Print
إسماعيل طاهري

ساعة حساب

30 سبتمبر 2023
شعر
أبدًا لم أقبل امرأة بدون رضاها
كنت زاهدًا في الحب من أجل وردة في غبار ثورة هاربة
أبدًا لم أفرض نفسي على فراشة
تمر قربي
أبدًا لم أخف من الزلزال
ولكني خفت وأخاف من العاصفة.

هل أحاسب أحدًا؟ أم أحاسب نفسي
بعد هدر العمر في حساب النجوم؟
يقول صديقي المتعب بالنضال:
لا تحاسب
وإلا بقيت وحدك.

.....

صليت قليلًا، نعم
شربت قليلًا، أي نعم
ولكن ذنوبي صغيرة جدًا
مثل شغب الأطفال
أدمنت الإضرابات وترديد الشعارات
حرقت البيانات التي كتبتها
لذكرى الشهداء.
الشهداء الذين حلمت أن أكون آخرهم
كانت السجائر تنخر صدري
كتدريب عسكري على كتابة الشعر
كنت أكتفي بالهواء غذاء لي
نكاية في الأعقاب والعواقب
وخرير الماء، ولو كان حارًا، يغريني
وفي النهاية أصبح الجميع مستعدًا لكلمة فصل المقال
والانخراط في ملحمة الهروب الكبير
ونسيان حجم الأمل الذي تسببت فيه لهذا العالم.

لا أستطيع الهبوط من برجي العاجي
حتى كتبي بدأت تجافيني
والرفاق صاروا كائنات من الذكريات
ضاعت ملامحها في دوامة الهباء
النار بدأت تأكل قلبي
وأخاف أن تلتهمني قريبًا قريبًا
حينها سأبقى وحدي
ـ كما حذرني صديقي المخضب بالنضال ـ
مثل إله لا ينتظر يوم القيامة.

(طنجة)