ما هي مسؤوليَّة الحرب في تأليف الرواية؟ هل تمنعها؟ هل تضعفها؟ هل تمتنع عنها؟ هل تقتل ذاكرة الروائي وخياله؟ هل تحرمها من بيئتها، من نسيج العلاقات بين البشر، وهي مادَّتها بامتياز؟ أم أنَّها تحيي الرواية؟ تمنحها المعنى أو التشويق أو الجمال؟
هذه تساؤلات تولِّدها آراء مختلفة، متناقضة: رأي يتمنَّى صاحبه أن يعيش الحرب بتفاصيلها، لعلَّه يلتقط النار السحريَّة للإبداع وينطلق بها. ورأي آخر، صاحبه يرفض الحرب بالمطلق، بصفتها قاتلة للإبداع، ويحلم بحلول السلام نهائيًّا في هذه الدنيا، فينكبّ ساعتها المبدعون على عملهم براحة وأمان.
رأي يتصوَّر أنَّ البشر يمكنهم العيش والتفنُّن من دون حرب، وآخر مقتنع بأنَّ الحرب نشاط بشري متأصِّل، ويحمِّلها فضيلة إبداعه وحوافزه.
هنا محاولة لاستكشاف الحرب في الرواية الغربيَّة، بصفتها أم الرواية الحديثة.
الرواية الأولى للعصر الحديث، "دون كيشوت"، للإسباني ميغل دي سرفانتس. صدر الجزء الأوَّل منها عام 1605، والثاني عام 1615. رواية من جزأين، مؤلَّفة من ألف صفحة. كلّ فصل منها يروي حادثة من حوادثها، ويطلق العنان للضحك المتأمِّل. بطلها دون كيشوت، مهووس بروايات سابقة عن فرسان عصره وما قبله؛ "روايات الفروسيَّة" تملأ مكتبته وقد ابتلعها جميعًا. ومن كثرة ما قرأ منها، قرَّر يومًا الخروج من بيته، متقمِّصًا شخصيَّاتها الشهمة الشجاعة. يركب حصانه الهزيل، ويتسلَّح من حواضر البيت: سيف قديم، طاسة رأس مخرَّمة، ودرع من خشب... يصطحب معه فلاحًا ساذجًا اسمه سانشو بانزا، يخدمه في رحلة للبحث عن معارك يخوضها شبيهة بتلك التي خاضها أبطاله في روايات الفروسيَّة. وكلَّما وجد ما يتخيَّله أنَّها فرصة لتقمُّص شخصيَّة الفارس القوي، المدافع عن كرامة أو حقّ مهدور، ينقضّ على ضحيَّته في واقعة مضحكة، يخرج منها مدمًّى و"سلاحه" الهزيل اللطيف محطَّمًا. ذلك أنَّ لا حرب في بلده، ولا شيء من قبيلها.
ولكن إذا توقَّفتَ عن الضحك، يمكنكَ الملاحظة بسرعة أنَّ الحرب واحدة من أعمدة شخصيَّة دون كيشوت. الكتب التي أطلقت العنان لجنونه، أي "الروايات الفروسيَّة"، سبقته بقرن، وكانت غنائيَّة وجدانيَّة، مليئة بقصص الفرسان من الرجال الذين وضعوا حياتهم بخدمة الملك في حروبه ومناوشاته المختلفة. هم من الأمراء والسواس ورجال البلاط. وهذه القصص مستوحاة أصلًا من حروب الإمبراطور شارلمان الفرنسي، ومن أساطير الملك آرثر الإنكليزي. والفرسان في هذه الروايات، هم حمَلة السيف، أصحاب همَّة وأخلاق، يقيمون العدل، يدافعون عن سيِّدهم، ويعطون لكرامتهم أولويَّة مطلقة.
ولئن غاب أولئك الفرسان ولم يبقَ منهم إلَّا كتبهم، فإنَّ مسعى دون كيشوت من أوَّل الرواية وحتَّى نهايتها هو حصول حرب. هذا هو هدف خروجه "المسلَّح" من داره برفقة سانشو بانزا. أي أنَّ الحرب حاضرة، ولو بالخيال ولو بالمرغوب.
