Print
حسن عماد

ما بين رصاصتين

21 أغسطس 2022
شعر

لهذه البلاد أن تبتلعنا أكثر
يكفي من الصباح تردد جفن
يكفي من المسير ظلٌ يسحب نفسه غصبًا وراء ما تبقى من لهاثنا في طريق اللاعودة
يكفي من الظهيرة ما نحفره من أسمائنا فوق صخر الذكريات
حتى أسماؤنا التي لم تعد تشبهنا بشيء تستعصي الحضور في وجوهٍ غريبة
وللذاكرة حق الرحيل
فمن سيحفظ جرحه ندبةً ندبة
ومن سيربت فوق أكتافٍ تملّكها أخمص بندقية
يكفي من الشمس ما تركت فوق وجوهنا الكالحة في مناورة مع خوذنا المصفحة
يكفي من الصوت ما اعتادت عليه ارتعاشاتنا ما بين نجا ولم ينج...
يكفي من الأمل ما كنا نصرّهُ تحت أحزمتنا كي لا تلوثه سماؤنا الرمادية ببقايا بارودها المتناثر
يكفي من المساء ما نلملمه من صفعات هوائها البارد لتعرّينا المسافات أكثر فأكثر
يكفي من الصبر ما قد أطعمناه من حشاشة قلبنا ونزيفنا اليومي
يكفي من العمر ما تبقى ما بين رصاصتين، رصاصة حرب، وأخرى رصاصة
جوع..