذي كتبتُهُ لكَ البارحة تحوَّلّ إلى جدارٍ عالٍ

مُتأثِّرًا بمجازاتِ اللغةِ وقواعدِها الصَّارمةِ.


عليكَ أنْ تستقِلَّ حروفَ الجَرِّ المُبعثرةِ كحافلاتِ النَّقلِ العام

على هوامشهِ؛ لتنقلكَ إلى الطَّرفِ الآخَرِ مِنَ المعنى.


كنْ حذرًا وأنتَ تقرأهُ، ربَّما تقعُ في فخِّ فعلٍ مُعتلِّ الآخِرِ أو تَعلقُ في شِباكِ حرفٍ مُشبَّهٍ بالفعلِ يجعلكَ كسجينِ زندا، أو الكونت دي مونت كريستو.

 
إنِ التقيتَ بكانَ وأخواتِها اجتهدْ أنْ تُلبسَها ثوبَ فرحتِكَ باللقاءِ؛ فهي عاشقةٌ لصرعاتِ الموضةِ السَّاعيةِ إلى التَّجديدِ..

الجميعُ يحشرونَها في ملابسِ الماضي الضَّيقةِ، ويغلقونَ عليها الرِّتاجَ متى انتعشَ حاضرُهم.

حذارِ مِنْ أحرفِ النَّصبِ الماكرةِ؛ فهي لنْ تُوفِّركَ أبدًا، وستجعلكَ شُغلَها الشَّاغلَ، كما يفعلُ السَّاسةُ ليحافظوا على مناصبهمْ..

وإنْ صادفتَ حرفَ جزمٍ شاردٍ في دنياهُ الخانقةِ

خُذْ بيدِهِ وربِّتْ على كتفيْهِ؛ فهو لمْ يكنْ يومًا إلّا نصيرَ المُستضعفينَ وسلاحَهمْ.

إنْ نجحتَ بعدَ كلِّ تحذيراتي هذه، في الوصولِ إلى نهايةِ النَّص، سيستقبلكَ الرَّقيبُ على مِقصلةِ الكلمةِ لينفِّذَ الحُكمَ بمحوِ الحبرِ عنِ الورقِ وحجزِ القلمِ وراء القُضبانِ.

 

*كاتبة سورية.