Print
حسن عماد

تجربني الحياة

30 يناير 2022
شعر

جربت كثيرًا أن أتابع الليل إلى حافته الأخيرة
لأشاهد كيف يموت
منتحرًا بدفعة من الانتظار
ممتلئًا بتساؤلات رواده
مختنقًا بتلك الزفرات الطويلة
غريقًا في تلك الدموع
فارًا من قدرٍ أعتم طرقاته وألبس يديه كُمَّ قرنفلة سوداء
محترقًا بما يفضح عريه أمام صباح متثائب

لم يكن له سر
كان له حكاية يحاول أن ينطقها
ولكنهم لم يسمحوا له بالكلام
فهو القصي الداني
ونحن المتعبون الحالمون...

صار بإمكاني الحياة
تدربت كثيرًا على فنَّ إنقاذ الغيمات المتساقطة
صرت أحترف عدها وتكديسها
بات يغريني أن أخترع برقها بيدي هاتين
أن أمازح السماء بمشهد مطري لا تحسب له حساب
أن أرخي ستارة المطر لأدرب الحصى على فن الرقص
أؤلف لها نوتة موسيقية لا تنتهي إلا بالغرق
لم يكن اللحن يصعد سلمه الموسيقي إلا لينزله
راكضًا كنت
أحاول أن أفسر للحياة معنى أننا نشقى.


*شاعر سوري.