قفزة عريضة مع العصور، وننتقل إلى أولى الروايات "النسائيَّة"، ببطولتهنَّ أو بقلمهنَّ.
جين أوستن (1811) ورواية "كبرياء وتحامل". إنكلترا، في عصر تبزغ فيه النساء صاحبات الكتابة عن النساء. وهي من كلاسيكيَّات النوع. أبطالها شقيقتان: ماريان وألينور. الأولى، ماريان، عاطفيَّة رومانسيَّة. والثانية، ألينور، عاقلة وهادئة. وما يهمُّنا في هذا المناخ الإنكليزي الريفي الهادئ الجميل، أنَّ عسكريًّا، هو الكولونيل براندون، يغرم بماريان. وما تمرّ عليه الرواية مرور الكرام، مع أنَّها مؤثِّرة على حبكتها، هو الغياب الاضطراري للكولونيل براندون لمشاركته في الحرب. إنَّه أمر عادي، بديهي، أن ينضمَّ رجل مثله إلى الجيش البريطاني المرسل إلى أغنى مستعمرات بلده، أي الهند؛ حيث يقاتل أهلها برهة، ويعود منها غانمًا سالمًا، محمَّلًا بالثروات والأوسمة.
غوستاف فلوبير يصدر رواية "مدام بوفاري" عام 1857. وبطلتها، إيما، امرأة أيضًا. وثمَّة شكوك نقديَّة تفترض بأنَّ البطل الحقيقي للرواية هو شارل بوفاري زوجها. فالقصَّة أنَّ شارل باهت ومكفهرّ. وهي تحلم بالحبّ. تنجب ابنتها، تهملها وتضعها عند المربِّية. وتغوص في علاقات غراميَّة مع رجلين، تفضي كلُّها إلى الفشل وتنتهي بيأسها وانتحارها. وزوجها شارل، بعد ذلك، يكتشف كلّ الرسائل التي كانت ترسلها إلى عشَّاقها، فيموت كمدًا على قارعة الطريق. ولكن ما لا يلحظه المتشوِّق إلى معرفة مصير هذه الباحثة عن العشق، أنَّ شارل زوجها، له مهنة محدَّدة: إنَّه طبيب، "ضابط صحِّي"، أي أنَّه يعالج الجنود والضبَّاط الخائضين الحروب. وهذه مهنة أنشأها نابليون بونابرت، ليجنِّد العدد الأكبر من كفاءات فرنسا في حروبه الدائمة. وبعد رحيل بونابرت، استمرَّت هذه الحروب، وبقيت المهنة الطبِّيَّة العسكريَّة. واليوم، بات معلومًا أنَّها لا تقلّ هولًا عن مهنة كولونيل في الجيش. فنفهم قليلًا غياب شارل الدائم، وكآبته، بطأه... ومصير زوجته، أي حبكة الرواية كلِّها.
دافيد هربرت لورانس (1928) "عشيق الليدي تشاترلي". البطلة امرأة أيضًا. وقصَّتها بأشدّ الحميميَّة الممكنة. هي كونستانس، زوجة البارون كليفورد تشاترلي. بعد أشهر على زواجهما، تندلع الحرب العالميَّة الأولى، وينخرط كليفورد في صفوف الجيش البريطاني، ويعود منها مشلولًا، عاجزًا. فيحثّ زوجته كونستانس على الحمل من أيّ رجل تصادفه، لكي يؤمِّن إرثه الكبير. وتلتقي كونستانس بأوليفيه ميلور، حارس متواضع يسكن بالقرب من أرضها. وتقيم معه علاقة تنتهي بترك زوجها والالتحاق به إلى حياة أخرى. المهمّ أنَّ الرواية كانت لها ضجَّة كبيرة بسبب اللغة العارية التي اعتمدها الراوي في وصف هذه العلاقة، وتكون الحرب في هذه الحالة مجرَّد خلفيَّة. مع أنَّها هي أصل الرواية.
