Print
سونيا الفرجاني

مباخر الملائكة

21 مارس 2022
شعر

أحارب بك نفسي
وأجلب الحطب من غابة قرب النهر
لأشعل لقلبينا ما يدفأ به الحلم في أوج معاركه.
أحتفظ بالكثير من سمرتك تحت ذراعي
مع أسلحة الحنين
وفيالق شوق مندسّ.
أحداث كثيرة وقعت حين كنت عائدة بحمولة زائدة فوق ظهري
منها أنّ طائر الوروار
بنى عشّه فوق أغصان أرفعها. 
تحضن أنثاه الآن حلمًا وحقيقة
وتحمل أنثاك كل هذا الواقع
مقوّسة.
إذا أنزلتُ كوم الحطب
سيرتطم فزع بصدري.
لا أدري
قد ينشقّ سطح النهر
أو يسقط الرمح ساخنًا على سلالمنا الطريّة.
خذ هذه المباخر عن ملائكتي
خذ قرط العاج وإسوارة المرجان
نم في القرية المجاورة
وانتظرني 
سأزحف بين الأغصان وتحت ريش الطائرين.

***

حفرتُ مقاطع من صوتك
على تقاطعات في جسدي.
في سنوات عمري الأولى
مرّت سرطانات بحر عليه
ربما حين كنّا نسبح في الشاطئ القريب من بني باندو
أمام البرج الكبير
ليس بعيدًا عن مسلّة الجمام الإسبانية
في المرسى.
لم أخبر أبي بما فعلت كائنات البحر
خفت من حرائق "الدّاكان" على خدوش طريّة
فسكتُّ.
سافرتُ.
في محطة الحافلات يحتاج الانتظار أن نقطّعه بالغناء.
عدت لتلك التّقاطعات
قرأت منها مقاطع
غنيتها
ما انقطعت.
قطعت الطريق المتبقيّة مع رهائنك في جسدي
الحرّ.

*شاعرة تونسية.