في كتابه "عالم الأمس" (1944)، الأشبه بالسيرة الذاتيَّة الروائيَّة، يصف النمساوي ستيفان تسفايغ، أيَّام ما قبل الحرب العالميَّة الأولى، وما قبل الحرب العالميَّة الثانية.
عشيَّة الحرب العالميَّة الأولى: كانت أوروبَّا سعيدة بخمسين عامًا من السلام، من ازدهار وتطوُّر. كلّ يوم، كلّ سنة، كلّ فصل، تشهد هذه القارَّة اختراعًا، تقدُّمًا، نموًّا، تحضُّرًا. لم يكن ممكنًا للمواطن الأوروبِّي تخيُّل حرب بين دولها. مع ذلك حصلت الحرب. والمعنى: أنَّ ليس للحرب بالضرورة دوافع مباشرة، أو مرئيَّة، أو مقنعة. ومع أنَّ ستيفان تسفايغ يشير إلى التنافس، غير السلمي، بين هذه الدول الأوروبِّيَّة حول مستعمراتها، ولكنَّه لا يحسبها حربًا. الحرب عنده هي التي تحصل في القارَّة الأوروبِّيَّة.
النقطة الثانية عند ستيفان تسفايغ، يصف في الكتاب نفسه جلسات تجمع خيرة أبناء العاصمة فيينا، عشيَّة الحرب العالميَّة الثانية، والحديث الدائر بين روَّادها. وهم منقسمون بين: من يقول بأنَّ تجربة الحرب العالميَّة الأولى بأهوالها، سوف تردع أيّ دولة عن المغامرة بحرب ثانية. ومن يقول بأنَّ البشريَّة لن تتعلَّم شيئًا من دروس ماضيها المؤلم، وسوف تخوض حربًا ثانية بقلب فرح.
ثكنة عسكريَّة إيطاليَّة أقيمت في الصحراء الليبيَّة بين عشيَّة الحرب العالميَّة الأولى 1910، وبداية الحرب العالميَّة الثانية، 1939. ولم تحدث فيها أو حولها أيَّة معارك. واقعة توحي للإيطالي دينو بوزاتي روايته "صحراء التتار" (1940). بطلها جيوفاني دروغو، الذي يقيم لسنوات وسط الصحراء. تركيزه، هوسه، خياله، كلّهم مستنفرون من أجل أمنية واحدة: أن يظهر العدوّ في الأفق الذي يترقَّبه، فينقضّ عليه ويكون بذلك قام بالدور البطولي الذي يحلم به. ولكنَّ السنوات والفصول تتعاقب، ويرتقي بطلنا إلى رتبة رائد، ويتأمَّل خيرًا. فيكون عدوًّا خياليًّا... المرَّة تلو الأخرى، ولا يظهر العدوّ في الأفق. حتَّى يمرض جيوفاني، يكاد يفقد عقله... ويشيخ جيوفاني ويأتي يوم تقاعده. وعندما يهمّ إلى الخروج بحصانه من الثكنة، يظهر العدوّ بكامل وجوده. ويفكِّر جيوفاني بأنَّ القدر حرمه من شرف خوض هذه الحرب، بعدما ضحَّى بحياته وهو ينتظرها.
الألباني إسماعيل كاداريه وروايته "جنرال الجيش الميت" (1963). صدرت بعد مرور عشرين عامًا على نهاية الحرب العالميَّة الثانية. هي حكاية جنرالين. واحد إيطالي والثاني ألماني. يحضران إلى ألبانيا، المهزومة جرَّاء هذه الحرب، بحثًا عن رفات جنود قُتِلوا أثناءها. الجنرال الإيطالي، مصحوبًا برجل دين، لديه لائحة دقيقة بأسماء أولئك الجنود. ولكنَّه يتعثَّر. ولا ينقصه غير حضور الجنرال الألماني بصحبة رئيس بلديَّة مدينته، يبحث هو أيضًا عن رفات لجنود ألمان سقطوا في الحرب نفسها. ولكنَّ المهمَّة تنتهي بالفشل، نتيجة "حروب" نفسيَّة صغيرة تندلع بين الجنرالين وصحبهما. وهي من ذيول الحرب التي جاؤوا لينتشلوا جثثها، بعد عشرين عامًا...
روائيَّان يقتربان إلى العصر نفسه. والفرق مع آخرين أنَّهم شاركوا في الحرب، إمَّا بتغطيتها، أو بحمل السلاح نصرة لأحد أطرافها. والاثنان كانت الحرب والكتابة عنها نقطة انطلاق طاقتهم الإبداعيَّة.
الأوَّل هو الأميركي إرنست همنغواي. صاحب جائزة نوبل، وروايتين عن الحرب بصفتها أمرًا معيوشًا. "وداعًا أيُّها السلاح" (1929)، هي الأولى. شبه سيرة ذاتيَّة. تدور أحداثها خلال الحرب العالميَّة الأولى، عن رجل إسعاف أميركي يتطوَّع لأعمال الإسعاف في الجيش الإيطالي، ويلتقي بممرِّضة بريطانيَّة. ومحيط المشهد دمار وعبثيَّة، وعذابات المدنيِّين، وسينيكيَّة الجنود.
رواية همنغواي الثانية "لمن تقرع الأجراس" (1940)، كتبها بعد زيارة أخيرة لمعسكرات الجمهوريِّين الإسبان خلال الحرب الأهليَّة الإسبانيَّة. وقبل ذلك عرف إسبانيا خلال أسفاره العديدة إليها، وقد امتدَّت ثمانية عشر عامًا. أيضًا، يدخل في هذا الكتاب، ومن خلال أحداث هذه الحرب، وصف للطبائع الإسبانيَّة الشغوفة، التي تجمع بين الجبن والشجاعة بين الخيانة والوفاء. وذات تصوُّرات خاصَّة عن القدر والكرامة.
البريطاني جورج أورويل نعرفه بروايتين. واحدة ديستوبيَّة، وعنوانها "1984"، والثانية خياليَّة فانتازيَّة "مزرعة الحيوانات". والاثنتان على كلّ حال تمدَّان خيوطًا مع الحرب.
فقد سبقهما كتابه "الحنين إلى كتالونيا"؛ حيث يسرد وقائع حمله السلاح للمشاركة بالحرب الأهليَّة الإسبانيَّة (1936-1939) في معسكر الجمهوريِّين ضدّ الملكيِّين. ينتسب جورج أورويل إلى واحد من الفصائل الجمهوريَّة، أي "الحزب العمَّالي الموحَّد"، منافس للحزب الشيوعي الإسباني الستاليني. وحبكة الرواية تدور حول الخلاف بين الحزبين، ومطاردات عنيفة يخوضها الشيوعيُّون ضدّ حلفائهم العمَّاليِّين (الاشتراكيِّين). وخروج جورج أورويل من هذه الحرب بعداء لستالين وللأساليب التي تحمل اسمه، ومستلهمًا من تسلُّطيَّته في روايتيه اللاحقتين.
هل نتابع؟
مع تولستوي، وروايته التي استحقَّت كلّ الأوصاف "الحرب والسلام" (1870)، الأعظم، الأطول، الأدقّ، الأعمق... وتروي بالتفصيل الشديد (1700 صفحة) معركة روسيا مع جيش نابليون بونابرت، بعد خمسين عامًا من حصولها. أم غيره الكثير؟ أندريه مالرو (حرب الهند-الصينيَّة)، ليوناردو بادورا (حرب على تروتسكي)، أورهان باموك (حروب السلطنة العثمانيَّة)...
اللائحة لا يمكن أن تكون نهائيَّة، لأنَّ الحرب دائمة، ولأنَّها وحدها ربَّما مادَّة روائيَّة، أو خلفيَّة لمادَّة روائيَّة... حتَّى لو كانت فصولها جارية بين أربعة حيطان، بين شخصين، حقيقيَّين أو افتراضيَّين. أو تكون هذه الفصول إعادة رواية سيرة أنبياء، أو قدِّيسين، أو رواية ديستوبيَّة، تشهد كوارث يحدس بها أصحابها، تنال من البشريَّة بأسرها، أو بمجموعة منها.
الحرب تغطِّي مجالات مولِّدة للمعاني. إنَّها تغطِّي الوقت. ماضٍ، حاضر، مستقبل. الكلمة الأثيرة التي قالها كارل ماركس، من أنَّ "التاريخ يتكرَّر مرَّة بتراجيديا ومرَّة بكوميديا"... تحتاج إلى تعديل. فالتاريخ الذي يقصده ليس سوى حروب. وهو بصيغته الشهيرة هذه يبدو وكأنَّه يقول بأنَّ البشر، بعد هذه المهزلة، سوف ينصتون لعقلهم ولن يحاربوا. فيما هم تابعوا الحرب من بعده، وبشتَّى الطرق. فأضحت تواريخ ووقائع، وبالأهوال التي نعرفها جميعًا. فيكون السؤال: أين تبدأ الحرب كتراجيديا؟ وأين تنتهي، أو تكاد... ككوميديا؟ وهل تكون كوميديا، تليها حرب أخرى تكون تراجيديا؟
وما يسمح للحرب باستيلائها على الوقت أنَّها خطرة، مثيرة، متحرِّكة، انقلابيَّة. معها يكون السلاح الجديد والقديم، والموت والدمار والتهجير والقتل الجماعي والفردي... وأنواع من المعاملات، تتجاوز كلّ مرَّة الخيال، كلُّها مرتبطة بالموت أو الفناء، بأبطال هذه الحرب، بضحاياها، بالخرائط والخطوط التي تعيد رسمها. ثمَّ فصل من "السلام"، يؤسِّس لحرب قادمة، حتَّى لو تأخَّرت.
وهي كما رأينا من هذه العيِّنة الروائيَّة أعلاه، تفجِّر طاقات إبداعيَّة، معها الرواية والفنون البصريَّة والسمعيَّة وحتَّى الرقصات الشعبيَّة (اكتشفت مؤخَّرًا أنَّ رقصة الفلامنكو الإسبانيَّة، أصحابها من العرب والغجر الذين طردتهم إسبانيا الكاثوليكيَّة من الأندلس العربيَّة، فيما يُعرف بـ"الرِكونْكيستا". والرقصة تعبِّر عن رفضهم لتهجيرهم).
من دون الحرب، هل تكون لنا روزنامة بمواعيد لأعياد نحتفل بها، أو لأحزان نبكي عليها؟ ربَّما. ربَّما يكون لنا قصص أخرى.
والأرجح أنَّه في هذه الحالة، لن يبقى ما يُروى إلَّا ما يتعلَّق بالجنس والغرام. أي أن يكون كلّ تاريخنا هو تاريخ غراميَّات وأشكال من اللذَّة. ولكن، من يمكن أن يقنعنا أنَّ الحرب لن تدخل هذا المجال؟ خصوصًا أنَّ المناوشات والمناورات بين الجنسين تطلّ برأسها، بعد النجاح السريع الذي حقَّقته الثورة النسويَّة، بالمساواة في الحقوق. وما تتسبَّب به هذه المساواة من صراعات "داخليَّة"، لا تلبث أن تصبح "خارجيَّة"، أي تنال من أمن محيطها وسلامته.
وبما أنَّ الحرب التقليديَّة لن تنتهي فصولًا، فإنَّ الحرب الجديدة بين الجنسين، قد تتشابك معها، وتدخلان في منافسة وديَّة. ضربة منِّي، ضربة منك... ونكون دخلنا في عصر جديد من الحروب، غير المتكافئة، تحصيناتها متشابكة، متسرِّبة إلى تفاصيل التفاصيل، ومولِّدة لنوعيَّة جديدة من الإبداعات، قد تتجاوز ما سبقها.